لماذا التثاؤب معدٍ.. هل تساءلت يومًا عن السبب؟!

لا تزال قائمة الطب مليئة بالألغاز، ومنها التثاؤب، وكل ما يحيط به من ألغاز.


ولعل العديد من الأشخاص يتساءلون.. هل التثاؤب فعلاً معدٍ؟ ولماذا؟

وللإجابة على هذا التساؤل هناك العديد من النظريات، رغم أنه لا يتوفر إلا القليل من البحث الجيد حول هذا الموضوع.

مع ذلك هناك العديد من الأسباب المتفق عليها للتثاؤب، وفق تقرير نشر على صفحة جامعة "ساوث كارولينا" في الولايات المتحدة.

 

هل هو معدٍ فعلًا؟

أولاً، هناك سبب للتثاؤب لا جدال فيه وهو التعاطف الاجتماعي، فإذا رأيت شخصاً يتثاءب، أو إذا قرأت عن التثاؤب (مثل قراءة هذا الخبر الآن) قد تتثاءب أنت وآخرون أيضاً.

كذلك أثبت علماء النفس أنه كلما كنت أكثر تعاطفاً، زادت احتمالية التثاؤب لديك أو "عدوى التثاؤب" عندما يتثاءب شخص آخر مثل فرد من العائلة أو صديق.

ثانياً، عند تغيير الارتفاع بسرعة كما في الطائرة مثلا، سوف تتثاءب عن قصد (برغبتك) وأيضاً ستتثاءب لا إرادياً (ليس عن قصد) لمحاولة معادلة الضغط داخل أذنك، وهو سبب مقبول للتثاؤب.

النعاس أو الملل

من الواضح أن التثاؤب يرتبط بالنعاس والملل. ومع ذلك، من الغريب أن التثاؤب ليس علامة على النعاس أو الملل، ولكنه في الواقع رد فعل لا إرادي يفعله عقلك لإيقاظك أو جعلك منتبهًا.

كما يرتبط ببعض الهرمونات التي يتم إفرازها والتي تزيد من معدل ضربات القلب واليقظة لفترة بسيطة.

ولعل السبب الذي يجعل الشخص يتثاءب عند التعب أو الملل هو محاولة الجسم لإبقائك يقظاً ومنتبهًا ولو لوقت قليل فقط.

ويرتبط ذلك بظاهرة شائعة تتمثل في التثاؤب عند الاستيقاظ بعد النوم أو القيلولة.. وهذا دليل آخر على أن التثاؤب هو تحفيز واستثارة لا إرادية وليس العكس.

تبريد الدماغ

أما النظرية الأخيرة فهي أن التثاؤب هو رد فعل يساعد في تبريد الدماغ الدافئ، وهذا غير مؤكد، وعلى الرغم من وجود بعض الأمثلة على التثاؤب في السيناريوهات المتعلقة بالحرارة، فإن التثاؤب لا يحدث مثلا عند ممارسة الرياضة أو اللعب في الشمس.

ومن الناحية الفسيولوجية، يمكن أن تؤدي الأنفاس العميقة والفم المفتوح إلى تبريد الدماغ قليلاً، لكن ذلك لا يدل على أن هذا سبب مقنع للتثاؤب.

هناك أيضًا نظرية منطقية ولكنها غير مؤكدة حول سبب التثاؤب وهي تحسين الأكسجين في الدم أو إزالة ثاني أكسيد الكربون.

وقد يبدو هذا منطقياً؛ لأن التثاؤب يجلب المزيد من الأكسجين مع التنفس العميق ويزيل الزفير ثاني أكسيد الكربون أكثر من التنفس المعتاد، لكن البحث عن طريق وضع الناس في بيئات منخفضة الأكسجين أو عالية ثاني أكسيد الكربون لا تسبب التثاؤب.

التثاؤب هو رد فعل طبيعي عند معظم الناس، ومع ذلك إذا كنت تعاني من التثاؤب المفرط دون سبب واضح، فيجب زيارة طبيبك والتأكد من عدم حدوث أي شيء غير طبيعي.