بحث علمي يعطي آفاقا جديدة لعلاج العقم

كشف أنبوب حامل للبزور الفلورية (الخضراء) اعيد انتاجه داخل  الخصية
كشف أنبوب حامل للبزور الفلورية (الخضراء) اعيد انتاجه داخل الخصية

باحثون فرنسييون يحددون مصدرا جديدا للخلايا الجذعية، ففي معهد البيولوجيا الاشعاعية للخلايا  والجزيئات (CEA/iRCM)، كشف  فريق Inserm، بالأشتراك مع ال CEA وبالتعاون مع باحثين من المركز الوطني للبحوث العلمية المعروف بالرمز CNRS، كشف مؤخرا أنه من الممكن تجديد مخزون الخلايا الجذعية الجرثومية لدي الكبارعن طريق الخلايا المتخصصة المسؤلة عن انتاج الحيوانات المنوية، والمعروفة باسم progenitors.


هذه النتائج تفتح آفاقا جديدة في مجال علاج الخلايا من خلال توفير مصدرا جديدا للخلايا قادرة على تجديد الأنسجة الناقصة، وهذا الكشف نشر على الانترنت في 21 ديسمبر الماضي من قبل مجلة Nature Cell Biology.

وتؤمن الخلايا الجذعية المحافظة على العديد من الأنسجة لدي البالغين ومسؤولة عن تجديد الأنسجة التالفة، ويعتبرالحفاظ على مخزون الخلايا الجذعية الوظيفية ضروري ويتم من خلال التجديد الذاتي، أي من خلال قدرتها على التكاثر الغير محدود لأنتاج خلايا جذعية جديدة.

ويعتبرتجدد السائل المنوي هوعملية انتاج الحيوانات المنوية من خلال عدد قليل جدا من الخلايا الجذعية الجرثومية  لدي الذكور(حوالي 1/3000-4000 في الخصية لدي الفئران البالغة)، هذه الخلايا موجودة في البئية الجزئية، وتسمى "العش"، وهي التي تحدد مقادير أجزاء الخلايا، ومن ثم، فإنها تتضاعف سواء من أجل التجدد الذاتي، أو من أجل انتاج المزيد من الخلايا الأكثر تخصصا:الـ progenitors، المسؤولة الأساسية عن انتاج الحيوانات المنوية.

ومن خلال المولدات المشعة المزروعة، من الممكن أن تقوم هذه المولدات، التي فقدت قدرتها علي التتجدد ذاتيا أن تجدد الأنسجة علي المدي الطويل، وقام الباحثون مؤخرا بتأكيد هذه النظرية، أثناء التجارب .. حيث قاموا بزرع مولدات من البروتين المشع  داخل خصيتين لذكور فئران عقيمة ولاحظوا  إعادة تجدد انتاج الحيوانات المنوية، وأظهرت التجربة أن المولدات المزروعة قادرة علي أن تتبرمج لتنتج الخلايا الجذعية.

هذه النتائج تشير إلى أن هذه المولدات progenitors الموجودة بعدد أكبر من الخلايا الجذعية في الأنسجة، يمكنها أن توفر مخزونا من "الخلايا الجذعية المحتملة".

إن فهم الآليات المسؤولة عن إعادة البرمجة ينبغي أن يتيح فرصا جديدة لعلاج الخلايا التالفة.

وبالإضافة إلى ذلك، هذه الأبحاث قد تكون لها أيضا انعكاسات في مجال أمراض السرطان، والواقع فإن الخلايا السرطانية، تماما مثل الخلايا الجذعية، لديها خاصية التكاثر بلا حدود وهو ما يشير إلى أن إعادة برمجة المولدات progenitors وأكتساب قدرة عالية علي انتشار الخلايا السرطانية يمكن تتقاسم  آليات مشتركة قد ترتكز عليها آليات العلاج الطبي في المستقبل.