الجمال تقدم أهم حصاد عام 2006 في الطب والصحة

غلبت على ساحة الطب والصحة هذا العام اهتمامات جديدة وقديمة وبعض الإنجازات. فقد انصرف كثير من الاهتمام لمشكلات البدانة، والأمراض الفيروسية كإنفلونزا الطيور وسارس ومرض الإيدز، وتطوير وإنتاج لقاحات فاعلة.
كما اهتم العلماء هذا العام بإنتاج أعضاء تعويضية من خلايا المنشأ (الخلايا الجذعية). واستمرت جهود استكمال فك شفرة جينوم البشر وكائنات المملكة الحيوانية والنباتية. وتوالت الدراسات التي تربط كثيرا من الأمراض بالعوامل الوراثية، ودور الجينات وآليات تنشيطها وتعطيلها.
حصدت إنفلونزا الطيور أرواح المئات هذا العام، وأسفرت جهود الباحثين والمؤسسات الطبية عن تطوير لقاحات في طور التجريب، ولكن منظمة الصحة العالمية شككت في قدرتها على تحصين البشر المعرضين للإصابة.


زراعة أعضاء
ولأول مرة في التاريخ، نجح جراحون أستراليون في زراعة ثلاثة أعضاء لامرأة أسترالية.
 فقد زرعوا لها كلية وكبدا وبنكرياسا دفعة واحدة، وأنقذوا حياتها من الوفاة بمرض مناعي ذاتي يهاجم الأعضاء ويعطبها. كما تمت بنجاح زراعة وجه لامرأة فرنسية أصابها تشوه بالغ من كلبها.
وشهد العام محاولات كندية لزراعة جزيرات خلايا البنكرياس لدى مرضى النوع الأول من السكري، وهي الخلايا التي تنتج هرمون الإنسولين. ومازالت النتائج محدودة لكنها تمثل أملا للمرضى.

مرض نقص المناعة
في 2006، أكمل وباء الإيدز ربع قرن من الزمان، وقد تسبب في وفاة أكثر من 25 مليون إنسان، وهناك نحو 40 مليون مصاب به في مختلف أرجاء العالم. ومازال الوصول إلى علاج أو لقاح هدفا مراوغا.
وقد بدأ باحثون أستراليون اختبارات على لقاح جديد يؤمل منه منع العدوى بفيروس الإيدز (HIV) أو إبطاء تقدمه لتأخير بداية المرض. ويستخدم اللقاح نزلات البرد لتنشيط خلايا-ت بالجسم لتعقب وتدمير الخلايا المصابة.
كما أعلن باحثون يمنيون بقيادة الشيخ عبد المجيد الزنداني عن استخلاص دواء من أعشاب متوافرة محليا، يؤدي لاختفاء الفيروس المسبب للأيدز تماما. ومازال هذا الدواء قيد البحث والتحقق.

السرطانات
وقد شهد هذا العام تطويرا ناجحا للقاح مضاد لسرطان عنق الرحم، ويعطى اللقاح للفتيات اللاتي أعمارهن بين 9 و26 عاما.
 ويدعى اللقاح غارداسيل (Gardasil)، ويمنع إصابة النساء بأربع سلالات من فيروس بابيلوما (Papilloma)، وهو مسبب مرضي ينتقل عبر الجنس، ومسؤول عن 70 إلى 80% من حالات سرطان عنق الرحم.
وبينما يستمر سرطان الرئة باعتباره القاتل السرطاني الأول، أعلن باحثون أميركيون أن الفحص بالتصوير المقطعي قادر على اكتشاف 85% من حالات الإصابة في مرحلة مبكرة، وأن التدخل الجراحي السريع ينقذ حياة 90% من المرضى لعشر سنوات على الأقل.
واكتشف العلماء جينا (مورثا) يؤشر على وجود مخاطر انتشار سرطان البروستاتا أو عدمه. فالرجال الذين لديهم مستويات عالية من جين (AZGP1) أقل عرضة للإصابة بالمرض لاحقا. ولكن سيحتاج الأمر سنوات قبل الوصول إلى اختبار حاسم.

خلايا المنشأ
تمكن باحثون أميركيون من استنبات أكياس مثانة في المختبر، ونجحوا في استزراعها في البشر. ويعد هذا أول استنبات لأعضاء بشرية داخلية معقدة، وليس مجرد جلد أو أنسجة.
 كما تمكن باحثون بريطانيون من استنبات أقسام صغيرة من كبد بشرية باستخدام خلايا منشأ من الحبل السري.
بيد أن بعض الخبراء يحذرون من استسهال الأمر. فاستنبات المثانة، وربما الكبد أيضا، في المختبر أقل صعوبة نسبيا، نظرا لبساطة تكوينهما مقارنة مثلا بالقلب الأكثر تعقيدا.
ورغم ما أصاب دراسات خلايا المنشأ من انتكاس بسبب تزوير التجارب والنتائج الذي تورط فيه أحد أبرز الباحثين الكوريين، فإنه لاتزال آفاق هذا الحقل واعدة، نظرا لنتائج التجارب التي أجريت على حيوانات معطوبة الحبل الشوكي أو مريضة بالقلب، وتم حقنها بخلايا المنشأ وشهدت تعافيا نسبيا. كما تعددت مصادر خلايا المنشأ بما يغني عن اللجوء إلى الأجنة كمصدر لها.