هل يؤثر العمل المكتبي على الصحة العقلية؟
المصدر: وكالات
توصلت دراسة الحالة الذهنية العالمية لعام 2024، التي أجرتها شركة "أسيكس"، إلى تأثير سلبي طويل الأمد للعمل المكتبي المستمر دون أخذ استراحة على الصحة الذهنية.
شملت الدراسة 26,000 شخص من مختلف أنحاء العالم، وكشفت عن انخفاض ملحوظ في الحالة الذهنية للأشخاص الذين يجلسون أكثر من 6 ساعات يوميًا مقارنةً بأولئك الذين يجلسون لفترات أقصر. كما أثبتت الدراسة فعالية أخذ استراحة لمدة 15 دقيقة في تعزيز الأداء والإنتاجية؛ ما يشير إلى أهمية تخصيص وقت للاسترخاء خلال ساعات العمل.
كيف يؤثر العمل المكتبي على الصحة العقلية؟
أظهرت الأبحاث المتعلقة بالعمل المكتبي أن درجات الحالة الذهنية للأشخاص تبدأ في الانخفاض، وترتفع مستويات الإجهاد لديهم بعد ساعتين فقط من العمل المتواصل.
بالأرقام، فإن الحالة الذهنية للأشخاص الذين يقضون أكثر من 6 ساعات يوميًا جالسين تسجل حوالي 65 من 100، مقارنة بـ 77 من 100 لأولئك الذين يجلسون لفترات أقل من 6 ساعات؛ ما يبرز أهمية أخذ فترات استراحة منتظمة لتعزيز الصحة الذهنية والحد من الإجهاد. وبعد أربع ساعات من العمل المكتبي المتواصل، ارتفعت درجات الإجهاد 18% (من 49 /100 إلى 58 /100). ووصلت إلى 25% للأشخاص الذين يقضون يوم عمل كاملاً في مكاتبهم دون استراحة.
بعد أربع ساعات من العمل المكتبي المتواصل، ارتفعت مستويات الإجهاد 18%، حيث انتقلت من 49 من 100 إلى 58 من 100. أما بالنسبة للأشخاص الذين يقضون يوم عمل كاملا خلف المكاتب دون أخذ أي استراحة، فقد وصلت مستويات الإجهاد لديهم إلى زيادة قدرها 25%. هذه الأرقام تسلط الضوء على أهمية أخذ فترات راحة منتظمة للحفاظ على الصحة الذهنية والرفاهية العامة.
كشفت دراسة "أسيكس" أن الاستراحة المكتبية لمدة 15 دقيقة يمكن أن تُحدث فارقًا كبيرًا في تحسين الأداء والصحة الذهنية؛ إذ ارتفع متوسط درجات الحالة الذهنية 22.5%، والثقة 13.3%، والإنتاجية 33.2%، بينما تحسّن التركيز 28.6%. كما تم تسجيل تراجع في مستوى القلق 12% والإجهاد 14.7%.
وفي الواقع، أدت أخذ استراحة مكتبية يومية لمدة أسبوع واحد إلى انخفاض مستمر في مستويات الإجهاد؛ إذ أفاد المشاركون بأنهم شعروا بأنهم أكثر استرخاءً بـ33.3% وأكثر هدوءًا ومرونة بـ28.6%.
كما أظهرت الدراسة أن النشاط البدني خلال هذه الاستراحة يعزز صحة الدماغ؛ إذ انخفضت موجتا ثيتا وألفا المرتبطتان بالإجهاد والقلق بعد 15 دقيقة من الحركة؛ مما يساعد على الاسترخاء وتنشيط العمليات الذهنية.
وأعرب المشاركون عن التأثير الإيجابي لفترات الراحة على ولائهم لمكان العمل وشعورهم بالسعادة؛ مما يُظهر أهمية التوازن بين العمل والراحة.