ابحثي في أسلوب حياتك ونظام غذائك .. تعرفي وزنك

تحسبين السعرات الحرارية .. تمارسين التمارين الرياضية .. لكن وزنك لا ينقص
تحسبين السعرات الحرارية .. تمارسين التمارين الرياضية .. لكن وزنك لا ينقص

تشتكي انك لا تأكل كميات كبيرة، وأنك تتنبه إلى السعرات الحرارية، ومع ذلك تعاني من زيادة الوزن.


شكاوى يرددها عدد لا يستهان به من الناس، ويتبعونها بسلسلة من التفسيرات، قد يكون في بعضها جانب من الصحة، لكنها في الغالب مجرد تأويلات أو تبريرات، كأن نسمع مثلا أنه لا مهرب من زيادة الوزن بعد الأربعينات من العمر وما شابه ذلك من أمور.

صحيح ان حركة الأيض تقل مع التقدم في العمر مما يقتضي الانتباه أكثر إلى نوعية الأكل والنشاطات البدنية التي يجب الزيادة في جرعتها، لكن قد يكون السبب الرئيسي لهذه الزيادة غير المفهومة، بسيط يتمثل في تناول أنماط الطعام الخطأ والسعرات الحرارية الخطأ، بالإضافة إلى تناول الوجبات اليومية في أوقات خطأ.

فمما لا شك فيه أن حرق السعرات الحرارية يحتاج إلى تمارين رياضية وإلى تقليص كميات الطعام، لكن أقوى أنواع الوصفات لتخفيض الوزن تكمن في الطعام نفسه، ذلك أن النوع الذي تتناوله يحدد ما إذا كنت ستصبح بدينا أم لا ؟.

ويذهب البعض إلى القول بأن الجسم لا يكتسب الدهون بسبب عدم ممارسة الرياضة بالدرجة الأولى، بل لأنه يتناول الأنماط غير الصحيحة منه في أوقات غير مناسبة من اليوم.

ويشبه هؤلاء الجسم بـ«محرك» كل ما يحتاج إليه هو تناول طعام معين وفي أوقات محددة، وإذا لم تقم بذلك، لا تحترق السعرات الحرارية التي تتناولها، ومن ثم ينتهي بك الحال إلى تخزين هذه السعرات الحرارية كدهون.

وينصح المؤيدون لهذه النظرية بتناول أكثر من ثلاث وجبات في اليوم لكي تفقد بعضاً من وزنك.

فأنت عندما تحرم نفسك من الطعام بصورة مبالغة فيها بدرجة تجعلك تتضور جوعاً، فإنه سيتعذر عليك فقدان الوزن الذي تريد ان تتخلص منه، لأن عملية التمثيل الغذائي التي يقوم بها جسدك سترصد أي انخفاض كبير في السعرات الحرارية، ثم تقوم بتكييف نفسها من خلال حرق سعرات حرارية أقل يومياً.

على سبيل المثال، إذا كنت تتناول 2.500 سعرة حرارية يومياً، فإن عملية التمثيل الغذائي ستكيف نفسها، بحيث يبدأ جسدك في التعامل مع 2.500 سعرة حرارية يومياً، وإذا حاولت أن تقلل كميات الطعام التي تتناولها فجأة من خلال الحصول على 1.200 سعرة حرارية فقط في اليوم، فإن عملية التمثيل الغذائي ستشرع مجدداً في تكييف ذاتها بحيث يبدأ جسدك في حرق 1.200 سعرة حرارية يومياً.

وهذا تحديداً هو السبب وراء إخفاقك في محاولات تقليل الوزن السابقة، رغم الحميات القاسية التي تتبعها، وسبب شكاويك بأنك لا تتناول سوى 1.200 سعرة حرارية ومع ذلك يزداد وزنك، فيما يتناول أصدقاؤك 2.500 سعرة حرارية تقريبا من دون زيادة واضحة في الوزن.

إضافة إلى هذا، من الملاحظ أنه داخل مجتمعاتنا الحالية، بات الجميع تقريباً يقبلون على شراء أنماط الطعام «منخفضة الدهون» أو «الخالية من الدهون»، ذلك أن الجميع أصبحوا مدركين لنسبة الدهون في الطعام الذي يشترونه.

 ومع ذلك، لا نزال نسمع عن مشاكل السمنة وزيادة الوزن. ومن الأسباب الواضحة انه يتم التعامل معها كحلول مؤقتة وليس كنظام غذائي متوازن وصحي لمدى الحياة.

