عطور الصيف .. نغمات خفيفة تنقلك من أحساس الي أخر

عطور الصيف مثل سيمفونية منعشة تحتاج إلى مايسترو بارع لاختيارها
عطور الصيف مثل سيمفونية منعشة تحتاج إلى مايسترو بارع لاختيارها

كما كل شيء يلمس حياتنا اليومية، تتبدل نوتات العطر بحلول فصل الصيف فتخلع عنها ستائر الدفء وترتدي حلة صيفيّة منعشة.


فمن الحديقة الخلفية لبيوت العطور العالمية يرّكب الخبراء اكسيرات ساحرة منها الذي حافظ على نغماته الأساسية، ومنها ما خففت من درجاته بنسبة كبيرة لتتلاءم مع الحر، ومنها طبعا ما هو مبتكر وعصري يجاري الأجواء الصيفية الحارة ويمنح المرأة الشعور بالانتعاش طوال النهار والمساء أيضا.

فللعطور، مواسم تماما كالأزياء، فما يناسب الصيف لا يناسب فصل الشتاء، لأن جزيئات العطر تتبخر بشكل بطيء في الأجواء الباردة مما يسمح بدوامه لفترة طويلة.

 أما خلال فصل الربيع فإن الاتجاه يكون نحو العطور الوردية والمنعشة التي تشبه تدرجات الملابس الزاهية، أما في الصيف، فتصبح له نغمات أخرى تطغى عليها الدرجات الخفيفة والمنعشة، لأن في هذه الفترة تنشط الغدد الدهنية، بما فيها تلك التي تفرز العرق، بسبب الحر وتتفاعل مع تركيبة العطر، ومن هنا وجب عدم الإفراط في وضع العطر والتوجّه نحو التركيبات الخفيفة.

وترّكب العطور بدرجات تبعا لقدرة تبخّر كل درجة، حيث تبدأ بالنفحة الرئيسية التي تختزن النوتات الأولية للعطر، وهي التي تنبعث مباشرة بعد رش العطر وتبقى لمدة تتراوح ما بين 10 و20 دقيقة، قبل أن تتّبخر فاتحة المجال للنوتة المتوسطة التي تشكل قلب العطر وتكون عادة مرتكزة على خواص ناعمة من الورود كالياسمين والورد الجوري، وتدوم بين 3 و6 ساعات، ثم تأتي بعدها النوتة الأساسيّة التي تحدد هوية العطر، وترصدها حاسة الشم بعد ساعة وتدوم 24 ساعة.

وتقّسم العطور إلى فئات عديدة، منها المنعش، الذي يرتكز إلى درجات الحمضيات والأوراق الخضراء ويستخرج عادة من الليمون الأخضر والزنبق ونباتات وزهور استوائية، فيما تندرج فئة الورود، وترتكز بمعظمها إلى نوتات مستخرجة من الياسمين والورد الجوري والزهور البيضاء، تحت خانة العطور الناعمة والرومانسية.

وتبقى فئة العطور الشرقية الأكثر دفئا وقوة، وترتكز إلى خواص البهارات والفانيلا كما الباتشولي، وتناسب الأجواء الباردة وفترات المساء، فهي تتمتع بقدرة فائقة على الدوام لفترة طويلة، تماثلها تأثيراً فئة العطور المستخرجة من عبق الأخشاب كالصندل والعنبر، التي تلفّ مستخدمها بهالة من التألق والغموض.

إصدارات موسمي ربيع وصيف 2009 تختزن الانتعاش بشغف، وبرز هذا العشق بتوقيع الصاغة مثل شوبار من خلال عطر «كاسكاد»، الذي يكشف عن تمازج الأزهار المنعشة من زهر الليمون اليوسفي والأوركيد مع عبق الأخشاب بالإضافة إلى المسك والعنبر.

كما جاء البعض الآخر يحمل توقيع مصممي الأزياء العالميين، الذين نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، فيرا وانغ وعطرها الآسر «فيرا وانغ لوك» المغزول بنفحات سكريّة منعشة أنيقة تتراقص على شذى المندرين والتفاح الذهبي والسوسن والياسمين والفريزا على قاعدة أساسها الفانيلا والمسك والسنديان والباتشولي، تماثلها في التألق دار غوتشي بإصدارها عطر «فلورا» العابق بخواص نادرة ونفيسة من زهرة شرقية والفوانيا الممزوجة بخشب الصندل والباتشولي لتمنح العطر نكهة ترف.

