صيني يرفض دفع ثمن ما فاز به في مزاد إيف سان لوران

نفى متحدث باسم المكتب الإداري للأصول الثقافية بالحكومة الصينية أي تدخل من جانب الحكومة في مزايدة تساي
نفى متحدث باسم المكتب الإداري للأصول الثقافية بالحكومة الصينية أي تدخل من جانب الحكومة في مزايدة تساي

تساي مينغ شاو ولوحة للنافورة الضخمة في القصر الإمبراطوري بالعاصمة الصينية بكين ويرى فيها التمثالان اللذان بيعا في مزاد كريستيز الأسبوع الماضي.


برغم أهمية التكنولوجيا في تحسين حياة الإنسان في شتى المجالات، فإنها مع الساعات تلعب دور الصديق والعدو في الوقت نفسه، فمع تواجد الساعة في الكثير من منتجات التكنولوجيا الحديثة، كالهاتف المحمول، والكومبيوتر، والتلفزيون، والمروحة والمكيف وغيرهاالمسروقين اللذين بيعا ضمن التركة الفنية للمصمم الفرنسي الراحل إيف سان لوران، حيث تم بيعهما الأسبوع الماضي نظير 39.6 مليون دولار. فبعد اعتراض الحكومة الصينية على عرض التمثالين للبيع ورفض دار كريستي وقف البيع قال أمس المشتري الصيني للقطعتين إنه لا ينوي تسديد ثمنهما وذلك لدوافع وطنية.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن مزايداً صينياً كشف أنه هو الذي فاز في المزاد عقب خمسة أيام من بيع صالة مزادات كريستي لمجموعة فنية لمصمم الأزياء الراحل إيف سان لوران وشريكه بيير بيرج.

وقال المشتري، تساي مينغ شاو، ويعمل مستشاراً بالصندوق الوطني للكنوز الصينية ومديراً لشركة مزادات عالمية إنه لن يدفع مبلغ 39.6 مليون دولار مقابل تمثالين لرأس فأر ورأس أرنب يعودان لسلالة كينج الحاكمة.

وقال تساي: «ما أريد أن أؤكد عليه أن هذه الأموال لا يمكن دفعها.. كل صيني سوف يحب أن يفعل مثل هذا في هذا الوقت، وأنا أتشرف أن تكون لديّ الفرصة للقيام بالمحاولة».

والمعروف أن الصندوق الوطني للكنوز الصينية يعمل على عودة القطع الفنية الصينية المسروقة.

ونفى متحدث باسم المكتب الإداري للأصول الثقافية بالحكومة الصينية أي تدخل من جانب الحكومة في مزايدة تساي.

وقال المتحدث لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «هذه الأفعال ليس لها علاقة بالحكومة». واكتشفت الحكومة يوم الاثنين فقط مزايدة تساي الناجحة عبر الهاتف. وقال إن الصين تريد مناقشة العودة القانونية للكنوز الفنية.

ونقلت «شينخوا» عن وانج كينج، متحدث باسم مجموعة من نحو 90 محامياً كانوا يحاولون مقاطعة المزاد، قوله إنهم سعداء بالخدعة التي قام بها تساي. وقال وانج: «نحن معجبون بفعل تساي، الذي يظهر قوة الشعب الصيني».

لكن الوكالة نفسها نقلت عن جان تشو جون، المدير العام لشركة مزادات هوا تشين المحدودة، قوله إن أسلوب تساي في إفشال المزاد غير لائقة وأنه ضحى بسمعته كجامع تحف شهير.

ولم تعلق دار كريستي على الخبر ولم تؤكد أن تساي هو المشتري. ولكن من المتوقع أن يؤثر موقفه على سمعته في أوساط المزادات العالمية. ويتوقع البعض أن تمنح الدار القطعتين للمزايد التالي دون اللجوء للإجراءات القانونية.

ولا يرى المؤرخ الصيني لو زيوين أي داع للجدل حول التمثالين ويصفهما «بالصنابير» مشيراً إلى أنهما كانا مثبتين في نافورة ضخمة في القصر الإمبراطوري.

وأضاف زيوين أن قيمة التمثالين تكمن في أنهما شاهدان على جريمة ارتكبتها القوات الاستعمارية في الصين ويشير إلى أن سعر التمثالين لا يجب أن يتجاوز 100 ألف جنيه إسترليني.

ويمثل التمثالان جزءًا من مجموعة مكونة من 12 تمثالا للأبراج الصينية، كانت تزين نافورة شيدت خصيصاً للإمبراطور الصيني كيانجلونج، نهبها الجنود البريطانيون والفرنسيون. وقد تمكنت الصين بالفعل من استعادة خمسة من التماثيل، وهي معروضة الآن في متحف بالعاصمة الصينية.

وكان نهب القصر الصيفي في 1860 في بكين واحداً من أكثر الفصول شهرة خلال غزو القوى الاستعمارية للصين التي ما زال الصينيون يعتبرونه إهانة بعد 150 عاماً على حدوثه.

وكانت جيانج يو المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية قالت في إفادة صحافية «الكل يعرف أن الأشياء المعنية نهبتها القوات الأنجلو فرنسية المشتركة في حرب الأفيون الثانية وهي قطع فنية ثمينة ظلت في الخارج لسنوات كثيرة».

وأكدت جيانج «الصين هي مالكة هذه الأشياء بلا منازع ويجب أن تعاد فوراً، «طرحها في مزاد سيسيء لمشاعر الشعب الصيني ويتعارض مع المعاهدات الدولية».

وقالت «شينخوا» إن الصين وفرنسا وقعتا عام 1995 معاهدة بشأن الأشياء ذات القيمة الثقافية التي تعرضت للسرقة أو النهب.