الجيوب الأنفية .. دورها عظيم في حماية الجسم وحدة حاسة الشم

الجيوب الأنفية هي مجموعة من التجاويف في عظمة الجمجمة محيطة بالأنف من الناحيتين اليمنى واليسرى ومبطنة بغشاء مخاطي
الجيوب الأنفية هي مجموعة من التجاويف في عظمة الجمجمة محيطة بالأنف من الناحيتين اليمنى واليسرى ومبطنة بغشاء مخاطي

وظائف غشاء الأنف
للأنف وظائف كثيرة تقوم بها بفضل تكوينه البديع المحكم وتكوين بطانته من الغشاء المخاطي، بالإضافة إلى ما يحيط به من جيوب أنفية، والجيوب الأنفية هي مجموعة من التجاويف في عظمة الجمجمة محيطة بالأنف من الناحيتين اليمنى واليسرى ومبطنة بغشاء مخاطي يشبه إلى حد بعيد ذلك الذي يبطن الأنف نفسه. ويفرز هذا الغشاء إفرازات تساعده على القيام بالوظائف التي تناط به.


ومن أهم هذه الوظائف ما يلي:
- ترطيب وتدفئة وتنقية هواء الشهيق: وحتى ندرك مدى أهمية وعظمة هذه الوظيفة، علينا أن نعرف أن الأنف وما يجاوره من الجيوب الأنفية تؤدي هذه الوظيفة لكمية الهواء المستنشق يوميا، وهي كمية هائلة تتراوح بين 10 و20 ألف لتر يوميا! وهي تقوم بذلك بواسطة:

- الغشاء المخاطي: وهو يفرز نوعين من السائل المخاطي في طبقتين: إحداهما لزجة وتوجد على السطح، ونظرا للزوجتها فإن الجراثيم وذرات الغبار تلتصق بها.

أما الطبقة الثانية فهي أقل لزوجة وتوجد تحت الأولى وتعمل كالحزام السيار، الذي ينقل الحقائب في المطارات، حيث تقوم بنقل الطبقة العليا بما تحويه من جراثيم وغبار إلى تجويف الأنف ثم إلى البلعوم بسرعة سنتمتر في الدقيقة، وهذه الطبقة تحتوي على أنزيمات تستطيع أن تقضي على كثير من البكتريا والفيروسات، بينما يتم التعامل مع الباقي بعد ذلك عندما يُبلع إلى المعدة. وتبلغ كمية السائل المخاطي التي تفرز في اليوم 1000 مللمتر مكعب.

- الأهداب: وهي شعيرات بالغة الدقة، تعمل في دأب ونشاط بلا كلل، وهى تتحرك 700 حركة في الدقيقة. والجفاف من أهم العوامل التي تعيق هذه الحركة، ومن ثم فهو يساعد على حدوث الالتهابات.

- الدورة الأنفية: وهي شبكة معقدة جدا من الشعيرات الدموية والأوردة والشرايين الصغيرة: وتتغير كمية الدم المندفعة في هذه الشبكة زيادة ونقصانا، حسب الاختلاف في درجات الحرارة بين الجسم والجو الخارجي.

فإذا كان الهواء الخارجي شديد البرودة، فإن كمية الدم المندفعة إلى هذه الشبكة تزداد لتتمكن من تدفئة الهواء الداخل إلى الرئتين والعكس صحيح.

وهناك ما يعرف بالدورة الأنفية وهي تحدث بآلية معينة بحيث تتمدد الأوعية الدموية في الغشاء المخاطي بإحدي فتحتي الأنف، فيندفع الدم فيها وينتفخ الغشاء المخاطي، وبالتالى يقل الفراغ المتاح لمجرى النفس فتقل كميته وسرعته، مما يتيح له فرصة أطول لاكتساب كمية أكبر من حرارة الغشاء المخاطي، فترتفع درجة حرارة الهواء الداخل من هذه الفتحة، ويحدث العكس تماما في الفتحة الأخرى، حيث تنقبض الأوعية الدموية فينكمش الغشاء المخاطي فيزيد فراغ مجرى النفس فتندفع كمية كبيرة من الهواء بسرعة وبذلك لا تكتسب نفس الحرارة التي اكتسبتها الجهة الأخرى، وعندما يتقابل الهواء من الناحيتين في البلعوم الأنفي يختلطان بحيث تكون درجة حرارة هذا الخليط ملائمة تماما لدرجة حرارة الجسم، وتحدث هذه الدورة بالتبادل بين الناحيتين، فتتمدد اليمنى وتنقبض اليسرى في وقت معين، ثم ينعكس الوضع في الدورة التالية وهكذا.

