(درية شفيق) .. إمرأة كافحت من اجل المرأة ثم انتحرت لكونها إمرأة

قصة درية شفيق قصة امرأة مصرية أرادت لحياتها أن تكون‏(‏ تحفة فنية‏)‏ إنها قصة كفاح امرأة ـ وحدها في وجه قوي الرجعية في مجتمعها التي كانت تعارض المساواة بين الرجل والمرأة وسيرتها محاولة للتعبير عن مولد وعي نسائي ولكنها ايضا محاولة للكشف عن بعض جوانب المجتمع المصري في لحظة محددة من تطوره‏..‏


درية شفيق 
 الاسم: درية شفيق

المهنة: مؤسسة لدوريات أدبية ، من رائدات حركة تحرير المرأة في مصر ومناضلة ضد الاحتلال البريطاني لمصر وباحثة مصرية

ألقاب: بنت النيل

مكان وتاريخ الميلاد: طنطا،   مصر 1908

مكان وتاريخ الوفاة: القاهرة 1975

درية شفيق من رواد حركة تحرير المرأة في مصر في النصف الأول من القرن العشرين و ينسب لها الفضل في حصول المرأة المصرية على حق الانتخاب و الترشح في دستور مصر العام 1956  و مؤسسة لدوريات أدبية و باحثة و مناضلة ضد الوجود البريطاني في مصر .

ولدت في مدينة طنطا في دلتا النيل العام 1908، درست في مدرسة البعثة الفرنسية في طنطا، تم ارسالها ضمن أول فوج طالبات من قبل وزارة المعارف المصرية للدراسة في جامعة السوربون في باريس على نفقة الدولة، و هي نفس الجامعة التي حصلت منها على درجة الدكتوراة في الفلسفة العام 1940 ، و كان موضوع الرسالة "المرأة في الإسلام" حيث أثبتت في رسالتها أن حقوق المرأة في الإسلام هي أضعاف حقوقها في أي تشريع آخر ‏

اول ظلم يقع عليها كإمرأة
لدى عودتها من فرنسا برفقة زوجها ، رفض عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة تعيينها في الجامعة كونها "امرأة" !، ‏.‏

ولأنها لاتستطيع البقاء في البيت وهي كتلة من الحماس والنشاط اضطرت إلي قبول وظيفة مفتشة للغة الفرنسية لكل المدارس الثانوية في مصر‏ولكن بدأت مع الوقت تشعر برتابة العمل وبأنها تقوم يعمل أدني من مستواها العلمي‏عرضت عليها الأميرة شويكار منصب رئاسة مجلة المرأة الجديدة التي تصدرها، والنشر و استهواها التحدي وراحت تطبق الشعار الذي وضعته لنفسها‏(‏ أن أعرف‏،‏ أن أقدر‏،أن أريد‏،وأن أجرؤ‏)‏ ومع كل هذا الايمان العميق بقدرتها علي النجاح‏.‏

 بدأت عملها ولكن بعد فترة شعرت أن المحيط الذي تعمل فيه يتنافي مع طبيعتها فالعمل في محيط القصر له أسلوبه ونظامه الذي لم ترتح له فقررت أن تترك المجلة فأصدرت مجلة بنت النيل و التي كانت أول مجلة نسائية ناطقة بالعربية و موجهة لتعليم و تثقيف المرأة المصرية .

 أسست في أواخر الأربعينيات حركة ل(التحرر الكامل للمرأة المصرية) عرفت باتحاد بنت النيل .

اول طريق لكفاحها لصالح المرأة
قامت بتأسيس حركة للقضاء على الجهل و الأمية المتفشية بين الفتيات و النساء في عدة مناطق شعبية من القاهرة فأسست مدرسة لمحو الأمية في منطقة بولاق.

