كيف تتعاملين مع تدخل والديك المفرط في حياتك الخاصة رغم أنك كبرت؟

التعامل مع تدخل والديك
التعامل مع تدخل والديك

قد لا تضر النصائح التي يقدمها الوالدان لابنتهما، لكنه سلوك نمطي من قبل أي أب وأم، فبحسن نية ورغبة منهما في تأمين حياة طفلتهما يتدخلان ويتحكمان في حياتها بشكل كبير وغير مقبول، قد يصل لأن يفقدانها شخصيتها وقدرتها على تحمل المسئولية والاختيار الخاص بمستقبلها وحياتها.


وفي هذا الموضوع سنقدم لك عزيزتي الفتاة التي قد وصلت لمرحلة النضج ومازال والديها يتدخلان بشكل كبير في كل خصوصياتها واختياراتها، بعض النصائح المفيدة لتعاملي مع هذا التدخل:
أولا العلامات التي تدل على أن والديك من النوع شديد التحكم في حياتك سوف نلخصها فيما يلي:
1- يتحكمان في مسئولياتك: 
بعد أن كبرت وأصبحت قادرة على تحمل المسئوليات تجدينهما يقومان بما عليك فعله، مثل تنظيف مكان نومك والاهتمام بالماليات الخاصة بك، فهما يقومان دائما بالمهام التي عليك القيام بها.
2- يتجاهلان رأيك: 
ويجعلانك تفعلين ما يريدانه دائما، فها يختاران لك ما تأكلين وما تلبسين، وحتى العمل الذي تعملينه يسيطران على رأيك في كل شيء، ويحاولان تغيير رأيك واستبداله برأيهما، فبالرغم من أهمية النصح والإرشاد الذي يقدمه الوالدان لطفلهما، لكن عليهما أن يمنحانه الفرصة لتحمل المسئولية.
3- يفتقدان إلى الطيبة والتعاطف معك: 
وهذا النوع من الوالدين دائما يقومان بفرض التعليمات والتحكمات ولايهتمان بفهم رغبات ومشاعر ابنتهما.
4- لايحترمان خصوصيتك: 
حيث تلاحظين أن والديك يقتحمان خصوصياتك، حيث يتلصصان على رسائلك وهاتفك وما تقرأين، ويستمعان لمكالماتك فهما من النوع المتسلط بطبيعتهما.
5- والديك مهيمنان عليك: 
من خلال فرض ما يفضلانه وتجاهل ما تفضلينه أنت، فهذا نوع من التحكم السلبي على الأبناء.
6- يجعلانك تشعرين بأنك مدانة لهما: 
وهذا عن طريق إخبارك بما فعلاه ويفعلانه من أجلك، وكيف ضحوا بالكثير لأجلك لجعلك ملزمة بتنفيذ ما يريدانه، لكن لو كان ما يريدان ضد رغبتك أنت فهذا دليل على التحكم السلبي منهما.
7- يسيطران عليك: 
ويظهر ذلك من خلال محاولتهما الدائمة في السيطرة عليك، وذلك برفض أفكارك أو إجبارك على فعل أشياء ضد رغبتك، فهذه من علامات التحكم السلبي.
كيف تتعاملين مع والديك المتحكمان فيك ؟
ليس عليك العراك مع والديك أو عصيانهما، إنما كل ما في الأمر هو قيامك ببعض الخطوات الجيدة لخلق وسيلة للتفاهم والتوافق بين ما تريدين وما يريدان،وهذه الخطوات تتلخص فيما يأتي:
1- حددي نوعية سلوك والديك
بدلا من أن تظهري ردة فعلك تجاه سلوك والديك معك، من الضروري أن تحددي وتفهمي السبب وراء ذلك، فهل يقومان بمهاجمتك لفظيا أو نفسيا أو يتعاملان معك بعنف؟.. وبمجرد أن تحددي نوعية السلوك الصادر منهما أطلقي عليه اسمًا فهذا سيساعدك على معرفة السبب وراء هذا السلوك.
وقد تكتشفين أن رغبتهما في التواصل معك طوال الوقت لأنهما يشعران بالوحدة أو الخوف من فقدانك، وليس لكونهما يقسوان عليك.. وبالتالي ينبغي أن تؤكدي لهما دائما أنك معهما وأن محاولاتهما للهيمنة عليك والتحكم بك تؤثر سلبا عليك.
2- طالبي بهويتك
