الطاهي وولفانغ باك يفتح شهية النجوم على موائد حفل الأوسكار

للعام الـ 16 على التوالي.. وبعيدا عن التكرار، وفي الصورة وولفانغ باك يضع لمساته الاخيرة على اطباقه المبتكرة
للعام الـ 16 على التوالي.. وبعيدا عن التكرار، وفي الصورة وولفانغ باك يضع لمساته الاخيرة على اطباقه المبتكرة

بدأ العد العكسي بالنسبة للطاهي العالمي وولفانغ باك الذي تفصله 24 ساعة عن تقديم روائع موائده وثمرات جهوده التي استمرت على مدى أشهر عدة، لتقديم أشهى الأطباق التي تليق بنجوم هوليوود ليلة الحفل الـ 82 لتوزيع جوائز الأوسكار التي ينتظرها العالم بأسره غدا.


وعلى الرغم من خبرة باك في هذا المجال، ولا سيما أنه مهندس مأكولات حفل الأوسكار على مدى 16 عاما، فإنه يبذل قصارى جهده للابتعاد عن التكرار، فإلى جانب ابتكار لائحة طعام منوعة بنكهات عديدة، فإنه يحرص على العمل مع فريق ضخم للابتكار في الشكل أيضا، فيسعى في الغالب إلى تصميم معظم الأطباق على شكل تمثال «الأوسكار» الشهير، ويقول باك إن لائحة طعام حفل الأوسكار يجب أن تكون مستوحاة من المناسبة، فالحفل هو بمثابة احتفاء بالفن، بدءا بالأفلام السينمائية المرشحة للفوز ومرورا بتصميم الحفل نفسه، فالحفل هو ترجمة حرفية للذوق الرفيع، فنجمات هوليوود ينتظرن الحفل سنويا للحضور بمظهر جذاب يتنافس أشهر المصممين على وضع بصماتهم على أثوابهن، ويتابع باك قوله بأن الأكل هو امتداد للاهتمام بحذافير وتفاصيل هذه المناسبة الفنية الكبرى التي ترتكز في تركيبتها على الفن والتصميم والذوق الرفيع.

ويقوم باك بتحضير الطعام لـ 1500 ضيف ويشاركه في تحضير المأكولات الطاهي لي هيفتر ومات بينسيفينغا، وكشف باك النقاب عن هوية بعض الأطباق المبتكرة، من بينها طبق المقبلات المؤلف من سمك السلمون المدخن على شكل جائزة الأوسكار مع الكافيار، وطبق آخر مؤلف من خضار موسم الربيع، في حين ستتولى الطاهية شيري يارد المتخصصة في تحضير الحلويات والمعجنات أطباق الحلوى التي وقع الاختيار فيها على الشوكولاته التي يكسوها غبار الذهب الصالح للأكل.

ويقول باك إن عملية التحضير لطهي الأطباق الخاصة بحفل توزيع جوائز الأوسكار تبدأ قبل عدة أشهر، المرحلة الأولى تقتصر على اختيار النكهات والمكونات، وبعدها يتم العمل مع فريق كبير مؤلف من نخبة من الطهاة العالميين على التصميم والتطبيق والتذوق، ففي التاسع من فبراير (شباط) الماضي قام باك بتذوق جميع الأطباق ليتمكن من تحسين مذاقها إذا لزم الأمر، ويتم بعدها تنظيم العملية من خلال توزيع المهمات لكل طاه مختص في مجاله، أما بالنسبة للمرحلة النهائية فيقوم باك إلى جانب هؤلاء الطهاة بتحضير الطعام في المطبخ التابع للصالة الكبرى في مركز «هايلاند» الذي سيحتضن الحفل مساء غد.

وولفانغ باك اسم لامع في الأوساط الهوليوودية، فهو يملك شركة مطاعم أسسها عام 1998 وتعتبر من أهم شركات الطعام في الولايات المتحدة الأميركية، والشركة مؤلفة من 17 مطعما من أفخم المطاعم موزعة بشكل يرضي جميع الذواقة، فبعض مطاعمه مخصص للأثرياء والنجوم، والقسم الآخر مخصص للذواقة، وهناك بعض المطاعم التي تقدم أرقى أنواع المأكولات بقالب عصري بعيدا عن التعقيدات والرسميات تعرف باسم «Gourmet Express».

وقال باك إنه يشعر بالسعادة في كل عام يتم تكليفه بتصميم وتحضير أطباق حفل توزيع جوائز الأوسكار؛ لأنه يجد في هذه المهمة فرصة للابتكار والتفنن، وعلى عكس ما يظنه البعض أن النجوم والنجمات لا يأبهون بتناول الطعام، فإنهم في الحقيقة غالبا ما يأتون إلى العشاء الذي يلي حفل توزيع الجوائز مباشرة بشهية مفتوحة، لذا نحرص دائما على أن يوازي التصميم الجميل واللافت المذاق والنكهة والنوعية.

وإلى جانب اهتمام الصحافة العالمية والناس بشكل عام بالأفلام والجوائز وفساتين النجمات ومجوهراتهن، فإن موائد حفل العشاء لا تقل أهمية في نظر الصحافة، ففي كل عام تواكب الصحافة مراحل تحضير الأطباق وطريقة عرضها وتصميمها إضافة إلى طريقة تنسيق الزهور لتتناسب مع ألوان المكونات المستخدمة في الطعام، وهي عملية فنية متصلة ببعضها البعض، وتابع باك قوله بأن التصميم يلعب دورا مهما في عملية تحضير الطعام، فبمجرد انتهاء حفل توزيع الجوائز ومع دخول النجوم والحضور إلى القاعة المخصصة لتناول العشاء، يقابلهم مشهد طاولة عملاقة تزينها ثمار البحر من سرطان البحر إلى الكركند والروبيان.

