اللعاب .. ما هي وظائفه المهمة للجسم؟

اللعاب .. وظائفه مهمة للجسم فهو سائل مطهر للفم ويساهم في عملية الهضم
اللعاب .. وظائفه مهمة للجسم فهو سائل مطهر للفم ويساهم في عملية الهضم

تخيل ثلاث كرات من الآيس كريم مغطاة بطبقة من الكريمة اللذيذة أمامك، وأنت على وشك التهامها.


ستلاحظ فورا سيلان اللعاب في فمك كرسالة من جسمك على أنه مستعد لالتهام وجبة لذيذه بطريقة في غاية الدقة والسرعة، تدل على أهمية هذا المادة التي تشعرنا بلذة ما نلتهمه وما نشربه وعلى النقيض تجعلنا ننفر مما هو غير لذيذ، أو ضار لنا.

هذه إحدى الوظائف التي تقوم بها الغدد اللعابية والتي تلعب دورا مهما في عملية الهضم وحماية الفم والاستمتاع بالوجبات اللذيذة.

وكل ما نعرفه عن هذا اللعاب السائل هو أهميته في عملية الهضم مع، إلا أن له وظائف أخرى مفيدة للفم نسلط عليها الضوء.

اللعاب مادة قلوية رغوية تفرزها عدة غدد تحيط بالفم، بعضها يسمى بغدد اللعاب الرئيسية وذلك من خلال قنواتها التي تصب في أماكن معينه في الفم، وتسمى حسب موقعها.

فمثلا هناك غدد ما تحت اللسان وغدد تحت الفك السفلي، وهناك أيضا مجموعة كبيرة من الغدد الصغيرة المنتشرة تحت الغشاء المخاطي لأنسجة الفم تدل فعلا على أهمية هذه المادة.

إن هذه المادة القلوية تتكون من الماء بنسبة عالية جدا تقارب 98 في المائة، وهي مشبعة بمركبات وأملاح أخرى مثل شوارد الدم (أملاح الدم) والكالسيوم والفوسفات والتي تمثل نسبة تقارب 2 في المائة، هذا بالإضافة إلى مخاط ومركبات مضادة للبكتيريا وإنزيمات مختلفة.

كما أنها تحتوى على إنزيمات عده تساعد على عملية هضم الطعام الأولية وتقوم بتكسير جزيئات النشا والدهون الموجودة في الطعام.

وظائف اللعاب
يقوم اللعاب بوظائف مهمة جدا لعملية الهضم وصحة الفم وأنسجته المختلفة. فهو يقوم مثلا بتدمير بقايا الطعام والجير الموجودة على الأسنان لحمايتها من البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان.

ومن وظائفه أيضا حماية الأنسجة الفموية ومنها اللسان واللثة والأغشية المحيطة من التشقق والتقرحات، حيث أنه يساعد على إبقائها رطبة على مدار الساعة.

كما أن اللعاب يعتبر من حواس الجسم التي تجعلنا نميز طعم الطعام الذي ننوي التهامه وذلك عن طريق حجز مادة الثيول الناتجة من بكتيريا تعيش في وسط لا هوائي في الفم.

ويقوم اللعاب بدور بارز في ترطيب الطعام لهضمه، حيث إنه يساعد على تكون الطعام عل شكل كتلة دائرية ليسهل بلعه.

وهو يحتوي على إنزيم الأمايليز الذي يقوم بتكسير النشا إلى سكر، وهذا النوع من الهضم يبدأ في الفم.

وتفرز الغدد اللعابية أيضا الإنزيم اللايبيزي اللعابي المهم لهضم الدهون الذي يلعب دورا كبيرا في هضم الدهون، خاصة عند حديثي الولادة مثله في ذلك مثل إنزيم اللايبيز البنكرياسي.

إن اللعاب يحتوي على مطهر طبيعي في الفم، لأنه يحتوي على مواد مضادة للبكتيريا تساعد على التئام التقرحات الفموية والجروح بسرعة مذهلة.

والأمر الغريب أن كثيرا من الناس يلعقون موضع الجرح لاشعوريا ولكنهم لا يعلمون أن اللعق يساعد على تنظيف الجرح عن طريق إزالة الجسيمات الملوثة كبيرة الحجم كالأوساخ والجسيمات المعدية عن طريق طردهم خارج الجسم.

