اختيارك لخمس مجموعات .. تشكل مصدرا للمتعة واللذة وتحدد مستوى صحتك

 خمس مجموعات قد تُشكل مصدرا للمتعة واللذة، على اختلاف أذواق الناس ومتطلباتهم ورغباتهم، وهي: تناول الطعام، والحركة البدنية، وممارسة الجنس، وعادات المزاج، والخلود إلى النوم.
خمس مجموعات قد تُشكل مصدرا للمتعة واللذة، على اختلاف أذواق الناس ومتطلباتهم ورغباتهم، وهي: تناول الطعام، والحركة البدنية، وممارسة الجنس، وعادات المزاج، والخلود إلى النوم.

حينما تُريد أن تعمل أي شيء لدنياك فاحسبها بطريقة «أنك ستعيش أبدا»، هذا ما تقوله لنا الحكمة، وهذا بالضبط ما تحرص النصائح الطبية على تأكيده في الجوانب التي تطال استمتاعنا بمباهج ولذات الحياة.


ذلك أن أهم ما يُعيننا على الاستمتاع بالمباهج واللذات هو أن نكون متحلين بالصحة والعافية. وبالمقابل، فإن أهم ما يُعطينا الصحة هو اختياراتنا السليمة حال استمتاعنا بالمباهج واللذات الحياتية.

الأمر لا تعقيد فيه، والشأن لا تناقضات في فهمه، والأمثلة على ذلك لا حصر لها. دعونا نستعرض خمس مجموعات قد تُشكل مصدرا للمتعة واللذة، على اختلاف أذواق الناس ومتطلباتهم ورغباتهم، وهي: تناول الطعام، والحركة البدنية، وممارسة الجنس، وعادات المزاج، والخلود إلى النوم.

هذه الأنشطة الحياتية اليومية يُمكن للشخص أن يستمتع بها ويتلذذ ببهجتها بطريقة قد تُؤدي به إما إلى تحصين حالته الصحية ورفع مستواها وقوتها، أو إلى إنهاك صحته وخفض مستوى قوتها.

والشخص الذي ينام بالليل، ويتحاشى السهر، ويستيقظ خلال النهار من بدايات صباحه، هو الذي أكدت نتائج الدراسات الطبية أنه سيتحلى بصحة أفضل من تلك التي يجنيها ذلك الساهر بالليل والنائم بالنهار.

وسبق «للجمال» أن عرضت الكثير من الدراسات التي أثبتت أن النوم ليلا، ولمدة ساعات، وسيلة لخفض الإصابة بالسمنة وبمرض السكري وارتفاع ضغط الدم. ناهيك عن الحفاظ على القدرات الذهنية وتقوية الذاكرة وتنشيط القدرات الجنسية لدى الرجال وإثارة الرغبة الجنسية لدى النساء.

والشخص الذي يُمارس حياة النشاط البدني الطبيعي، هو الأقرب للقيام بما فُطر البشر عليه، وهو الذي سيتمتع بالصحة.

وإذا ما حرص على ممارسة الرياضة البدنية، التي فرضها تغيير نوعية حياة الإنسان، هو الذي سيحمي شرايين قلبه وشرايين دماغه ويقي نفسه من الإصابة بمرض السكري ومن ارتفاع ضغط الدم ومن اضطرابات الكولسترول ومن تبعات ضعف العضلات.

وفي الأزمنة السابقة لم يكن هناك مجال لممارسة الرياضة كوسيلة للحفاظ على الصحة، لأن البشر كانوا يتحركون بدنيا في سعيهم للرزق وفي التنقل وفي القيام بأعباء الحياة الاجتماعية والأسرية.

ومع تطور وسائل النقل، ومع تطور نوعية القيام بالأعمال التي يتطلبها تحصيل الرزق، قلّت الحركة البدنية في حياتنا.

وأصبح لزاما أن نختار ممارسة الرياضة البدنية لتعويض النشاط البدني الذي كنّا كبشر نُمارسه مُجبرين في السابق.

وأثبتت الدراسات الطبية أن ممارسة العملية الجنسية، ضمن إطارها الطبيعي في الحياة الزوجية، وسيلة لخفض ضغط الدم وتسارع نبضات القلب وإزالة التوتر والاكتئاب، وغيرها من الفوائد الصحية التي سبق أن عرضتها «الجمال» تحت عنوان: «سبع فوائد صحية لممارسة العملية الجنسية».

وبالعكس تماما عند انفلات تلك الممارسة عن الضوابط الفطرية والعقلية والاجتماعية. ذلك أن الدراسات الطبية استفاضت في ذكر أضرار ذلك، ليس فقط في انتشار الأمراض الجنسية المُعدية والقاتلة، بل في أمراض أخرى تطال القلب والصحة النفسية.

ومن أحدها أن 80% من حالات الوفيات بالجلطة القلبية حال ممارسة العملية الجنسية إنما تحصل عند ممارسة الرجل العملية الجنسية مع غير الزوجة. وعلى الرغم من «تحاذق البعض» واعتقاده أنه «ذكي» و«يحتاط لنفسه»، تظل نسبة الإصابة بالأمراض الجنسية في ارتفاع.

والمزاج الذي يفرض على المرء أن يُمارس أشياء تتسبب في أضرار صحية، هو مزاج مُتعب. والمزاج الذي يدفع المرء إلى الاستمتاع بالطيبات هو مزاج مجد.

ولذا شتان في التأثيرات على صحة الجسم بين كأس من الكحول أو الـ«أرقيلة» أو «سيجارة»، وبين قدح من القهوة أو الشاي.

وموائد الطعام هي «الساحة» التي تُكرم الصحة فيها أو تُهان. وعندما تكون عامرة بالاختيارات من المنتجات الغذائية الطبيعية والمُعدّة بطرق صحية، وعندما يُتناول منها كميات يحتاجها الجسم بالفعل، تكون لدينا وسيلة لتقوية مستوى صحة الجسم ولتعزيز القدرات على مقاومة الأمراض.

أما عندما نضع فيها الأطعمة «كيفما اتفق» ونُعدّها بطريقة دسمة ونتناول منها ما يفيض عن حاجة أجسامنا، فكيف لنا أن نرجو منها «الخير» لأجسامنا! الصحة اختيارنا، والمرض هو عاقبة سلوكياتنا.

ومهما تحدث الطبّ وأطنب في العرض والتوضيح، يظل المرء طبيب نفسه. وتظل الفطرة البشرية السليمة تعرف طريق خلاصها وراحتها. ويظل شأن صحتنا قرارات بين عقولنا وأيدينا وسلوكياتنا.