هل تنعش الأفكار والمشاعر الايجابية القلب؟

الاشخاص الذين يتمتعون بحيوية عاطفية عالية لا تظهر لديهم في الغالب امراض القلب، لأنهم يتبعون سلوكا صحيا افضل،
الاشخاص الذين يتمتعون بحيوية عاطفية عالية لا تظهر لديهم في الغالب امراض القلب، لأنهم يتبعون سلوكا صحيا افضل،

الكآبة، العزلة الاجتماعية، القلق، الروح العدائية، التوتر العاطفي.. عندما يتعلق الأمر بأمراض القلب، فان الجوانب السلبية للوظائف النفسية، تحظى بجلّ الاهتمام.


 وقد ظهر انها تزيد من فرص ظهور مختلف اشكال امراض القلب والأوعية الدموية، وتجعل الامراض الموجودة فعلا، اكثر سوءا.

ماذا عن الجانب الآخر؟

هل بإمكان السعادة او منطلقات التحلي بالعزيمة في الحياة، ان تحمي القلب والأوعية الدموية؟

الحكمة الشعبية تجيب: نعم. الا ان هناك القليل النادر من البيانات التي تدعم هذه الاجابة؟

وقد اظهر عدد ضئيل من الدراسات ان الافكار الايجابية او التحلي بنظرة مستقبلية متفائلة، توفر نوعا من الحماية. وآخر المساهمات في هذا المجال، دراسة دققت في المشاعر الايجابية.

درست كل من لورا كابزانسكي الباحثة في كلية الصحة العمومية في هارفارد، وريبيكا ثارستون الباجثة في كلية الطب بجامعة بتسبرغ، تأثيرات الحيوية العاطفية.

 وقيمت الباحثتان مشاعر الشخص او احساسه بالطاقة، ومدى شعوره بالعافية، ومدى قدرته على تنظيم مشاعره، اي التحكم بها.

حيوية عاطفية
وأخذت الباحثتان في دراسة المعلومات المتوفرة بين عامي 1971 و 1975 من اكثر من 6 آلاف شخص من الاصحاء ابتداء، من الرجال والنساء، شاركوا في "مسح اختبار الصحة العمومية والتغذية الوطني".

الاول، واستنادا الى اجابات على ستة اسئلة، فقد تم ترتيب كل مشارك حسب درجة حيويته العاطفية، وتصنيفها الى عالية ومتوسطة ومنخفضة.

وفي خلال 15 سنة لاحقة بعد اجراء المسح، تعرض 16.4 في المائة من الاشخاص الذين وضعوا في مجموعة الحيوية العاطفية المرتفعة، لنوبة قلبية، او لذبحة صدرية او ظهر لديهم مرض ما في الشرايين التاجية، مقارنة بنسبة 19.5 في المائة من افراد مجوعة الحيوية العاطفية المنخفضة.

ورغم ان هذا قد لا يبدو اختلافا كبيرا، فانه اذا طبق على عموم الولايات المتحدة، فأنه سيترجم الى وضع تقل فيه آلاف الوفيات بأمراض القلب سنويا.

ان الحيوية العاطفية العالية ليست موقفا معوضا يعبر عن حالة اقل من الكآبة، اذ انها تظل موجودة حتى بعد ان أخذت الباحثتان عامل الكآبة بنظر الاعتبار، وهي وبدلا عن ذلك، تبدو وكأنها تفرز مؤثراتها الخصوصية الخاصة بها.

كيف يمكن للاحساس بتوافر الطاقة، والشعور بالعافية، والامتلاء بالمشاعر ان تحمي القلب؟ ان الحيوية العاطفية تقوم بذلك بتأثيرها المعاكس للتوتر، وقد تهدئ من انطلاقة الجهاز العصبي الناجمة عن التوتر، وهذه الانطلاقة هي التي تزيد ضربات القلب، وضغط الدم، وتنشط عمليات الالتهابات والعمليات الاخرى المؤدية الى امراض القلب.

والمشاعر الايجابية قد تساهم في احساس المرء بمقدرته على التحكم بمصيره، وهذا ما ارتبط بحماية الانسان من امراض القلب. كما انها قد تسهل للانسان استخدام علاقاته الاجتماعية.

