تجدد حملات المقاطعة العربية ضد شركات غذائية أمريكية

المستهدفون من حملات المقاطعة نفوا الاتهامات وحضّروا حملات إعلانية للرد
المستهدفون من حملات المقاطعة نفوا الاتهامات وحضّروا حملات إعلانية للرد

دشن نشطاء مقاطعة البضائع الأمريكية والاسرائيلية في عدد من الدول العربية، مثل السعودية ومصر ولبنان والمغرب، حملات جديدة لمقاطعة المنتجات التي يقولون إنها تدعم إسرائيل في عدوانها علي الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.


ففي مصر، جرى إنشاء "مجلس أعلى للمقاطعة"، يتولى مهمة رصد ومتابعة المنتجات المدعو إلى مقاطعتها في السوق المصرية، وتحديث قائمتها بشكل دوري، فيما بثّ ناشطو "المقاطعة" في المغرب مئات الرسائل، عبر البريد الإلكتروني والهواتف المتحركة، للدعوة إلى مقاطعة سلسلة مطاعم "ماكدونالدز"، لاتهامها بتخصيص جزء من عائداتها لدعم الإسرائيليين.

إلا أن مصدراً "مسؤولاً" ردّ هذا الاتهام، واصفاً إياه بـ"الشائعات المغرضة"، نافياً، أيضاً، تناقص أعداد مرتادي "ماكودنالدز" خلال فترة الحرب على غزة، ويبدو أن التحرك ضد "ماكدونالدز" في المغرب دفع بسلسلة المطاعم في مصر إلى إصدار بيان خاص، أكدت فيه أن فروعها في الدول العربية مملوكة لرجال أعمال عرب، وبرؤوس أموال واستثمارات محلية بشكل كامل.
 
أطعمة وسجائر ومشروبات
ووصلت ملايين الرسائل الإلكترونية إلى مستخدمي الانترنت العرب، تحذرهم من شراء بعض الاطعمة والسجائر والمشروبات الامريكية، وتقول إحدى هذه الرسائل "إعلانات صارخة ورسمية وقوية ومباشرة الآن في كل أنحاء أوروبا وأمريكا ومفادها ساهم لبقاء إسرائيل في الأسواق وفي المطاعم الأوروبية".

وخصت الحملة شركة "ستار بوكس" للقهوة، وشركة فيليب موريس (التي تنتج سجائر مالبورو)، وسلسلة مطاعم كنتاكي وماكدونالدز ومشروبات بيبسي كوكاكولا.

وانعكس تفاعل جمهور الشباب مع الحملة بتبادل الرسائل الهاتفية القصيرة، التي تدعو للمشاركة، حتى أن إحداها تفيد بأن "بيبسي وكنتاكي وستار بوكس وكوكاكولا وماكدونالدز تخصص أرباح هذين الأسبوعين لإسرائيل". كما تم إطلاق أكثر من 27 مجموعة على موقع "فيس بوك" الالكتروني للترويج للحملة.

خسائر وانسحاب
وطالب الناشط الحقوقي المغربي، والأمين العام للمؤتمر القومي العربي خالد السفياني بمقاطعة هذه المطاعم وغيرها من المنتجات الأمريكية في المغرب بشكل كامل، معتبراً أن من يرتاد هذه المطاعم "وهو يعرف هذه الحقائق، فهو يساعد الصهاينة على جرائمهم ضد الفلسطينيين ومن لم يعرف فهو معذور" على حد قوله.

واعتبر محمد الحمداوي، الذي يرأس حركة "التوحيد والإصلاح"، وهي إحدى أكبر الجماعات الإسلامية في المغرب، أن المقاطعة بشكل عام تعتبر دعما حقيقيا للقضايا الإسلامية لا سيما في ظل الأزمة المالية العالمية الراهنة.

ورأى رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل الشيخ عبد الباري الزمزمي، أنه "من حيث المبدأ، تعدّ المقاطعة الاقتصادية شرعية بنص القرآن والسنّة، حين حاصر الرسول يهود خيبر وقطع عليهم المدد، وقاطع نخيلهم أيضا". لكنه أضاف أن "هذه المقاطعة تبقى رمزية ولا فعالية لها إلا إذا اتبعتها الحكومات".

وفي مصر، كشف رئيس حركة المقاطعة المصرية أحمد بهاء الدين شعبان أن لديه إحصائيات تؤكد أن شركة كوكاكولا، بعد انتفاضة الأقصى الثانية، خسرت نصف رأسمالها خلال فترة 6 أشهر، كما لحقت خسائر ضخمة بشركة "بروكتيل أند جامبيل" المنتجة لمسحوق اريال للغسيل، ما اضطر شركة "سنسبيري" للانسحاب من السوق المصري بعد تأثرها بحملات المقاطعة ضدها.