تنضم إليها دار فيرساتشي من خلال عطر «فيرسانس» المنكّه بنغمات من الزهور الربيعيّة كالسوسن والياسمين الممزوجة بأناقة مع المندرين والبرغموت المتماوجة على نفحات من خشب الصندل والأرز وخلاصة المسك.

هذا وتبرز من عالم العطور الفاخرة باقات أخرى كعطر «يوب ثريل» من «يوب»، حيث تختلط خلاصات الزهور المنعشة مثل السوسن بخلاصات الفاكهة الحلوة كالدرّاق وترتكز إلى قاعدة الفانيلا وخشب الصندل الدافئ.

 أما دار «ديبون» فتتحفنا هذا الصيف بعطرها «روز»، وهو كما يدل اسمه، باقة مشكلة من الورود الثمينة من الياسمين وزهرة الفوانيا، تحيطها نغمات سكرية من الفاكهة كالأجاص والأخشاب الثمينة من الأرز والمسك. لكن كما لكل موسم عطره وخلاصاته، أيضا لكل امرأة عطرها الذي عليها أن تختاره بأصول:

- قبل اختبار عطر جديد يستحسن أن تكون البشرة خالية من أي عطور، مع العلم أن عطر الشخص المرافق لك يمكن أن يؤثر في نفحات العطر الذي ستختارينه إذا كان نفاذا.

- مراكز العطور لا تساعد أحيانا على التعرف على العطر المناسب بسبب كثافة العطور المتبخرة في الجو خلال النهار، لذلك ينصح بالتسوّق في فترة الصباح الباكر، حيث يكون المكان شبه نظيف وحاسة الشم قادرة على تمييز النفحات المناسبة.

كما ويجب التنبّه إلى أن حاسة الشم تتعب بعد تجربة التركيبة الثالثة، لذلك ينصح بتنظيف المسلك عبر شم قليل من البن أو التنشق من خلال وشاح من القطن لتعاودي بعدها إكمال عملية الاختيار.

- ينصح الخبراء بعدم فرك العطر بين المعصمين، ذلك حتى لا تسحق الجزيئات المكونة للعطر والاكتفاء بوضع قطرات قليلة على المعصم والانتظار لدقائق قليلة حتى يستقر ويكشف عن هويته الصحيحة.

- يستحسن اختبار العطر الذي يأتي على شكل بخاخ على ورقة صغيرة أو قماشة تتوافر في أقسام بيع العطور وليس على البشرة مباشرة.

في حال لم تكن هذه الخدمة متوفرة رشيّه على معصمك، على أن تختبريه طوال اليوم، وهي فترة كافية لتتأكدي من أنه العطر الذي تنشدينه.

- للتعطر أصول يستحسن التقيّد بها للاستفادة القصوى منه، إذ ينصح برشه على البشرة بعد الاستحمام مباشرة والتركيز على مراكز النبض، حيث حرارة الجسم تكون دافئة.

- لكي يدوم فترة طويلة يستحسن وضعه على طبقات تبدأ باستعمال الجل من نفس المجموعة ومن ثمّ وضع الكريم المعطّر يليه العطر.

- الحرص دوما على إقفال قارورة العطر جيّدا لتجنّب تبخّره وحفظه في مكان جاف بعيدا عن الحرارة المرتفعة، مع العلم أنه قد يدوم لسنوات في حال حفظ جيّدا.

- العطر لا يؤثر في مزاج وحالة صاحبه النفسية فحسب، بل أيضا في المحيطين به، لهذا يفضل عدم وضع كميات كبيرة منه في حال كنت مدعوة إلى حفل عشاء حتى لا تطغى تركيبة العطر على نكهة الطعام. يمكن رشه بنسبة خفيفة أو استعمال تركيبة ناعمة وخفيفة.

- عدم رش العطر في الأماكن العامة، كذلك في الطائرة، حيث يكون الهواء مضغوطا، مما يثير استياء الركاب.

- أخيرا للحفاظ على صحة وجمال بشرتك وشعرك يستحسن إبعاد العطر عن الوجه وتجنّب وضعه قبل حمام الشمس، إذ إن التركيبة قد تتسبب باصطباغ الجلد، لهذا ينصح الخبراء باستبداله بعطر خال من الكحول.