ثم، وايضا، فان الاشخاص الذين يتمتعون بحيوية عاطفية عالية لا تظهر لديهم في الغالب امراض القلب، لأنهم يتبعون سلوكا صحيا افضل، مثل اقلالهم للتدخين، وممارستهم للتمارين البدنية اكثر، او الحفاظ على وزنهم.

ركّز على الايجابيات
ان جيناتك، وتعليمك المبكر، والوضع العائلي والاجتماعي لك، كلها رسمت حدود المجال الذي قد يكون المستقبل فيه ايجابيا او سلبيا.

وان كان مجالك يميل الى الجانب السلبي قليلا، فليس عليك ان تيأس، لأنه ليس مجالا مصنوعا من الحجر (وإلا، فان جيشا من اطباء الامراض العصبية، والاطباء النفسيين، واستشاريي الصحة النفسية الآخرين سيجدون انفسهم من دون عمل)، وتحسينه هو في الواقع احد التوجهات الكبرى في ميدان الصحة العقلية.

وهذا التوجه ينطلق الى ابعد من مجرد “قوة التفكير الايجابي”. اذ انه يشمل عددا من المنطلقات المختلفة.

احد هذه المنطلقات يركز بقوة على الاحداث او النشاطات التي تثير السرور في نفسك، والتي تظل صورها عالقة في ذاكرتك لاسترجاعها لاحقا وربما لتسجيلها في “كتاب الشكر” او للتشارك بها مع الآخرين.

ومنطلق آخر هو المشاركة في نشاطات لاستلهام قواك الموجودة أصلا، سواء في العمل او المنزل او عند اللهو. اما المدخل الثالث فهو تطبيق نقاط القوة لديك على امور خارج كيانك، الامر الذي يساعدك في خلق معنى ما لحياتك.

وهذا يمكن ان يتجسد في الدين، او الفن الطبيعي، او العمل التطوعي، او أي أمر آخر.

جدول لتقييم الحيوية العاطفية الشخصية
هل تريد تقييم درجات حيويتك العاطفية الشخصية؟ .. هذه الاسئلة قد تساعدك في ذلك. ضع دائرة حول الرقم الموجود تحت كل سؤال، الذي تعتبره معبرا افضل من غيره من الاجوبة عن مشاعرك.

- هل تستيقظ نبها ومرتاحا؟
-أبدا. 1- نادرا. 2- اقل من نصف الأوقات. 3- غالبا نوعا ما. 4- غالبا في كل يوم . 5- كل يوم.

- كم هي الطاقة، الروح المعنوية، الحيوية، التي تشعر بها في سلم 0-10 نقاط؟
من 0- لا توجد أي طاقة، الى 10-ذو طاقة فائقة.

- كيف تشعر بالسعادة، الرضا، او السرور من حياتك الشخصية؟
- غير راض البتة. 1- غير راض نوعا ما. 2- راض، مسرور. 3- سعيد نوعا ما. 4- سعيد جدا. 5- سعيد بشكل فائق.

- هل تمتلئ حياتك اليومية بأمور مهمة لك؟
-ابدا. 1- قليلا من الاوقات. 2- بعضا من الاوقات. 3- نوعا ما. 4- في اغلب الاوقات. 5—في كل الاوقات.

- هل تكون متحكما بقوة في سلوكك وأفكارك ومشاعرك وأحاسيسك؟
-ابدا، وانا مضطرب جدا. 1- لا، وانا مضطرب بشكل ما. 2- لا، لست جيدا. 3- عموما نعم . 4- نعم في الاغلب. 5. نعم بالتأكيد.

- هل تشعر بأنك مستقر وواثق من نفسك؟
0-ابدا. 1- قليلا. 2- بعض الوقت. 3-نوعا ما . 4- في اغلب الاحيان. 5- في كل الاحيان.

اجمع نقاطك. ومجموع النقاط من 0 الى 22 نقطة يقابل حيوية عاطفية منخفضة. ومجموع 23-27 نقطة يقابل حيوية عاطفية متوسطة. اما مجموع 28-35 نقطة فيقابل حيوية عاطفية عالية.