أما أكثر برامج‏(‏ درية‏)‏ الاصلاحية طموحا فكان كفاحها من أجل الأمية المتفشية بين البالغات في مصر من النساء، فافتحت مدرسة لمحو الأميةلأهل بولاق واستخدمت مقر المدرسة الحكومية الابتدائية في الحي‏،ومع نهاية عام‏1950‏ بدأ اسم‏(‏ درية شفيق‏)‏ ينتشر في مصر والشرق الأوسط بفضل نجاح مجلتيها وانتشر أسم‏(‏ بنت النيل‏)‏ بين النساء الفقيرات في الأحياء الشعبية في المدن‏,‏ وبين النساء المتعلمات من الطبقتين العليا والوسطي‏.‏

وفي عصر يوم من شهر فبراير سنة‏1951‏ تحركت‏(‏ درية‏)‏ من قاعة ايوارت بالجامعة الأمريكية في القاهرة ومعها ألف وخمسمائة امرأة واقتحمت بوابة‏(‏ البرلمان‏)‏ وقادت مظاهرة صاخبة لمدة اربع ساعات حتي اضطر نائب رئيس النواب الي استقبالها بعد أن انتزعت من رئيس المجلس وعدا بأن ينظر البرلمان فورا في مطالب المرأة‏.

‏ لقد كانت هذه اللحظة‏،‏ لحظة تاريخية فعلا‏,‏ لا بالنسبة‏(‏ لدرية‏)‏ فحسب ولكن بالنسبة للحركة النسائية كلها‏,‏ وبفضل مسيرة الاحتجاج هذه‏ أمكن لوفد نسائي أن يطالب للمرة الأولي وفي قاعة البرلمان بحقوق محددة‏:‏ اولا السماح للنساء بالاشتراك في الكفاح الوطني والسياسي ثانيا‏:‏ إصلاح قانون الاحوال الشخصية‏، بوضع حد لتعدد الزوجات‏,‏ وتقنين الطلاق‏,‏ ثالثا‏:‏ تساوي الاجور في العمل المتساوي‏.‏

في الاسبوع التالي‏,، وبعد اقتحام البرلمان بأسبوع واحد قدم نائب وفدي مشروع قانون لرئيس مجلس النواب بتعديل قانون الانتخاب ومنح المرأة حق الانتخاب والترشيح للبرلمان‏.‏

ولكن تراجع رئيس الوزراء عن الموعد الذي حدده لمقابلة الوفد النسائي‏,‏ واستدعيت‏(‏ درية‏)‏ للمثول أمام المحكمة ليوجه لها النائب العام تهمة اقتحام البرلمان‏، وقد تطوع للدفاع عنها محامون ومحاميات ولكنها اختارت‏(‏ مفيدة عبد الرحمن‏)‏ ونظرا لعدالة القضية ولقوة دفاع المحامين عنها تأجلت القضية لأجل غير مسمى‏.‏

خطوات النضال الجريئة:
اقتحام البرلمان

في فبراير 1951 قادت مظاهرة برفقة 1500 امرأة اقتحمت بها مقر مجلس النواب المصري (البرلمان)، حيث كانت تهدف بأن ينظر المجلس ورئيسه بجدية في قضايا ومطالب المرأة المصرية، و يعتبر الكثيرون هذه اللحظة لحظة تاريخية بالنسبة للحركة النسائية.

بعد أسبوع من المظاهرة عرض على المجلس قانون ينص على منح المرأة المصرية حق الانتخاب والترشيح للبرلمان .‏

النضال ضد الاحتلال
وفي نهاية عام‏1951‏ وتصاعد الصدام المسلح بين فرق المقاومة المصرية ووحدات الجيش البريطاني دعت‏(‏ درية‏)‏ المرأة للمشاركة في النضال من أجل التحرر الوطني فنظم‏(‏ اتحاد بنت النيل‏)‏ أول فرقة عسكرية نسائية في البلاد لاعداد الشابات للنضال مع الرجال جنبا الي جنب ولتدريب ممرضات ميدان وتمرين اكثر من الف فتاة علي الاسعافات الاولية‏.

كما قامت بحملة تبرعات لتقديم المساعدات المالية للعمال الذين فقدوا عملهم في منطقة القنال‏،‏ وبعد قيام الثورة‏1952‏ طلبت من الحكومة تحويل‏(‏ الاتحاد‏)‏ الي حزب سياسي وسجلت نفسها رئيسة له‏، وقد قبل طلبها ليصبح‏(‏ اتحاد بنت النيل‏)‏ اول حزب نسائي سياسي‏، لم يتوقف طموح‏(‏ درية‏)‏ فعند تشكيل اللجنة التأسسية عام‏1954‏ لوضع دستور جديد للبلاد،احتجت لأن اللجنة لم تضم بينها امرأة واحدة فأضربت عن الطعام هي وبعض زميلاتها في نقابة الصحفيين لمدة‏8‏ أيام ولم توقف الإضراب الا بعد أن ذهب اليها محافظ القاهرة حاملا اليها رسالة شفوية من الرئيس محمد نجيب يعدها بأن الدستور الجديد سيكفل للمرأة حقها السياسي‏…‏

