حبوب منع الحمل تؤثر فى أختيار المرأة لشريك حياتها

هناك خطورة حين يتم تناول بعض المضادات الحيوية مع حبوب منع الحمل وهو ما لا يوصي به وذلك لأن بعض المضادات الحيوية قد تقلل من قدرتها علي منع الحمل
هناك خطورة حين يتم تناول بعض المضادات الحيوية مع حبوب منع الحمل وهو ما لا يوصي به وذلك لأن بعض المضادات الحيوية قد تقلل من قدرتها علي منع الحمل

ليس هناك أدني شك في أن حبوب منع الحمل الحديثة مكنت المرأة من السيطرة والتحكم في عمليتي الخصوبة والإنجاب ومع ذلك هل لحبوب منع الحمل التي يتم تناولها عن طريق الفم علاقة بالمرأة وشريك حياتها ؟


أوضحت إحدى الدراسات التي نشرت مؤخرا في هذا المجال أن وسائل منع الحمل تحدث تغيرات هرمونية طبيعية قد يكون لها التأثير الكبير علي اختيار شريك الحياة سواء عند الرجال أو النساء.

ومن المعروف أن المرأة تكون قابلة للخصوبة في مدة صغيرة جدا وهي المعروفة بفترة الطمث وهي التي تسبق ما يعرف بـ"إنتاج البويضات" وقد كشفت معظم الدراسات الحديثة عن أن تفضيل رفيق الحياة يختلف باختلاف التغيرات الهرمونية التي تحدث في هذه الفترة ويستدل علي ذلك بارتباط مدة "إنتاج البويضات" عند المرأة بالتحول الجذري في الخصائص الفيزيائية والسلوكيات والإدراكات التي ترتبط ارتباطا شديدا بمدي الانجذاب إلي شريك الحياة ..

وبحسب ما كشفت عنه الدراسات، تميل النساء خلال هذه الفترة علي وجه التحديد بشكل كبير إلي الرجال الذين تكون سمات الرجولة بارزة بصورة كبيرة والذين يختلفون عنهن جينيا بصورة مطلقة.

وتعد هذه النتيجة علي قدر كبير من الأهمية لأن هناك دليلا يفترض أن التشابه الجيني بين الزوجين يرتبط بعدم الإخصاب وهو ما يتطابق مع العديد من الدراسات السابقة التي اكتشفت أن الرجال يميلون أكثر للنساء المختلفات عنهم جينيا في هذه الفترة بل ويلجئون إلي المقارنة بين النساء من خلال عملية الانجذاب لهن.

من جهة أخري تقوم حبوب منع الحمل التي يتم تناولها بالفم بإحداث تغييرات هرمونية لها علاقة شديدة بفترة الطمث عند النساء وهي تشبه إلي درجة كبيرة الحالات الهرمونية الثابتة التي تحدث أثناء فترة الحمل.

علي جانب آخر قالت الدكتورة Alexandra Alvergne أستاذ ورئيس قسم علوم الحيوان والنبات في جامعة شيفيلد Sheffield أن"معظم الدراسات التي أجريناها في العقود الأخيرة أثبتت أن لحبوب منع الحمل الأثر الواضح في إحداث التغيرات الهرمونية معترفة بقلة الدراسات في هذا المجال ودعت العلماء والأطباء إلي بذل مزيد من الجهد في هذا المجال لمعرفة الأسباب الأخرى الكامنة وراء هذه التغييرات الهرمونية".

وقد تطابق ذلك القول مع البحث الأخير لزميلها الدكتور Virpi Lumma الذي  أشار فيه إلي أن استخدام حبوب منع الحمل من جانب النساء تؤدي إلي إفراز هرمونات متعارضة أثناء فترة الطمث.

كما حذر الباحثان من أن الإفراط في حبوب منع الحمل  عن طريق الفم قد يدفع النساء إلي حد التنافس مع النساء الأخريات للحصول علي شريك الحياة الذي يناسب رغبتهن وذلك نظرا لتفاعل هرموناتهن ومن المقرر أن تكون لحبوب منع الحمل التأثير الكبير في المستقبل علي قرارات الزوجين ومن ثم عملية الإنجاب.