رد بالإعلانات
في المقابل، ردّ مسؤولو الشركات المستهدفة بالمقاطعة بنفي اتهامات دعم إسرائيل، والتأكيد أن فروعهم في الشرق الأوسط "عربية 100%".

ففي مصر، أكد مسؤولو الشركة الشرقية للدخان "ايسترن كامبني"، التي تملك حق تصنيع سجائر "مالبورو" لـ"العربية.نت" أن شركتهم "مصرية وكل الأجهزة المعنية تتابعها، ولو كانت تلك الدعايات صحيحة، لما سُمح لنا بالعمل".

بدورها، وزعت شركة "ماكدنالدز" بياناً باللغتين العربية والإنكليزية، يتألف من 82 كلمة، حصلت "العربية.نت" على نسخة منه تفيد بأنه "تنفي شركة ماكدونالدز نفيا قاطعا كل ما نسب إليها من معلومات عن تخصيص جزء من مبيعاتها لدعم إسرائيل". و"أن هذه المعلومات التي يتم الترويج لها هي معلومات عارية من الصحة، ولا تمت بأي صلة إلي شركة ماكدونالدز بأي شكل من الأشكال".

ونفت الشركة دعمها لأي نشاط سياسي أو ديني في أي بلد أو منطقة في العالم، مع التأكيد على أن فروعها في الدول العربية مملوكة، بالكامل، لرجال أعمال عرب ومسلمين، و"برؤوس أموال واستثمارات محلية 100%".

كذلك نفت مطاعم "ماكدونالدز" في المغرب كل ما راج حول تخصيص الشركة مداخيل أحد الأيام لدعم إسرائيل، مؤكدة أنها "إشاعة لا منطق لها".

وقال مدير التسويق والعلاقات العامة في "ماكدونالدز" بالمغرب عبد الله بن يعيش، في اتصال هاتفي مع "العربية.نت"، إن "الشركة مغربية وطاقمها مغربي ومسلم من الألف إلى الياء، ويملكها رجال أعمال عرب ومسلمون، ولا يمكنها بأي حال اتخاذ موقف سياسي لفائدة طرف معين مهما كانت مواقفه".

وأضاف أن مطاعم "الماكدونالدز" بالمغرب لا علاقة لها بأمور السياسة، مفندا أيضا الأخبار التي تتحدث عن ضعف إقبال المغاربة على محلات الشركة قائلا: "إنها أخبار غير صحيحة، وقد سألنا بعض زبائننا عن صدقية تلك الأخبار فأجبناهم بأنها مجرد إشاعات مغرضة لا غير".

ورغم أن شركة "كوكاكولا" تتعرض لأعنف حملة مقاطعة في مصر، إلا أن مسؤوليها امتنعوا عن التعليق بشكل تام على الحملة ضدها، فيما ذكرت مصادر قريبة من الشركة نيتها إطلاق حملة إعلانات ضخمة للرد على دعوات المقاطعة.

وكانت لجنة المقاطعة بالنقابات المهنية بالاسكندرية جهزت ملفاً ضخماً حول ما تعتبره "دعماً من كوكاكولا لإسرائيل"، ووزعت صورة للمسجد الأقصى عليه شعار الشركة، وكتب أسفلها بالانكليزية "اشرب كوكاكولا وادعم إسرائيل".


"أشخاص وطنيون"
من جهته، أكد نائب رئيس مجلس إدارة شركة "أمريكانا" محمود القيسوني، أن رأسمال الشركة مصري كويتي مشترك، وأصحابها "أشخاص وطنيون، وبعضهم شارك في الحروب العربية ضد إسرائيل".

وشرح أن "أمريكانا" بدأت في السبعينيات في دولة الكويت، وجاء اسمها من كونها تقدم أطعمة سريعة ووجبات جاهزة علي الطريقة الأمريكية، وبعدها بدأت افتتاح أفرع لها في السعودية وقطر والمغرب وأخيرا مصر، وشارك فيه مصريون حسب القوانين السائدة.

وروى القيسوني أنه كان في مؤتمر يتحدث بصفته نائب رئيس غرفة المنشآت السياحية، وعندما عرفوا أنه ممثل شركة "أمريكانا" كادوا يضربونه، إلا أنه قال لهم إنه "حارب في حرب يونيو/حزيران 1967 وفي حربي الاستنزاف وحرب 1973 فهل يمكن أن أقبض أموالاً من مكان يدعم إسرائيل ؟".