وتقول منظمة حفل هذا العام المتخصصة في تنظيم الحفلات والأعراس شيريل سيشيتو، التي تقوم بتنظيم حفل توزيع جوائز الأوسكار للمرة الـ 21 على التوالي: إن حفل كل عام يحمل في طياته فكرة معينة، تكون الركيزة الأساسية في التفاصيل الأخرى المرافقة، وحفل هذا العام يحمل في فكرته الرئيسية «الحنين»، ومن هنا سوف تكون كل التفاصيل مرتكزة على فكرة الحنين والنوستالجيا الفنية، وهذا الأمر ينطبق أيضا على تصميم الأطباق وتوزيع الطاولات وألوان الزهور وحتى النكهات.

وتابعت سيشيتو قولها بأن الفكرة مستوحاة من بول ويليامز ودوروثي درايبر وإيرل كارول والهدف هو خلق أجواء النوادي الليلية في فترة الثلاثينات ولكن بلمسة عصرية وحديثة.

 وسيتم استعمال 10 آلاف زهرة في ديكور الطاولات، أتي بها من مختلف بقاع العالم، وتم اختيار ألوانها لتتناغم مع زي النادل والعاملين في الحفل.

وتم جلب جميع المكونات مثل السلمون والكافيار والكمأة والشوكولاته وغيرها من المكونات التي ستستعمل في تحضير الأطباق من مواطنها الأصلية، وستكون معظم الديكورات الخاصة بالطعام صالحة للأكل، وسيتم توزيع تماثيل أوسكار مصنوعة من أفخر أنواع الشوكولاته على الحضور، في حين سيقوم فريق خاص بحفر اسم الفائزين على تماثيل الأوسكار الحقيقية أثناء الحفل وهذه فكرة جديدة لم يشهدها حفل الأوسكار من قبل.

يعتبر اسم وولفانغ باك علامة فارقة في عالم الطهي في الولايات المتحدة، فهو ينحدر من أصول نمساوية، بدأ مسيرة الطهي منذ نعومة أظافره، من مطبخ أمه التي كانت تعمل طاهية في أحد مطاعم النمسا، وبتشجيع من والدته بعد أن أبدى باك حبه للطهي، التحق بمعهد تعليم الطهي عندما بلغ الـ 14 سنة.

 وانتقل بعدها إلى فرنسا وعمل في عدد من أهم المطاعم بما فيها مطعم «ماكسيم» في باريس وفي فندق «باريس» في موناكو، وانتقل بعدها لصقل مهاراته المهنية في مطعم «لوستو» الحائز على 3 نجوم ميشلن للتميز والواقع في مدينة بروفانس الفرنسية.

وعندما بلغ سن الـ 24 استمع باك لمشورة صديقه الذي نصحه بترك أوروبا والتوجه إلى الولايات المتحدة الأميركية، وهذا ما حصل، انتقل باك إلى إنديانابوليس وعمل في مطعم «لاتور» وعمل هناك ما بين 1973 و 1975.

وانتقل بعدها باك إلى لوس أنجليس واستحوذ على انتباه المشاهير والنخبة هناك في سرعة البرق ليصبح بعدها شريكا في ملكية مطعم «ماميزون» في غرب هوليوود.

ولعبت شخصية ومهارة باك دورا بارزا في جعله من أهم الأسماء في عالم الطهي في هوليوود.

وأدرك باك كيفية التعامل مع المطبخ الهوليوودي في كاليفورنيا، وبعد «ماميزون»، وسع باك مشاريعه وافتتح مطعم «سباغو» في سانسيت ستريب في عام 1982، ولفت باك النظر بابتكاره أطباقا جديدة وغير معهودة في كاليفورنيا، وكان له الفضل في ابتكار أطباق مميزة تحمل توقيعه الخاص مثل طبق البيتزا مع سمك السلمون والكافيار، وحازت مطاعمه على عدة جوائز، وحصل على لقب طاهي العام مرتين في عام 1991 وعام 1998 وحصل أيضا على جائزة جايمس بيرد لأفضل مطعم للعام في عام 1994.

ويعتبر وولفانغ باك الطاهي الوحيد الذي حصل على جائزة طاهي العام مرتين. ومن المعروف عن باك أنه عرف كيف يغير طريقة الأميركيين في الطهي والأكل من خلال مزج التقنية الفرنسية مع الصفة الجمالية المحبذة في كاليفورنيا مستخدما أفضل نوعية من المكونات.

وكان له الفضل في تغيير صورة الأكل في المطاعم في كل من لوس أنجليس ولاس فيغاس. شعار وولفانغ باك هو: Eat , Love , Live وهذه هي الفلسفة التي يتبعها في مطبخه، فهو يعشق مهنته ويملك شغفا كبيرا للأكل؛ لذا يحرص على استخدام أفضل نوعية مكونات في أطباقه، كما يحرص على ابتكار الأطباق بحسب مواسم المكونات.

ويعيش باك مع زوجته جليلة في لوس أنجليس، ولديه أربعة أولاد هم: كاميرون، وبايرون، وأوليفر، وألكسندر.