الغذاء .. ودوره في الوقاية من أمراض السرطان

الخضار والفواكه توفر الحماية من مرض السرطان واللحوم الحمراء ترفع نسبة الإصابة بها
الخضار والفواكه توفر الحماية من مرض السرطان واللحوم الحمراء ترفع نسبة الإصابة بها

أصبحت الوفيات في بريطانيا بسببالأمراض السرطانية، السبب الأول للوفيات بحيث  تجاوزت أمراض القلب. يأتي في طليعة هذه الأورام السرطانية سرطان الرئة وسرطان القولون وسرطان الثدي وسرطان البروستاتا، وتشكل بما مجموعه نصف الوفيات السرطانية.


المعلومات الوبائية تشير إلى أن بعض هذه الأورام السرطانية النامأقل إنتشاراً في بعض البلدان ية إلا أن المهاجرين من هذه البلدان إلى العالم الصناعي سرعان ما يعانون بعد جيل أو جيلين من المخاطر نفسها التي يتعرض لها السكان الأصليون. وهذا الأمر يوحي بأن هناك عوامل بيئية تلعب دوراً في ظهور هذه الأورام وبالتالي فإن الوقاية منها ممكنة.

والغذاء من أهم العوامل البيئية، ويعتقد بأن الأنماط الغذائية مسؤولة عن 80 بالمئة من سرطان القولون والثدي والبروستاتا.

أما عن سرطان الرئة فقد يتأثر بالعامل الغذائي إلا أن التدخين هو المسبب الرئيسي له كما أن التدخين يزيد من مخاطر الإصابة بسرطانات أخرى مثل سرطان المريء وسرطان المثانة.

مسببات السرطان
كما أن هناك أنماطا الأخرى في الحياة اليومية مثل القيام بمجهود رياضي والسلوك الجنسي والإنجابي أو الإصابة بإلتهاب فيروس الكبد من فئة بي B وسي C أو الإلتهاب بميكروب “هليكوباكتر” Helicobacter، والتعرض لأشعة الشمس والأشعة المؤينة والتعرض لملوثات كيميائية هي أسباب مهمة وتزيد من التعرض لأورام مختلفة، ولكن الغذاء يشكل دوراً كبيراً في معظم الأورام وفقا لدراسة د. طرطوس.

ولا شك أن لعوامل الوراثة في الاصابة بالسرطان دوراً، حيث ينشأ النمو السرطاني بسبب تحول Mutation في الـ DNA في الخلايا.

هذا التحول قد يكون وراثياً من الأهل أو يكون مكتسباً بسبب مؤثرات خارجية خلال حياة الفرد.

ففي سرطان الثدي مثلاً، فإن وجود تحول في الجينات يعني ان الشخص معرض للإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض، إلا أن أغلبية التحولات غير وراثية وتكتسب خلال حياة الفرد.

كما أن بعض المواد الغذائية المضادة للأكسدة من شأنها منع هذه التحولات Mutations.

سرطان الثدي والغذاء
من المعلوم أن هناك عوامل تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، هذه العوامل تتمحور حول الفترة الزمنية التي يتعرض فيها الثدي لهرمون الأستروجين. ولذا فبداية الطمث المبكر واستمراره المتأخر هي عوامل خطر.

وهذه العوامل تتأثر بالغذاء فالسمنة تزيد من تقريب بداية الطمث كما أن الإكثار من تناول الخضار والألياف قد يؤخر بداية الطمث.

وبعد توقف الدورة الشهرية، يساهم تراكم الطبقة الدهنية عند السمينات في زيادة الإستروجين بسبب تحول الهورمونات من الغدة فوق الكلوية، ولذا فالبدينات يتعرضن لضعف مخاطر الإصابة بسرطان الثدي قياساً مع نحيفات البنية.

كما أن الإكثار من الدهون في الغذاء واللحوم الحمراء وشرب الكحول يزيد من مخاطر الإصابة، كذلك فإن الإقلال من الخضار والفواكه من شأنه أن يحرم الجسم من إستروجينات نباتية Phytoestrogens التي تعمل على مزاحمة الأنسجة السامة على الإستروجين الداخلي.

سرطان الرئة والغذاء
يبقى التدخين السبب الرئيسي، أما الإقلال من الخضار والفواكه فقد يزيد من المخاطر بينما يرفعها التدخين 16 مرة، وقد جرت عدة تجارب أعطي فيها المدخنون Carotene لمعرفة درجة الحماية من سرطان الرئة وتبين أنها عديمة الفائدة ولذا يمكن الإستخلاص بأن التوقف عن التدخين هو التدبير الوحيد لتحاشي هذه الإصابة.

أدوية ذكية لعلاج السرطان
وعند الحديث عن دور الغذاء في الوقاية من داء السرطان، حري بنا أن نشيد بالتطور العلمي الكبير الذي طرأ في علاج السرطان.

حيث أن علاج السرطان، في العقد الأخير، اتسم بتقدم كبير جداً ونتائج مبهرة مقارنةً بالعقود الماضية.

ويرجع ذلك إلى دقة التشخيص المبكر ودقة التشخيص في ما يتعلق بمرحلة المرض وأيضاً دقة التمييز بين الأمراض الحميدة والأمراض الخبيثة وكذلك دقة تحديد مدى خطورة العلاج الجراحي مثلاً على صحة المريض وصحة الأعضاء المختلفة في جسمه.

وأضاف أن التكنولوجيات الحديثة صارت، في الوقت الراهن، مهمة بدرجة كبيرة ويأتي في مقدمتها الأدوية الذكية في علاج السرطان.

وما يهمنا هنا هي الادوية الاشعاعية التي تستخدم تقنية التصوير المقطعي بواسطة الانبعاثات البوزيترونية (PET) لتحديد التفاعلات العضوية والفسيولوجية لجسم الإنسان بعد تعريضها لبعض الأدوية الإشعاعية والتي تحتوي على انبعاثات إلكترونية بنسب معينة مثل الكربون 11 والنيتروجين 13 والأكسجين 15 والفلور 18 .

ويعتبر الفلور افضلها بسبب عمرنصف المادة المشعة وهو تقريبا 110 دقائق.

تتميز تقنية الـPET بأنها تظهر التفاعلات الكيمائية للخلايا الطبيعية الحية والخلايا السرطانية الحية ولذلك فإن لها ميزة بأنها تميز بين الورم الذي تلقى علاجاً كيماوياً أو إشعاعياً فاضمحل وأصبح هناك بقايا غير حية للورم وبين بقايا أخرى لا تزال حية وقابلة أن تشكل خطراً على المريض.