وليس أدل على هذا من الحميات التي تعتمد على نسب منخفضة من المواد الكربوهيدراتية، التي شاع الإقبال عليها خلال السنوات الأخيرة، وأشهرها نظام «أيتكينز»، وهي التي تترك الواحد منا في حالة مزرية لأنها تستنزف الطاقة من الجسم وبالتالي سرعان ما يعزف عنها، عدا أنها قد تؤدي إلى مضاعفات جانبية بسبب عدم توازنها. حقائق يجب الانتباه إليها:

هل تعلم أن الدماغ يتحكم في إفراز الهورمونات الحارقة للدهون في أعقاب كل وجبة؟. نعم، فبعد تناولك أي وجبة، يتم إفراز نوعين من الهورمونات في مجرى الدم، يتحكمان معاً في معدلات حرق وتخزين الدهون.

لذا، يتعين عليك تبعاً لأي نظام غذائي تتبعه أن تتناول أكثر من ثلاث وجبات يومياً خلال الأحد عشر يوماً الأولى، ذلك أن إحداث التغيير المرجو بهذه الهورمونات يستلزم تناول الطعام أكثر من ثلاث مرات.

 وهذا يعني انه لا يجب النظر إلى الطعام على أساس أنه العدو، بل على أنه زر تشغيل بمقدوره زيادة أو خفض الدهون داخل الجسم.

وعليه، رغم أن القول بأن تناول عدد وجبات أكثر من الطعام يؤدي إلى إنقاص الوزن قد يبدو متناقضاً، فإن هذه تحديداً هي الفكرة التي تحفز الجسم على التخلص من الشحوم في ما بعد.

بيد أن هذا لا ينفي ضرورة أن نتناول الوجبات الصحيحة في الوقت الصحيح يومياً، إذ ليس من المعقول، أن تتناول الشوكولاته بكميات كبيرة أو تتناول وجبة دسمة مباشرة قبل النوم، وتحتفظ بقوام رشيق.

الفكرة هنا تتخلص في تناول أكثر من ثلاث وجبات يومياً على امتداد الأيام الأحد عشر الأولى. ويعتمد النظام الغذائي المقترح على أسلوب يُطلق عليه «تحويل السعرات الحرارية»، ويقوم على فكرة منح الجسم سعرات حرارية مختلفة كل يوم، الأمر الذي يؤدي إلى إصابة عملية التمثيل الغذائي بالارتباك وإجبار الجسم على حرق الدهون بمعدلات أسرع.

لأنه لا تتوفر لدى أعضاء الجسم المتحكمة في عملية التمثيل الغذائي فكرة عن كمية الغذاء التي ستتناولها غداً أو اليوم الذي يليه، فإنها تعمد إلى حرق السعرات الحرارية بناءً على عادات تناول الطعام خلال الأيام القليلة السابقة.

فالجسم يفترض استمرار هذا النمط العام، لكنه يصاب بصدمة، لأنه يضطر للقيام بأمر غير متوقع على الإطلاق من جانبه.

بعبارة أخرى، يفضل الامتناع عن الاستمرار في ذات نمط تناول السعرات الحرارية والوجبات لأكثر من يومين متتاليين.

فمن شأن ذلك مساعدتك على إنقاص قدر كبير من وزنك، لأن العناصر المسؤولة عن عملية التمثيل الغذائي حينئذ ستجد نفسها مضطرة إلى حرق جميع السعرات الحرارية.

 وعندما تنتهي من حرقها جميعا، ستوجه انتباهها إلى أقرب أنسجة دهنية لتحرقها هي الأخرى. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه في حال عدم احتراق الأنسجة الدهنية وتخزين الجسم لها فلأنه لا يفرز الهورمونات الحارقة للدهون بعد كل وجبة بالكميات المناسبة.

وبطبيعة الحال، من أجل ضمان نجاح هذا النظام الغذائي، يتعين تناول الأطعمة التي يسهل حرقها، وبذلك تتمكن عملية التمثيل الغذائي من حرقها كلية، ثم تتجه إلى الأنسجة الدهنية لتقوم بنفس العملية.

الأمر الآخر الذي يتعين القيام به هو إجراء تغيير مستمر في قائمة الطعام الذي تتناوله كلما أمكن ذلك بهدف تغيير نمط السعرات الحرارية، لضمان استمرار نقص الوزن.

مما سبق يتضح أنه ليس باستطاعتك التمتع بجسد أكثر نحافة إلا إذا غيرت عاداتك في تناول الطعام بتبني نمط جديد ومختلف تماماً عن ذي قبل.

 وإذا اخترت عدم البدء في اتباع هذا النظام الغذائي ومضيت قدماً في تناول الوجبات ذاتها، فسوف تبقى رهن الجسد ذاته إلى الأبد، ذلك أن مقاييسه لن تتغير من تلقاء ذاتها، وإنما عليك اتخاذ الخطوة الأولى.