سارة براون تعتبر دعم أسبوع لندن للموضة .. مهمة وطنية

سارة براون تدخل الموضة إلى 10، وتبدو سعيدة بهذه المهمة وتأخذها محمل الجد، وإلا لما كانت أقنعت اليستير ماندلسون بحضور المناسبة في دلالة واضحة للكل، بأن الأسبوع سيحظى بالدعم المادي الكافي إلى جانب الدعم
سارة براون تدخل الموضة إلى 10، وتبدو سعيدة بهذه المهمة وتأخذها محمل الجد، وإلا لما كانت أقنعت اليستير ماندلسون بحضور المناسبة في دلالة واضحة للكل، بأن الأسبوع سيحظى بالدعم المادي الكافي إلى جانب الدعم

المكان هو 10 داونينغ ستريت، مقر رئيس وزراء بريطانيا، ولجنة الاستقبال تتكون من سارة براون، زوجة غوردن براون، وماغي دارلينغ، زوجة أليستير دارلينغ، وزير المالية، وأليستير ماندلسون، وزير التجارة والصناعة، أما الحضور فكل من يخطر ببالك من الأسماء المهمة والمؤثرة في أوساط الموضة البريطانية، بدءا من سوزي مانكس، من صحيفة «الهيرالد تريبيون»، هيلاري الكسندر من صحيفة «الدايلي تلغراف» لورين كاندي، رئيسة تحرير مجلة «إيل» وأسماء أخرى، إلى جانب باقة من أهم المصممين يترأسهم كريستوفر بايلي، مصمم دار «بيربيري»، ماثيون ويليامسون، كريستوفر كاين وهلم جرا.


ولولا هذه الباقة الملونة من وسائل الإعلام والمصممين والإكسسوارات باهظة الثمن، لتولد لديك الانطباع بأن المناسبة قمة خاصة بمصير بريطانيا وليس حفلا للترحيب بوسائل الإعلام التي جاءت لتشارك لندن احتفالها بعيد ميلاد أسبوعها الـ25، قبل أن تتدارك الأمر وتتذكر أن صناعة الموضة هنا تقدر بـ50 مليون جنيه إسترليني في كل موسم، عدا أنها تساهم بنحو 20 مليون في اقتصاد العاصمة.

تخلل الحفل الكثير من الأحاديث الجانبية عن قوة أسبوع لندن هذا الموسم، وبدت الحاضرات فخورات بارتقاء الموضة إلى حد أدخلها مقر الوزارة البريطانية نفسها، كما بدين مطمئنات على مصير الموضة وعلى مصير أحذيتهن التي تكاد تناطح السحاب، بعد الكلمة التي ألقاها عمدة لندن، بوريس جونسون، في افتتاحية الأسبوع، ووعد فيها مازحا أنه ما دام في منصبه الحكومي فإنه سيعمل كل ما في جهده لكي يتصدى لأي محاولة تريد منع ارتداء الكعوب العالية.

معظم الحاضرات كن في تصميمات بتوقيع مصممين بريطانيين، وهي لفتة مهمة كما أنها تدخل ضمن إيتيكيت المناسبة، حتى سارة براون كانت في فستان من تصميم الشاب إيرديم، كحلي بتطريزات أسفل التنورة، اتسمت بالكثير من الأناقة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأخيرة، أصبحت بمثابة عرابة الموضة البريطانية منذ العام الماضي، عندما أقنعها الرئيس التنفيذي للأسبوع آنذاك، ستيوارت روز، بأن تقوم بهذه المهمة، التي كانت تقليدا متعارفا عليه منذ أيام مارغريت تاتشر، لكنه للأسف ركن جانبا من قبل شيري بلير.

سارة تبدو سعيدة بهذه المهمة وتأخذها محمل الجد، وإلا لما كانت أقنعت اليستير ماندلسون بحضور المناسبة في دلالة واضحة للكل، بأن الأسبوع سيحظى بالدعم المادي الكافي إلى جانب الدعم المعنوي الذي يتمتع به منذ ولادة بذرته في عام 1983.

في حديث جانبي، قالت سارة براون إنها تعرف قوة تأثير الموضة على الثقافة العامة، مستدلة بذلك إلى أنها في معظم زياراتها للمدارس، تجد الكثير من الاهتمام بالموضة من قبل الصغار، الذين يسألون دائما عن كيف يمكنهم العمل في هذا القطاع، وأضافت بأنها أيضا مؤمنة بأن الموضة وسيلة مؤثرة للترويج لبريطانيا في الخارج خصوصا «أنها مجال تتقنه جيدا».

توقيت الحفل في اليوم الأول من الأسبوع، رغم أنه تضارب مع توقيت بعض العروض، كان مدروسا وذكيا، وكان القصد منه التأكد من عدم تكاسل أي من وسائل الإعلام، ممن قد تسول لهم أنفسهم تأجيل حضورهم إلى يوم الأحد أو الثلاثاء حين سيعرض الكبار في لندن، ومن ثم يتجاهلون الصغار ممن يحتاجون إلى الدعم والتغطيات نفسها.

لهذا، ورغم الابتسامات ورنين الكؤوس، فإن الإحساس الذي ينتابك وأنت في الحفل، أنك لست مجرد محرر أزياء تغطي ما ستكون عليه الأناقة في المواسم المقبلة، بل أنت في مهمة دولة، الكل فيها مجند، بدءا من صناع الموضة إلى الساسة مرورا بوسائل الإعلام، وعلى ما يبدو فإن البريطانيين باتوا يأخذون أسبوعهم بالكثير من الجدية الأقرب إلى الوطنية.

