الأرباح والخصوصية تتسبب في صراع بين عملاقة التكنولوجيا "الفيس بوك وأبل"

الفيس بوك
الفيس بوك

نشأ صراعا جديدا بين عملاقي التكنولوجيا في العالم «أبل» و«فيسبوك» خلال الفترة الماضية ، وأصبح الكثيرون يبحثون مؤخرا عن خصوصية المستخدم بين فيسبوك وأبل وماذا سيحدث للمستخدمين.


وخصوصية المستخدم بين فيسبوك وأبل، بدأت بعدما حدث تغيير على سياسة الخصوصية في البرنامج المشغل لأجهزة أيفون الشهيرة أو «ios»، والمملوكة لشركة «أبل» الأمريكية.

وخلال أزمة خصوصية المستخدم بين فيسبوك وأبل، من المتوقع أن يطرح صناع «iPhone» تحديثًا لنظام التشغيل iOS 14 الأسبوع المقبل يطالبك بمنح التطبيقات إذنًا لتتبع نشاطها عبر التطبيقات الأخرى والويب، فيما يعرف باسم ميزة «شفافية تتبع التطبيقات»، وفقا لموقع «سي نت» الأمريكي.

وكان سبب أزمة خصوصية المستخدم بين فيسبوك وأبل، أن فيسبوك كان غاضبا من التغييرعلى خاصية شفافية تتبع التطبيقات في تحديثات أيفون الجديدة؛ إذ يهدد ذلك مصدر إيراداته السنوية البالغة 86 مليار دولار عبر الإعلانات المستهدفة.

وشن «فيسبوك» حملة استمرت لأشهر ضد شركة «آبل»؛ إذ عرضت إعلانات على صفحة كاملة في الصحف الوطنية، واختبرت النوافذ المنبثقة داخل تطبيق فيسبوك لتشجيع المستخدمين على قبول تتبعها.

ويُزعم أيضًا أن تغييرات «Apple» مصممة لمساعدة الأعمال التجارية الخاصة بصانع iPhone ، بدلا من حماية خصوصية المستهلك.

وعن أزمة خصوصية المستخدم بين فيسبوك وأبل، قال «مارك زوكربيرج»، الرئيس التنفيذي لـ«فيسبوك»، في يناير الماضي: «قد تقول Apple إنها تفعل ذلك لمساعدة الناس، لكن الخطوات تتبع بوضوح اهتماماتهم التنافسية».

وردا على أزمة خصوصية المستخدم بين فيسبوك وأبل، قال الرئيس التنفيذي لشركة Apple، تيم كوك، إن «التغيير سببه أنه يجب أن يكون للمستخدمين خيار البيانات التي تجمع عنهم، وكيفية استخدامها من خلال ميزة (شفافية تتبع التطبيقات)».

ويؤكد الخلاف على الاختلاف الأساسي بين عمالقة التكنولوجيا حول كيفية جني الأموال والأرباح؛ إذ تبيع Apple الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، وتقتطع من الرسوم المفروضة على مطوري التطبيقات، فيما يبيع فيسبوك الإعلانات التي يمكنه استهدافها بدقة، بناءً على مجموعة البيانات التي يجمعها عن مستخدميها البالغ عددهم 2.8 مليار شهريًا.

وبداية أزمة خصوصية المستخدم بين فيسبوك وأبل، كانت حينما أعلنت «آبل» في مؤتمرها السنوي للمطورين في يونيو الماضي، أنها ستقدم ميزة لنظام «iOS» تطلب من المستخدمين منح إذن للتطبيقات لتتبعها عبر مختلف التطبيقات والمواقع الإلكترونية.

ومع تحديث «iOS»، سيرى مستخدمو «iPhone» نافذة منبثقة تقول صراحة إن التطبيق يريد تتبعهم، ويمكن لمطوري التطبيقات استخدام هذه النافذة المنبثقة لشرح كيفية استخدام بيانات المستخدم؛ إذ يستخدم فيسبوك هذه البيانات لعرض إعلانات مخصصة للأشخاص.

ستمنح النافذة المنبثقة المستخدمين أيضًا فرصة لإلغاء الاشتراك في التتبع.

وردا على ما فعلته شركة «آبل»، عرض «فيسبوك» إعلانات صحفية على صفحة كاملة في «The Wall Street Journal» و«The New York Times، و«و «The Washington Post» بحجة أن تحديث «Apple» سيضر الشركات الصغيرة والمستهلكين.

وأطلقت «فيسبوك» أيضًا موقعًا على شبكة الإنترنت؛ إذ يمكن للشركات الصغيرة مشاركة قصصهم، تتضمن الصفحة مقاطع فيديو من أصحاب الأعمال الصغيرة الذين يدعمون الإعلانات المخصصة، وتشجع الآخرين على سرد قصتهم؛ إذ تعتمد العديد من هذه الشركات الصغيرة على إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي لجذب المزيد من العملاء.

وتتمتع «فيسبوك» بسجل حافل ضعيف عندما يتعلق الأمر بخصوصية المستخدم، ويبدو من غير المرجح أن يمنحه المستخدمون الإذن لتتبعهم، بسبب فضيحة 2018 التي تورطت فيها «Cambridge Analytica»، وهي شركة استشارات سياسية بريطانية جمعت بيانات ما يصل إلى 87 مليون مستخدم دون إذن منهم.

فيما تؤكد «آبل» ردا على أزمة خصوصية المستخدم بينها وفيسبوك أن تغييراتها تمنح المستخدمين مزيدًا من التحكم في بياناتهم والشفافية فيما يجمع.

وأكد «زوكربيرج» أنه بدون إعلانات مخصصة مدعومة ببياناتها الخاصة، يمكن للشركات الصغيرة أن تشهد انخفاضًا بنسبة تزيد عن 60% من مبيعات مواقع الويب من الإعلانات.