لو أنك قد بلغت من العمر قدرًا يسمح لك باتخاذ قراراتك الخاصة واختياراتك وتحديد مصيرك، وتجدين أنهما مازالا يحاولان إلغاء شخصيتك ليقوما بكل هذا بدلا عنك، فقد حان الوقت لإيقاف ذلك لأن تصرفاتهم قد تفقدك شخصيتك وتخلق منك إنسانة متواكلة غير قادرة على إدارة حياتها الخاصة.. وفي وقفتك تلك معهما أخبريهما برغباتك وقراراتك وما تحبين وما تكرهين، وأخبريهما عما يجعلك سعيدة وما تريدين فعله في حياتك، وأنك تحتاجين دعمهما لا تدخلهما.
3- لا تستسلمي
لا يسمى الابتزاز والتلاعب العاطفي من جانب الوالدين شكلا صحيحا من أشكال التربية، لذا عليك في هذا التوقف والتحدث معهما بصراحة، لكن بطريقة مهذبة وأخبريهما احتياجك لهما ليدعماك على اختياراتك الحياتية حتى لا يجبرانك على شيء تشعرين بعده بالندم طوال العمر.
4- قدمي الفعل على العاطفة
من الصعب التعامل مع المواقف المعقدة في الحياة، لكن التعامل معها بالعاطفة لن يساعدك وقد يعقدها أكثر، فعندما تشعري بالضيق من سيطرة والديك وتحكماتهما فيك فتحدثي معهما بدلا من أن تظلي صامتة ويزداد الحنق بداخلك، وفي أي مرة تجدين والديك قد اتخذا قرارًا ضد رغبتك تحدثي معهما وأخبريهما برفضك.
قد لا ترغبين في مضايقة والديك، لكن عليك إخبارهما أن حياتك ملكك وأنك تريدين عيشها على طريقتك أنت، خاصة وأنت كبيرة وقادرة على الاختيار واتخاذ القرارات.
5- تفهمي حقيقة أنك لن تتمكني من إسعادهما على طول الخط
من الجيد أن تطلبي موافقة ومباركة والديك على كل اختياراتك الحياتية، لكن لا تتوقعي نفس الشيء دائما؛ لأنك سوف تختارين أشياء لا يفضلونها لأنك لو لم تفعلي ذلك اعلمي أنك تعيشين حياتك لوالديك وليس لنفسك أنت، وبعد نضجك يجب أن يكون لك شخصيتك المستقلة وآرائك الخاصة، وعليك وعليهم تقبل الاختلافات فيما بينكما، لذا لا تحزني بشدة لو لم يقبلا بشيء ما تفضلينه أنت.
6- عليك وضع حدود صحية بينك وبين والديك
في العلاقة الصحية بين الوالدين وأبنائهما لابد من وجود بعض الحدود خاصة عندما يصل الأبناء لسن البلوغ، ومع تلك الحدود الصحية يصبح هناك بهجة وشفافية، ولن تجدي أي تواكل أو توقعات غير واقعية، أو أي مشكلات مالية أو مشاعر سلبية، وتصبح علاقتك معهما علاقة إيجابية بدون أي سقطات.
وأحيانا لا يدرك الوالدان أن تصرفاتهما مع أولادهما بها تحكم وتسلط غير مرغوب، لهذا لابد أن يأخذ الولد أو الفتاة خطوة إيجابية يخبران فيها والديهما بذلك في هدوء وبأدب.
وأخيرا لماذا يتصرف الوالدان أحيانا بطريقة متسلطة؟
يحدث ذلك لعدد من الأسباب منها:
- عدم رغبتهما في أن يقع أبنائهما في أخطاء في حياتهم، ويريدان تقديم الحماية الزائدة.
- الخوف من فقدانهما لأبنائهما بعد أن يكبروا ويذهب كل واحد في طريقه الخاص، لذا يتحكمان من أجل رؤية أبنائهما دائما.
- لا يريد بعض الآباء أن يفقدوا هيمنتهم وسلطتهم حتى بعد أن يكبر الأبناء لذا يحاولون التحكم الدائم بهم.
- عدم قدرتهما على عيش حياتهما كما كانا يتمنيان، لذا يحاولان أن يجعلا أبنائهما وسيلة لتحقيق ما لم يحققاه هما.
وأخيرا علينا جميعا التعامل مع الوالدين بحكمة وأدب شديد وحب، لأن كل ما يفعلانه نابع من حب كبير لنا، لذا علينا معالجة الأمور بعقلانية وحكمة، خاصة معهما فهما أغلى ما نملك في هذه الحياة.