الشرطة المصرية تكتشف صاحبة الكليب المزيف "لأبنة ليلى غفران"

استبعد الطبيب الشرعى صحة الكليب،وأضاف إنه ربما يكون ملفقاً أو لفتاة أخرى غير "القتيلة هبة العقاد"
استبعد الطبيب الشرعى صحة الكليب،وأضاف إنه ربما يكون ملفقاً أو لفتاة أخرى غير "القتيلة هبة العقاد"

توصلت مباحث الأدلة الجنائية ببورسعيد شرق القاهرة الاثنين 22-12-2008 إلى أن الأسطوانة المدمجة "السي دي" الذي يحتوى كليبا مفترضا لهبة العقاد ابنة ليلي غفران قبل وفاتها على أثر عدة طعنات بأنه لسيدة تدعى "شيماء علي" ويه ربة منزل كانت مقيمة في بورسعيد.


وقال مصدر أمنى إن هذه الواقعة ارتكبها زوج السيدة المذكورة منذ عامين عندما حاول قتلها اثر خلافات بينهما وقام بطعنها في جسدها وحاول تشويه وجهها وأن هذه الصور تم التقاطها لهذه السيدة بمستشفى بورسعيد العام".

وكشف المصدر بأن هذا الكليب تم تداوله بين أهالي مدينة بورسعيد منذ فترة وأكد ذلك أطباء مستشفى بورسعيد العام، مضيفا "من الوارد جدا أن تحدث مثل هذه الأشياء فى مثل هذه القضايا ومن واجبنا التأكد منها سواء بالنفي أو الايجابي ".

وتجرى أجهزة الأمن المصرية جهودا مكثفة لضبط موزع السي دي ومعرفة دوافعه في توزيعه على صحيفة مصرية لنشره والادعاء بأنه لهبة العقاد ابنة ليلى غفران وكيف أدخل صاحب الكليب صوته فى السي دي القديم للسيدة البورسعيدية مدعيا بأنه لهبة العقاد.

وكانت نيابة حوادث جنوب الجيزة قد بدأت التحقيق في مدى صحة "كليب" مسجل على سي دي تقدم به رئيس تحرير صحيفة مصرية للنائب العام، تصور صوتا وصورة لما يعتقد أنه للضحية هبة العقاد ابنة ليلى غفران أثناء وجودها في غرفة العمليات بالمستشفى قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة متأثرة بالطعنات التي تعرضت لها في أماكن مختلفة من جسدها.

وتحتوي الاسطوانة المصورة التي يفترض أنها آخر من تحدثت به هبة على إجاباتها عن أسئلة وجهها لها الأطباء ولم يكشف عنها تماما.

وكانت هبة وزميلتها نادين جمال الدين قتلتا في الشهر الماضي أثناء وجودهما في شقة الأخيرة في حي الشيخ زايد بمحافظة 6 اكتوبر (غرب القاهرة) وفي وقت لاحق قبضت أجهزة الأمن شابا يدعى محمود سيد عبدالحفيظ (20 سنة) بتهمة قتلهما بهدف السرقة، وقام بالفعل بتمثيل الجريمة بعد الاعتراف بها، لكنه تراجع عن اعترافاته امام المحكمة في جلسة الأربعاء الماضي 17-12-2008.

وتقدم مجدي الجلاد رئيس تحرير صحيفة "المصري اليوم" واسعة الانتشار ببلاغ إلى النائب العام يوم السبت الماضي مرفق باسطوانة مدمجة تحتوي "كليب" مدته 3 دقائق يصور لقطات لسيدة داخل غرفة عمليات بالمستشفى، وورد فيه أنها المجنى عليها هبة العقاد أثناء تلقيها الإسعافات قبل وفاتها بدقائق.

وذكرت "المصري اليوم" الاثنين 22-12-2008 أن "الكليب" تضمن عبارات فى محادثة مصورة بين الأطباء والمجنى عليها، تشير إلى أن الجانى ليس "محمود عبدالحفيظ"، وفى سياق الحديث روت المجنى عليها كيف أغلق الجانى الباب عليها منعا لهروبها وواصل طعنها، فسألها أحد الأطباء "هوه إنتى مخلفة منه"، فهزت رأسها بما يومئ بالنفى.

وقالت الصحيفة إنها رفضت الانسياق وراء إغواء السبق الصحفى، وفضلت مساعدة جهات التحقيق فى الوصول إلى الجانى الحقيقى، إذ إن المشاهد الواردة فى "الكليب" لا تقطع بأن الفتاة هى "هبة العقاد"، وأن الفحص الفنى لـ"السى دى" مسؤولية جهات التحقيق وليس الصحافة، فضلا عن أن أخلاقيات المهنة تفرض تقديم العون للقائمين على التحقيق، وعدم الانسياق وراء "الشهوة" الانفراد غير المؤكد وغير المدقق.

أقوال الطبيب الشرعي
وفور تلقى المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام، بلاغ مجدي الجلاد رئيس تحرير الصحيفة فتحت النيابة تحقيقا عاجلا، واستمعت لأقواله مساء السبت، والتى أكد فيها أن "الكليب" بحاجة إلى فحص فنى دقيق، لبيان مدى صحته.

كما استمعت النيابة لأقوال الطبيب الشرعى، الذى تولى مهمة تشريح الجثة، وإعداد التقرير الرسمى، الذى استبعد أن تكون السيدة هى "هبة العقاد"، مؤكدًا أن الجروح والطعنات التى أصابتها مختلفة عن الجروح والطعنات، التى شاهدها فى الجثة، وأضاف إن "الكليب" ربما يكون ملفقاً أو لفتاة أخرى غير "القتيلة هبة العقاد".

وقال الجلاد إن الصحيفة فضلت تقديم الـ "سى دى" للنيابة العامة للتحقيق فى الواقعة والتأكد من صحته بهدف خدمة العدالة، واتساقاً مع ميثاق الشرف الصحفى والتقاليد المهنية.

وأثار الإعلامي خيري رمضان مساء أمس الأحد موضوع "السي دي" أثناء تقديمه برنامج "البيت بيتك" بالتليفزيون المصري، متحدثا مع مدير الاعلام بوزارة الداخلية الذي أكد أن أجهزة الأمن تولي "السي دي" اهتمامها وتقوم بالتحقيق في مدى صحته، رافضا التشكيك في جدية وعدالة التحريات التي أدت إلى القبض على المتهم الحالي قائلا "نحن نراعي الله وضمائرنا".

وعلمنا أن هناك تكتما شديدا من قبل السلطات المصرية على تفاصيل "السى دى" لحين اكتمال كافة عناصره.

وتزامن ذلك مع اكتشاف أن آخر 10 مكالمات كانت مسجلة على الهاتف النقال لنادين خالد جمال الدين القتيلة الثانية، وتبين أنها لأبناء لواءات شرطة في وزارة الداخلية المصرية، ونجل أحد المسؤولين ويدرس في جامعة 6 اكتوبر بحسب ما صرح به محمد إبراهيم محامى المتهم محمود عيسوي.