وهنا بدأت أصعب معاركها وهي الكفاح ضد العزلة والوحدة لمدة‏18‏ عاما انتجت خلالها‏16‏ كتابا منها دوواين شعر ومذكراتها وترجمة للقرآن الكريم باللغتين الفرنسية والانجليزية وفي عام‏1975‏ خرجت‏(‏ درية‏)‏ الي شرفتها وخطت نحو الفراغ‏

حزب اتحاد بنت النيل
بعد قيام ثورة 23 يوليو العام 1952 طلبت من الحكومة تحويل اتحاد بنت النيل إلى حزب سياسي فتم الأمر ليصير حزب اتحاد بنت النيل أول حزب نسائي سياسي في مصر.
الاضراب والعزلة.

وقت اعداد لجنة مشكلة من قبل حكومة الثورة لدستور مصري جديد في العام 1954، احتجت درية شفيق لعدم وجود امرأة واحدة بين أعضاء اللجنة، وقامت برفقة نساء أخريات باضراب عن الطعام لمدة 10 أيام، حينها وعدها الرئيس محمد نجيب في رسالة نقلها إليها محافظ القاهرة وقتها بأن الدستور المصري الجديد "سيكفل للمرأة حقها السياسي"، وهو ماتحقق بمنح المرأة المصرية حق التصويت والترشح في الانتخابات العامة لأول مرة في تاريخ مصر الحديث .

بسبب الأوضاع السياسية المتغيرة في البلاد بعد الثورة وعدم وجود نشاط سياسي حقيقي، ظلت درية شفيق في عزلة نحو 18 عاما.

اشهر ما قدمت من اعمال ادبية وسياسية
أصدرت عدة دوريات أدبية منها مجلة المرأة الجديدة ومجلة بنت النيل ومجلة الكتكوت الصغير للأطفال، في سنوات العزلة ترجمت درية شفيق القرآن الكريم إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، كما ألفت عدة دواوين شعرية وكتب إضافة إلى مذكراتها الخاصة.

وفي نهاية عام‏1951‏ وتصاعد الصدام المسلح بين فرق المقاومة المصرية ووحدات الجيش البريطاني دعت‏(‏ درية‏)‏ المرأة للمشاركة في النضال من أجل التحرر الوطني فنظم‏(‏ اتحاد بنت النيل‏)‏ أول فرقة عسكرية نسائية في البلاد لاعداد الشابات للنضال مع الرجال جنبا الي جنب ولتدريب ممرضات ميدان وتمرين اكثر من الف فتاة علي الاسعافات الاولية‏.‏

 كما قامت بحملة تبرعات لتقديم المساعدات المالية للعمال الذين فقدوا عملهم في منطقة القنال‏، وبعد قيام الثورة‏1952‏ طلبت من الحكومة تحويل‏(‏ الاتحاد‏)‏ الي حزب سياسي وسجلت نفسها رئيسة له‏، وقد قبل طلبها ليصبح‏(‏ اتحاد بنت النيل‏)‏ اول حزب نسائي سياسي.

لم يتوقف طموح‏(‏ درية‏)‏ فعند تشكيل اللجنة التأسسية عام‏1954‏ لوضع دستور جديد للبلاد‏،‏ احتجت لأن اللجنة لم تضم بينها امرأة واحدة فأضربت عن الطعام هي وبعض زميلاتها في نقابة الصحفيين لمدة‏8‏ أيام ولم توقف الإضراب الا بعد أن ذهب اليها محافظ القاهرة حاملا اليها رسالة شفوية من الرئيس محمد نجيب يعدها بأن الدستور الجديد سيكفل للمرأة حقها السياسي‏…‏

وهنا بدأت أصعب معاركها وهي الكفاح ضد العزلة والوحدة لمدة‏18‏ عاما انتجت خلالها‏16‏ كتابا منها دوواين شعر ومذكراتها وترجمة للقرآن الكريم باللغتين الفرنسية والانجليزية وفي عام‏1975‏ خرجت‏(‏ درية‏)‏ الي شرفتها وخطت نحو الفراغ‏

الرد على درية شفيق
الدكتورة درية شفيق (14 ديسمبر 1908 - 30 سبتمبر 1975) ناشطة سياسية مصرية معارضة لحكم جمال عبد الناصر، من ناشطات الحركة النسائية المصرية.