وهي عملية بالغة التعقيد ويتحكم فيها عدد من العوامل. وحتى نبسط الأمور فيمكن تشبيهها بما يحدث في خلاط صنبور المياه، فإذا أردت ماء ساخنا فإنك تفتح صنبور الماء الساخن بدرجة كبيرة وصنبور الماء البارد بدرجة أقل، وبتحكمك في درجة فتح الصنبورين تستطيع التحكم في درجة حرارة الماء.

حاسة الشم
- الشم:
نعمة عظيمة، إذ بها يستطيع المرء أن يميز بين الروائح ويتذوق الطعام، فمن دونها يصبح الطعام بلا طعم، بل لها أيضا دور مهم وفعال في الناحية الجنسية، ويحدث الشم عن طريق إثارة آلاف من الألياف العصبية في الثلث العلوي لتجويف الأنف، حيث تكون هناك دوامات من هواء الشهيق تلامس هذه الألياف بما تحمله من روائح، فتنبهها وترسل هذه بدورها إشارات عصبية إلى المخ تخبره بوجود رائحة معينة.

ومع تقدم السن تبدأ هذه الألياف في الاضمحلال، وهذا ما يفسر لنا ضعف قوة الشم عند كبار السن.

ومن الحقائق الثابتة عن الشم ما يعرف بالتأقلم الشمي، ومعناه أن الرائحة تفقد تأثيرها على العصب الشمي بعد فترة معينة بحيث تصبح وكأنها غير موجودة، فلو وجد الإنسان في بيئة ذات رائحة كريهة ولم يستطع لها دفعا، فإنه يفقد إحساسه بهذه الرائحة بعد فترة وكأنها غير موجودة فلا تنكد عليه.

- تخفيف وزن الجمجمة: لو تخيلت التجاويف التي تشغلها الجيوب الأنفية مصمته، فكم سيكون وزن الجمجمة؟

- تحسين نغمة الصوت: وهذا ما نلمسه عادة فيمن يصاب بأدوار البرد والزكام من تغير في نغمة صوته، نتيجة لعدم قيام الجيوب الأنفية بهذا الدور آنذاك نظرا لانسدادها بفعل الزكام.

وحتى ننعم بهذه النعمة ونحافظ عليها، علينا المبالغة في الاستنشاق، فالغسيل الجيد المتكرر للأنف والجيوب الأنفية هو الحل الأمثل لمشكلات هذه المنطقة، وهو ليس علاجا فقط ولكنه وقاية أيضا.

وفي بحث أجراه الدكتور هشام المشد، استطاع أن يثبت أن المبالغة في الاستنشاق، وهو الاستعمال الأمثل للغسول، يعمل على إزالة ما تكون من صديد داخل الأنف والجيوب الأنفية، ويساعد على تصريف الإفرازات، وإزالة الانسداد من الثقوب.

غسول الأنف ويضيف أنه قد ثبت مؤخرا أن الغسول الجيد أفضل بكثير من العلاج الدوائي أو الجراحي لمعظم مشكلات الجيوب الأنفية، ذلك لأن الغسول يكون عميقا ويصل إلى فتحات الجيوب الأنفية، ولا يسمح للإفرازات والجراثيم والأتربة بالتراكم.

وحتى يؤدي الغسول دوره المطلوب، يفيد الدكتور المشد بأنه لا بد من توافر صفتين أساسيتين وهما:

1- الاستمرارية، وذلك لأن الأنف تتعرض بصفة مستمرة للأتربة والميكروبات وكذلك الإفرازات.

2- الغسول العميق، حتى يصل إلى ثنايا التجويف الأنفي العميقة، وبالتالي يتمكن من تنظيف هذه المناطق الداخلية.

ويمكن استعمال الغسول مرة أو مرتين يوميا حتى يظهر مفعوله وأثره الواضح على الجيوب الأنفية.