القبعة .. لكل شكل مناسبتها.. ولكل خامة ولون وقتهما

مبتكرة وعصرية تواكب إطلالة موسم جديد
مبتكرة وعصرية تواكب إطلالة موسم جديد

إذا كان التاج زينة المرأة في مناسبات المساء والسهرة، فإن القبعة أصبحت زينتها للنهار، وعروض الأزياء للموسم الحالي والموسمين القادمين لخير شاهد على ذلك.


فهي تمنح المرأة ترف الاستمتاع بتغيير الطلة دون الحاجة إلى التبذير، كما تضفي عليها السحر والجاذبيّة، وتشجعها على تحدي المألوف.

وقد يكون صانعو القبعات الأوفر حظا هذا العام بين مبتكري الإكسسوارات، ذلك أن عروض أزياء ربيع 2009 وأيضا شتاء 2010، شهدت وفرة في تصاميمهم التي كللت رؤوس العارضات عند مختلف دور الأزياء الراقية.

فقد اقترح مارك جايكوبس ضمن مجموعته قبعات من وحي براري الغرب الأميركي المشغولة من القش لتزين الرأس من الجهة الجانبية.

أما لدى «غوتشي» فقد برز تصميم قبعة الفيدورا المستوحاة من القبعة الرجالية، لكنه عند الدار ارتدت حلة أنثوية من خلال ألوان الأشرطة التي زينتها.

وقد عزز المصمم جان بول غوتييه تصاميم دار «هيرميس» بقبعات مستلهمة من أجواء رعاة البقر بخطوط أنثوية تظلل الوجه بسحر تام.

وكانت قبعات الريش الأسود مسيطرة على عرض شانيل، تمنح المرأة الزهو والتألق وتناسب حضور الاحتفالات الضخمة.

أما التصاميم الأكثر استعراضية فقد برزت ضمن مجموعة جون غاليانو، فكان البعض منها على شكل قبعات الجنود مستوحاة من الحقبة النابوليونية استخدمها المصمم لتحديد هوية المجموعة، والبعض الآخر كان منسوجاً من الشبك ومزين بالورود والريش يناسب حضور سباقات الخيل الشهيرة، مثل مهرجان أسكوت الذي تستضيفه بريطانيا سنوياً.

وتجدر الإشارة إلى أن حرفة صناعة القبعات برزت في بريطانيا منذ عام 1700 وقد أطلق على العاملين في هذا القطاع اسم «الميللينرز» تيمنا بمدينة ميلان الإيطالية مركز انطلاقهم، وفي فرنسا عرفوا باسم «الشابولييه» ولاحقا «الموديست».

ورافقت القبعة الرجال والنساء في العالم الغربي على حد سواء في أوائل القرن العشرين، فقد كان من غير اللائق أن تخرج فتاة من المنزل من دون قبعة وقفازات.

 إلا أن وهج القبعة خفت مع دخول المرأة معترك العمل مع بدء الحرب العالمية الأولى وصولا إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، لتعود إلى الواجهة بدور عملي، فتحمي التصاميم العملية منها من البرد أو أشعة الشمس.

وتبقى القبعات المصممة بعناية والمزينة بالريش والورود والمرّصعة بالخرز وأحجار الكريستال محصورة بالمناسبات الكبيرة كالأعراس وحضور المهرجانات الضخمة.

أما اليوم، فالملاحظ أن القبعة تدخل إلى عالم الأزياء كعنصر مكمل ينعش إطلالة المرأة ويمنحها طابعا أنيقا وقويا، ومن ثم فإن استعمالها يشكّل نقلة لافتة للأنظار، لذلك يجب الحرص على أن يكون التصميم متناغما مع أسلوب المرأة العام، يضفي على قسمات وجهها جاذبية وليس العكس، لذلك تجب مراعاة الشروط التالية عند عملية الاختيار: - القبعة ذات الإطار الصغير تناسب الوجه الصغير، لأنها تبرز قسمات الوجه. أما الوجه العريض فتناسبه القبعات الكبيرة لا بل الضخمة لخلق خدعة بصريّة تجعل الملامح تبدو أصغر، فيما لا تناسب الوجه الطويل القبعات العالية.