هذه قصة إمرأة مصرية تمتعت بوعي إنساني شكلته القيم الإسلامية والإنسانية وصحوة الهوية القومية ، كانت حياتها مثيرة.

أبحرت بين أمواج متلاطمة ولكنها إستطاعت أن تبحر وتسمع صوتها في الداخل والخارج.

إتصلت بالأميرة شويكار والأميرة "فايزة" والملكة نازلي في الوقت نفسه كانت أمها حفيدة الحسيب النسيب "حسين قصبي" من طنطا والذي تقدم صفوف ما عرف (بالطبقة الثالثة) من الوفد المصري..

وأعلنت "درية شفيق" عن برنامج طموح للإصلاح الإجتماعي ، وسارت في خدمة النساء العاملات والمحتاجات وإفتتاح كافيتريا تقدم وجبات ساخنة مدعومة للنساء العاملات ، وإفتتحت مكتبا لتشغيل طلبة الجامعة وأنشأت مدرسة في بولاق لمحو الأمية بين النساء.

 وداخل (بنت النيل) المجلة والإتحاد وقفت بين طرفين متعارضين المحامي الشاب الماركسي "لطفي الخولي" الذي تولى سكرتارية تحرير المجلة، وكان يكتب لدرية مقالاتها .. وبين "الدكتور عبده" أستاذ الصحافة المعروف والذي إعترض على تعاونها مع "لطفي الخولي".

وقابلت رؤساء الهند وسيلان والعراق وإيران وباكستان وهذا لم يمنعها أن تندد بالرئيس الباكستاني عندما إتخذ زوجة على زوجته "هاجمها الأصوليون" لأنها غربية التعليم والمظهر.

تأييدها للإسلام الحق
 ولكنها في مذكراتها أكدت: (أن الإسلام الصحيح لا يضع العراقيل أمام حقوق المرأة .. وعندما كانت تحزم حقيبتها للسفر كان يرافقها في سفرها .. القرآن). .الهجوم الشرس ضدها
 ولم ترحمها الصحافة في مصر.. أطلقت عليها (الزعيمة المعطرة) و(زعيمة المارون جلاسيه) و(عارضة الأزياء).

 في فبراير 1957 بدأت الإضراب عن الطعام في السفارة الهندية بالقاهرة، وأعلنت لأجهزة الإعلام الدولية إحتجاجها على ( دكتاتورية جمال عبد الناصر)، وطالبت بإستقالته.

وأطلقت عليها (إذاعة مونت كارلو) لقب (الرجل الوحيد في مصر!) ووقف إلى جانبها الرئيس الهندي "نهرو" ، وظل على إتصال بجمال عبد الناصر والسفارة الهندية.

 الزعيم البانديت جواهر لال نهرو، رئيس الهند إتصل بجمال عبد الناصر في 6 فبراير 1957 يطلب عدم السماح بالتعرض للدكتورة درية شفيق إذا ما رغبت في الخروج من السفارة الهندية بالقاهرة.

وأبلغ "نهرو" سفيره في القاهرة أنه يعتبر الدكتورة "درية شفيق" ضيفة على السفارة وإذا ما رغبت في الإنتقال إلى المستشفى أو إلى أي مكان آخر في سيارة تابعة لسفارة الهند وفي رعاية السفير.

هكذا كان موقف "نهرو" والقصة الكاملة كالتالي: في عصر يوم الأربعاء 6 فبراير عام 1957 دخلت "الدكتورة درية شفيق" السفارة الهندية على بعد خطوات من مسكنها بالزمالك .. وأرسلت بيانا ل"جمال عبد الناصر" جاء فيه... (نظرا للظروف العصيبة التي تمر بها مصر قررت بحزم أن أضرب عن الطعام حتى الموت .. وأنا كمصرية وكعربية أطالب السطات الدولية بإجبار القوات الإسرائيلية على الإنسحاب فورا من الأراضي المصرية .. وأطالب السطات المصرية بإعادة الحرية الكاملة لمصريين رجالا ونساءا وبوضع حد للحكم الديكتاتوري الذي يدفع بلادنا إلى الإفلاس والفوضى، وإخترت السفارة الهندية لأن الهند بلد محايد ولن أتهم بأنني فضلت معسكرا ما).

