كريستيان لوبوتان .. ملك الحذاء الأحمر الموجه الى المشاهير

أحذيته موجهة إلى المشاهير والنخبة وتحمل كل مواصفات الراحة والأناقة
أحذيته موجهة إلى المشاهير والنخبة وتحمل كل مواصفات الراحة والأناقة

أنجيلينا جولي تعشق تصاميمه التي ترافقها في الكثير من إطلالاتها، سواء كانت في المناسبات الكبيرة أو في الأيام العادية، كذلك مغنية البوب كريستينا أغيليرا التي منحتها أحذيته متنفسا تعوض من خلاله ما حرمته منها الطبيعة، ألا وهو إضافة بضعة سنتيمترات إلى قامتها، حتى باتت تصاميمه لا تفارقها. تمشي على خطاها المغنيتان كايلي مينوغ و ماريا كاري، كذلك فيكتوريا بيكهام التي تحرص بدورها على اقتناء النماذج الأولية من تصاميمه قبل أن تطرح في الأسواق.


كما تعتبر أسطورة البرامج الحوارية أوبرا وينفري من أشد المعجبات به، حتى إنها خصصت له مساحة كبيرة ضمن إحدى حلقاتها، لتعرف متتبعيها عليه، مشبهةً تصاميمه بالتحف الفنية، ومدرجة إياها في لائحة أشيائها المفضلة.

هذا هو كريستيان لوبوتان، رفيق درب المشاهير وسيدات المجتمع المخملي. تختال فاتنات العالم بفخر واعتزاز بأحذية تحمل توقيعه، ويذكرن اسمه عند الإشارة إلى الحذاء، بالنبرة نفسها عندما يعلنّ عن اسم مصمم أزيائهن أو جواهرهن، وأحيانا لا يحتجن إلى الإفصاح عن اسمه، لأنه واضح من لون نعله الأحمر.

ولا تكاد تخلو مجلة تعنى بالأزياء والموضة من تصاميمه، فهو يتمتع بشعبية كبيرة في أوساط الموضة عموما، ولدى محررات المجلات النسائية خصوصا.

أهم ما يميز تصاميم لوبوتان الشكل الاستعراضي والجريء المفعم بالأناقة والرقي، فضلا عن جودة وغرابة المواد التي يستخدمها من جلود وأصباغ وزخرفات وترصيع، والأهم من هذا الراحة التي تجزم بها كل معجباته.

 أما ماركته المسجلة فهي، بلا شك، النعل المطلي باللون الأحمر، الذي كان وليد الصدفة. يقول المصمم إن الفكرة راودته حين كان يعيد مشاهدة عرض أزياء كان قد صمم أحذيته، ولاحظ أن إطلالة العارضات ينقصها شيء ما، ثم جذب انتباهه أن إحدى مساعداته كانت تضع طلاء أظافر باللون الأحمر الصارخ من مجموعة شانيل، فما كان منه إلا أن قرر إضافة اللون إلى تصاميمه، حتى أصبح النعل الأحمر مرادفا لاسم كريستيان لوبوتان.

ويبدو أن للألوان حكايات عاطفية مع هذا المصمم، حيث ضمن في إحدى المراحل مجموعة خاصة بفساتين الأعراس، عبارة عن أحذية بنعال باللون الأزرق كجالب للسعادة، كما جرت العادة في بعض الدول التي حتمت على العروس، لكي يكون زواجها ناجحا وسعيدا، أن تقتني شيئا جديدا وآخر مستعارا وثالثا باللون الأزرق.

وُلد لوبوتان في باريس سنة 1963، وتجلت موهبته وهو لا يزال على مقاعد الدراسة. ففي سن الثانية عشرة بدأ يرسم أحذية نسائية، لكن النقطة المحورية التي حفزت انطلاقته، فجاءت في أواخر السبعينات، يوم قرأ لافتة على باب متحف «موزي دي آر أفريكان إي أوسيانين» في باريس، تمنع السيدات اللاتي ينتعلن أحذية ذات كعب عال ورفيع من دخوله، لعدم خدش أرضية المتحف الخشبية.

أثار الأمر حفيظته وألهب خياله، فبدأ في تصميم أحذية عريضة تعالج المسألة، إلى جانب عمله على صقل موهبته بدراسة الرسم والفنون الجميلة في أكاديمية روديريه.

في بداية انطلاقته في عام 1981 جمع مخطوطاته ليعرضها على مختلف دور الأزياء الراقية، إلا أنه قوبل بالرفض، شأنه شأن العديد من المبدعين السابقين لعصرهم، إلا أن المثابرة والعمل الحثيث مكناه من إيجاد مكان له ضمن فريق مصمم الأحذية الراقية الشهير شارل جوردان.

بعد ذلك انتقل للعمل مع المصمم روجيه فيفييه، الذي يعود إليه فضل ابتكار الكعب الرفيع والممنوع من الدخول إلى حرم المتحف السابق ذكره. منه تعلم لوبوتان أن أساس التصميم الناجح يكمن في متانة الهيكل والكعب على حد سواء، وبقية الأجزاء تكون تفاصيل جمالية فقط.

أمضى فترة الثمانينات وهو يصمم الأحذية لأرقى دور الأزياء العالمية من «شانيل» إلى «إيف سان لوران» وغيرهما، لكن طموحه كان كبيرا، حيث أدى به شغفه إلى إطلاق مجموعته الخاصة في عام 1991، وافتتاح متجر يحمل اسمه في باريس، لتكرّ بعدها سبحة المتاجر الفاخرة حول العالم من الولايات المتحدة الأميركية إلى هونغ كونغ.