فهذه الأخيرة تلائم ذوات الوجه الدائري أكثر. - تلعب القبعة دورا ذكيا ومساعدا لكل من ترغب في إخفاء أذنيها الكبيرتين وحتى الجبين الصغير كما العريض أيضا، وكذلك قصة شعر غير مناسبة.

- لون الخامة مهم جدا عند اختيار القبعة لأنه يؤثر بشكل مباشر على السحنة، فذوات البشرة الباهتة، مثلا، تناسبهن تدرجات الزهري، أما البشرات الدافئة فهن أكثر حظا إذ تناسبهن مختلف الألوان.

 - تغيير ألوان القبعات وخاماتها عند تبدل الفصول أمر ضروري.

فكلما مال الطقس إلى البرودة اتخذت القبعة لونا داكناً، بينما تناسب الخامات الناعمة الأيام المشمسة وتكون عادة من التافتا والتول والساتان والقشّ.

كما أنه في فصلي الخريف والشتاء يتحوّل الاتجاه إلى الأقمشة الدافئة، وتكون من المخمل والصوف كما الجلد والفرو.

وتبقى أقمشة الحرير والشيفون كما الجيرسيه والبروكار وما شابهها مناسبة على مدار السنة خصوصا في المناسبات الكبيرة.

 - الحرص على اختيار قبعة لا تكون كبيرة وواسعة بحيث تسقط عند أقل حركة وأن لا تكون ضيقة حتى لا تترك أثرا على الجبين عند خلعها ولا تكون مسببة للإزعاج حتى الصداع.

- لكل تصميم طريقة خاصة في البروز يجب أن تتماشى مع أسلوب الأزياء المعتمد. فـ«الفيدورا» لا تتماشى مع الفستان الصيفي، مثلا، بل مع «التوكسيدو» تماما كما قدمتها دار «غوتشي».

والقبعة المخصصة للحماية من الشمس لا تناسب اللباس الرسمي وهكذا.

- القبعة الخاصة بأيام الصيف والبحر، يفضل أن تكون ثابتة في أعلى الرأس، وإذا كانت على شكل «الفيدورا» من القماش الممتص لأشعة الشمس، فيجب أن تصل إلى مستوى الحاجبين.

 أما «البيريه» فتبرز بشكل أفضل في حال اعتمرت بطريقة جانبية.

ويجب الحرص على اعتماد الجانب الذي يريحك فليس بالضرورة التقيّد بتعليمات المصنّع، كأن يكون الملصق الداخلي من الجهة الخلفية للرأس.

- تجدر الإشارة إلى أن الشمس تؤثر على حجم القبعة، فكلما كان قرص الشمس مرتفعا في السماء كان حجمها كبيرا لتتقلص تدريجيا وصولا إلى فترة المساء.

- من غير المحبذ اعتماد قبعة من نفس خامة الجزء العلوي للملابس.

مثلا إذا كنت ترتدين جاكيت من الجلد، اعتمدي على قبعة منسوجة من التويد أو الصوف أو القطن.

- بإمكانك التلاعب بتصميم القبعة عبر زيادة إكسسوارات عليها مثل البروش أو دبوس زينة خاص بالشعر أو حتى إضافة ريشة أو الورود والأشرطة من الحرير أو الساتان، خصوصا على تصميم «الفيدورا» لإضفاء مسحة أنثوية عليه.

 - لكن التأنق بقبعة يخضع لآداب سلوك وإيتيكيت متعارف عليها عالميا، ففي الوقت الذي يتحتم على الرجل خلع قبعته في الأماكن الرسمية كما في المناسبات الخاصة، يمكن للسيدة إبقاؤها، وإن كان عليها خلعها في دور السينما والمسارح حتى لا تكون أنانية وتسبب تذمر من يجلس خلفها.