وإستشاط "جمال عبد الناصر" غضبا لأن الشرطة المصرية لا تستطيع أن تدخل السفارة الهندية للقبض على "درية".

وقد أفردت الصحافة الأجنبية مساحات واسعة فإضراب "درية" ومطالبتها بإنهاء الدكتاتورية في مصر وخرجت "لندن تايمز" بعنوان (المدافعة المصرية عن حقوق المرأة تضرب عن الطعام في السفارة الهندية). أما الصحيفة الألمانية (دي فيلت) خرجت بعنوان (إمرأة من وادي النيل ترفع راية المقاومة ضد عبد الناصر).

إمرأة تضحى بحياتها من اجل مبادئها
وقالت "أمينة السعيد": دخلت درية شفيق المستشفى فجأة ودون إنذار مسبق، وأعلنت عزمها الإضراب عن الطعام حتى الموت إذا لم يتنح الرئيس عن الحكم .. ولحظة وصولها، كان بهو السفارة يعج بالصحفيين الأجانب الذين إتصلت بهم قبل وصولها".

وقال السفير الهندي: "جاءت إلى السفارة وكانت تحمل في يدها مصحفا كبيرا"، وبناء على نصيحة زوجها "الدكتور نور الدين رجائي" وإلتماسات إبنتيها "عزيزة وجيهان" وإطمئنانها إلى تدخل "نهرو" نقلوها إلى مستشفى عبد الوهاب مورو في سيارة تابعة للسفارة الهندية وإستمرت في الإضراب لمدة 11 يوما.

وفي 17 فبراير حملوها إلى بيتها وتحت ضغط الأسرة أنهت إضرابها، وقيدوا خطواتها وإختفت درية من الذاكرة العامة حتى مأساة موتها في 20 سبتمبر عام 1975م.

نعود إلى درية شفيق وحكايتها
كانت درية شفيق متأثرة بدراستها في السوربون، تطالب للمرأة المصرية بكل حقوق المرأة الفرنسية، تريدها ناخبة ونائبة ووزيرة، وكان الصاوي لا يمانع أن تكون كل امرأة في مصر وزيرة وسفيرة ما عدا زوجته هو فإن مكانها في البيت !!

فتم الطلاق
وعندما تزوج أحمد الصاوي محمد بعد ذلك بأكثر من عشر سنوات رفض أن تُنشر صورة زوجته في الصحف، ولم تظهر حتى الآن صورة زوجة الصاوي الثانية على صفحات الصحف، بينما مضى على زواجهما أكثر من خمسة وثلاثين عاماً !!

يقول مصطفي أمين:
وعاشت درية شفيق  في وحدتها .. تخلى الأهل والأصحاب عنها أنصارها تخلوا عنها .. صديقاتها انقطعن عن زيارتها .. والصحف منعت من ذكر اسمها حتى وهي تذكر القرار بمنح المرأة المصرية حق الانتخاب ودخول نائبات في البرلمان وتعيين وزيرة في الوزارة، نسي الناس اقتحامها البرلمان سنة 1951 مطالبة بحق المرأة في الانتخاب، ونسوا أنها فقدت حريتها وصحفها وما لها وزوجها لأنها طالبت بمزيد من التحرر للمرأة .

رغم الكفاح النهاية كانت مأساوية
توفيت درية شفيق في العام 1975 حين سقطت من شرفة منزلها في الزمالك بالقاهرة، حيث بقيت درية شفيق شبه مسجونة في شقتها في الدور السادس بعمارة وديع سعد طوال 18 عاماً، لا تزور أحداً ولا يزورها أحد!!

‏وبعد ظهر يوم 20 سبتمبر 1975م
ردهة العمارة كان هناك جمعاً من الناس يلتف حول ملاءة بيضاء، وتسائلت الناس : ماذا حدث؟
قالوا: إن سيدة ألقت بنفسها من شرفة الطابق السادس.

ورفعوا الملاءة البيضاء ووجدوا جثة المناضلة "درية شفيق!!

تفسير مصطفى امين لما حدث لها من نهاية قاسية
وفيه عبرة وموعظة لما يعيشه هؤلاء من تناقض وصراع نفسي بين ما يعرفونه من دين الإسلام، وبين ما يشتهونه .. قد يؤدي ببعضهم إلى ( الانتحار ) - عياذًا بالله ( يذكر البعض أن قاسم أمين نفسه قد انتحر أيضًا) .