وأوضح الباحثان انه ستكون لحبوب منع الحمل خاصة التي تأخذ عن طريق الفم منها نتائج وآثار علي كل من الأجيال الحالية والمستقبلية.

ما هي حبوب منع الحمل
وبوجه عام تعرف حبوب منع الحمل علي أنها وسيلة تلجأ إليها لنساء أو الرجال لمنع حدوث الحمل كما أن هناك طرقا متعددة وتعتبر الحبوب جزء منها والغريب في الأمر أن هذه النتائج تأتي علي الرغم من التأكيدات السابقة للأطباء علي أنه ليس لوسائل منع الحمل أية أضرار أو أعراض جانبية الأمر الذي يزيد من زيادة اللجوء إليها ولا يتم التوقف عنها إلا إذا رغب الزوجين في أن ينجبا طفلا.

الأعراض الجانبية
أما الأعراض الجانبية الحقيقية لها فهي الصداع مع حدوث بعض جلطات الدم في نسب مئوية قليلة بين النساء كما أنه قد تحدث بعض الأعراض الأخرى علي الرغم من أنها نادرة الحدوث وهي حدوث فقد في الوزن.

وهناك تساؤل جدير بالأهمية وهو هل تكون وسائل منع الحمل قادرة بالفعل علي الحيلولة دون الإنجاب؟

وإذا سلمنا بما قالته شركات الأدوية التي تقوم بتصنيع هذه الأدوية وهي كثيرة فإن لهذه الوسائل القدرة علي منع حدوث الحمل بنسبة 99 بالمائة، وبطبيعة الحال ليست هذه النسبة حقيقية لأن كل الأبحاث التي أجريت أثبتت أن الفاعلية الحقيقية لهذه الحبوب منخفضة للغاية مع وجود تحذيرات من ضرورة استشارة الطبيب قبل تناولها منعا لحدوث أية أعراض جانبية.

كما أن هناك خطورة أخري حيث يتم تناول بعض المضادات الحيوية مع حبوب منع الحمل وهو ما لا يوصي به وذلك لأن بعض المضادات الحيوية قد تقلل من قدرتها علي منع الحمل.

فعلي سبيل المثال يعمل المضاد الحيوي Rifampin علي إعاقة وإثباط عملها وكذلك الحال بالنسبة للمضادات الأخرى مثل penicillin و tetracycline  وقد تؤدي حبوب منع الحمل عملها بفاعلية ما لم يتم تناول أية عقاقير وكذلك تختلف فاعلية هذه العقاقير بين النساء المدخنات والغير مدخنات.

العوامل الأخرى التي تحد من عمل حبوب منع الحمل
عادة ما يصبح تناول حبوب منع الحمل بلا جدوى عند بعض الأشخاص الذين يعانون من أمراض طبية معينة مثل الاستقياء حيث منت المعروف أن الاستقياء يثبط من عمل حبوب منع الحمل التي تؤخذ عن طريق الفم.

كما أن النساء قليلات التعود علي تناولها قد لا تكون بالفاعلية المطلوبة بالنسبة لهن في المرة الأولي بالإضافة إلي أن هذه العقاقير لا تعمل بصورة جيدة إذا لم يتم تناولها بصورة منتظمة وتفترض الدراسات أنه من أجل حدوث الفاعلية المطلوبة لحبوب منع الحمل فإنه ينصح بتناولها يوميا وقد تصل فاعليتها إلي 99 بالمائة إذا تم تناولها بصورة صحيحة.

وهناك حقيقة أخري وهي أن النساء قد يلجأن إلي تناول حبوب منع الحمل من أجل المتعة والراحة الجنسية فقد أظهرت بيانات كشفت عنها دراسة أعدها معهد كينزي Kinsey Institute  أن العديد من النساء يلجأن إلي حبوب منع الحمل من أجل زيادة المتعة الجنسية.

وقد كشف القائمين علي الدراسة عن نتائجهم بناء علي أسئلة وجهوها إلي مجموعة من النساء التي يتناولن هذه الحبوب وقد كشفت النتائج في طياتها عن أن تناول حبوب منع الحمل تكون بهدف المتعة الجنسية والقناعة بها.