وهي وطنية تعززت أكثر في السنوات الأخيرة، وتحديدا بعد حشر نيويورك له بينها وبين أسبوع ميلانو، غير عابئة بتأثيرات قرارها تمديد أسبوعها إلى ثمانية أيام على لندن، التي كانت أساسا تعاني من قلة الحضور إليها من المشترين ووسائل الإعلام.

ورغم محاولات المسؤولين تسوية الأمر، ورغم عدة تدخلات، لم تتنازل نيويورك عن حق، رآه البعض من أوساط الموضة هنا، تعد سافر على حقها ومشاعرها، ولا بد من الرد عليها بطريقة ذكية تلعب على الابتكار والترفيه.

فإلى جانب حفل داونينغ ستريت في أول يوم من أيام الأسبوع، تتضافر جهود الكثير من رجال الأعمال والمهتمين بالموضة تحديدا، بتنظيم حفلات جانبية لا تقل أهمية، مثل حفل العشاء الذي سيقيمه اليوم الملياردير، سير فيليب غرين، صاحب محلات «أركاديا» و«توب شوب» في مطعم «دي آيفي» على شرف رئيسة تحرير مجلة «فوغ» الأميركية، أنا وينتور، التي يعتبر حضورها مهما.

ويقال إن الفضل في هذا يعود إلى دار «بيربيري» التي ستشارك لأول مرة في الأسبوع اللندني بعد عدة سنوات في ميلانو، فإلى جانب قوتها كدار أزياء بريطانية، فهي أيضا قوية كمعلن، سيحضر الحفل أيضا كايت موس، المغنية بيث ديتو، المصمم كريستوفر كاين وغيرهم.

أما غدا فسيستقبل رئيس منظمة الموضة البريطانية، الملياردير هارولد تيلمان، صاحب محلات «يايغر» و«أدلرز» وماركة «اكواسكوتم» التي اشتراها مؤخرا، في فندق «مايفير» وسط لندن، مشترون ووسائل الإعلام، وعلى رأسهم أنا وينتور. مساء يوم الثلاثاء ستختتم دار «بيربيري» الأسبوع بعرضها المنتظر، تليه بحفل ضخم في مقرها الواقع وسط البلد.

لكن من الظلم القول إن الأسبوع سيكون كله عبارة عن حفلات وعلاقات عامة، فمن الإستراتيجيات التي ابتكرتها العاصمة للتعويض عن فقدها يوما كاملا، هو تكثيف العروض، بحيث تبدأ من الساعة التاسعة صباحا إلى ما بعد الساعة التاسعة مساء، فضلا عن معارض جانبية لمصممين لم يسعفهم الحظ بالعرض في البرنامج الرسمي، أو فقط يجسون النبض للمشاركة في مواسم قادمة.

من العروض التي أثارت الكثير من الانتباه في الأيام الأولى عرض التركي بورا اكسو، الذي قدم كعادته عرضا تتراقص فيه الأقمشة الطيعة مثل الشيفون والساتان مع الألوان المتضاربة والإكسسوارات الفنية خصوصا الجوارب التي ظهرت وكأنها لوحات فنية برسوماتها الهندسية.

وجدير بالذكر أن هذه الجوارب ستكون من القطع الأساسية في الموسمين المقبلين، إذ إن «ساس أند بيد» أيضا طرحتها بأشكال رائعة، خصوصا بعد أن طعمتها بالكثير من الخرز والأحجار، لتليق بأجمل المناسبات، والملاحظ في هذه التشكيلة غياب بنطلونات الجينز تماما، رغم أن الماركة بنت سمعتها عليها في بدايتها.

في المقابل طرحت الكثير من التصميمات الضيقة جدا أو المنسابة جدا، الأولى تحتاج إلى جسم رشيق أقرب إلى الأنوركسيا، والثاني يناسب الشابات أكثر، لكن القاسم المشترك بينها هو ذلك الزخم من الأحجار والخرز على خلفيتي اللونين الأسود والأبيض، أما المصمم أشلي إيشام، الذي تعد هذه المرة التاسعة التي يشارك فيها في لندن، فقدم مجموعة من الفساتين الرائعة قسمها إلى مجموعتين.

مجموعة تضج بالألوان والحركة والنقوشات، وكأن هذا لا يكفي أضاف إليها الكثير من المجوهرات، ومجموعة ثانية أكثر هدوءا ونعومة بدرجات ألوان تتباين بين الكريم والذهبي والبيج مع قليل من الأسود، ولا شك أن أشلي، أراد من هذا التقسيم، أن يوسع خريطة زبوناته وهو ما نجح فيه إلى حد كبير.

من جهته قدم جون روشا، تشكيله تفوح منها رائحة خفيفة من جذوره الشرقية، مما يشير إلى أن هذا المصمم المنحدر من هونغ كونغ والمتشبع بالثقافة الأيرلندية بحكم عيشه فيها لسنوات، قد يكون بدأ يحن إلى جذوره، رغم أن معظم الألوان استمدها من طبيعة أيرلندا وشكلها في فساتين تعانق الجسم وتنورات مستديرة أحيانا وقصيرة جدا أحيانا أخرى.