ويفرز اللعاب هرمون الكاستيين الذي يلعب دورا مهما في نمو حلمات التذوق المنتشرة على سطح اللسان.

التشخيص بواسطة اللعاب
وأخيرا فإن اللعاب يعتبر سائلا مهما للعلماء يقومون بإجراء أبحاثهم عليه أملا في التوصل إلى طرق تسمح باستخدامه بديلا للدم كمرآة للكشف على صحة الجسم. فتصور أنك تذهب لعمل تحاليل خاصة ويقوم الطبيب بأخذ عينة من لعابك لا من دمك.

إن العلماء الآن يسعون إلى تطوير طرق حديثة لاستخلاص مكونات أخرى موجودة في الدم مثل محفزات النمو وهرمونات، ومواد أخرى موجودة في اللعاب بتراكيز منخفضة جدا.

ويتم إفراز اللعاب بشكل لا إرادي، فهو يفرز عن طريق عملية منسقة بشكل دقيق وذلك من خلال تحفيز الجهاز العصبي المرتبط بالعاطفة وذلك غير المرتبط بالعاطفة.

وتحفيز الجهاز العصبي غير المرتبط بالعاطفة يؤدي إلى إفراز مادة الأستيل كولين (مركب بلوري أبيض مرتبط بنقل النبضات العصبية في الجسم) في الخلايا اللعابية العنقودية الشكل.

ثم يرتبط أستيل كولين بعد ذلك مع مستقبلات مركب عضوي ويسبب في زيادة تركيز أيونات الكالسيوم في داخل الخلايا مما يؤدي إلى تكوين حويصلات لكي تتحد مع خلايا موجودة في قمة غشاء الخلية لتتشكل الإفرازات والنتيجة هي زيادة جريان الدم إلى العناقيد مما يسمح بإنتاج أكثر من اللعاب.

أنواع الغدد اللعابية الغدد موجودة حول وفي الفم والحلق. معظم الغدد اللعابية هي الغدة النكفية والغدة تحت الفك السفلي والغدة تحت اللسان، وجميعها تفرز اللعاب في الفم: الغدة النكفية من خلال قناة بجانب الأسنان العلوية، والغدة تحت الفك السفلي عن طريق الجزء الأمامي تحت اللسان، أما الغدة تحت اللسان فتفرز عن طريق الكثير من القنوات الموجودة في أرضية الفم.

بالإضافة إل هذه الغدد توجد المئات من الغدد الصغيرة التي يطلق عليها الغدد اللعابية البسيطة التي تقع في الشفتين والمساحة الداخلية للوجنتين وفي بطانة الفم والأنف والحنجرة والتي يمكن رؤيتها بالمجهر.

أمراض الغدد اللعابية
هناك عدة أمراض وتشوهات قد تصيب الغدد اللعابية يعاني أصحابها الأمرين وذلك لانعدام مادة اللعاب في أفواههم ولذلك يحرصون على تناول اللعاب الصناعي باستمرار لضمان قيام الفم بوظائفه المعتادة .. ومن تلك الأمراض:

- عدم نمو الغدد اللعابية من وقت الولادة.

- انسداد القنوات اللعابية.

- أورام الغدد اللعابية.

- التهاب الغدد اللعابية.

- جفاف الغدد عند التعرض لعلاجات السرطان الإشعاعية والكيميائية.

كمية اللعاب اليومية:
تقدر كمية إفراز اللعاب من 0.75 إلى 1.5 لتر كل يوم. فمثلا في الإنسان تشارك الغدة تحت الفك السفلي بنحو 70 إلى 75 في المائة من الإفرازات، بينما تساهم الغدة النكفية بإفراز 20 إلى 25 في المائة منه، وتفرز الغدة الموجودة تحت اللسان القليل فقط منه.

وهكذا نرى أهمية هذه المادة لوظائفنا اليومية التي لا نستطيع الاستغناء عنها، فلولا اللعاب الموجود في أفواهنا لما استطعنا هضم الطعام وبلعه بسهولة ولكانت جافة جدا هذا بالإضافة إلى فقدان القدرة على تذوق الطعام بالشكل المطلوب