لماذا يسسب الانسولين السمنة؟

يعمل الأنسولين على خلايا عصبية معينة (باللون الأحمر) في منطقة ما تحت المهاد، التي تنبعث منها مادة (باللون الأخضر) تسبب إعاقة عمل الخلايا العصبية المسئولة عن الشبع
يعمل الأنسولين على خلايا عصبية معينة (باللون الأحمر) في منطقة ما تحت المهاد، التي تنبعث منها مادة (باللون الأخضر) تسبب إعاقة عمل الخلايا العصبية المسئولة عن الشبع

كشف باحثون ألمان أن الأنسولين يسبب عدم الإحساس بالشبع ويقلل من استهلاك الطاقة عن طريق منع المسارات الخاصة بالإشارات داخل منطقة "تحت المهاد" ( hypothalamus) الموجودة داخل الدماغ، وذلك فقط في حالة الحمية عالية الدهون .
 
الأنسولين يعمل على الدماغ :
إذا كان يفترض منطقيا أن استهلاك الأغذية الغنية بالدهون يؤدي إلي السمنة، فالآليات التي تكمن وراء هذه الفكرة البسيطة معقدة، وقد تمكن الباحثون في معهد ماكس بلانك بألمانيا من قطع خطوة مهمة لتحديد منشأ هذه الظاهرة.
 
فقد ذكر الباحثون أنهم استطاعوا إظهار أن الانسولين الذي يصدر عن البنكرياس خلال وجبات الطعام، يعمل علي جزء في المخ يسمي"تحت المهاد "، وهو ما يحول دون انتقال النبضات العصبية بحيث يتم قمع الإحساس بالشبع، ويخفض من نفقات الطاقة ومن ثم يعزز زيادة الوزن والبدانة.
 
ويلعب "تحت المهاد" دورا هاما في توازن الطاقة "تنظيم توازن الطاقة في الجسم"، وتسيطر خلايا عصبية خاصة تسمي POMC على سلوك التغذية واستهلاك الطاقة.
 
ومن المعروف أن الأنسولين هو الهرمون الذي ينظم نقل الكربوهيدرات إلي الخلايا، ويلعب التفاعل بين الأنسولين والخلايا المستهدفة في المخ أيضا دورا حاسما في السيطرة على توازن الطاقة في الجسم.


ومع ذلك فإن الآليات الجزيئية الدقيقة التي تختبيء وراء السيطرة التي يمارسها الأنسولين لا تزال غير مؤكدة إلى حد كبير.

ويوضح "تيم كوكين" - المؤلف الرئيسي للدراسة التي نشرت في مجلة Nature neurosciences - أن الناس الذين يعانون من زيادة الوزن، ربما يمنع الأنسولين بشكل غير مباشر خلاياهم العصبية POMC التي تعتبر مسئولة عن الإحساس بالشبع وفي الوقت نفسه توجد هناك زيادة في استهلاك الأغذية.
 
تأثر ينطلق باتباع نظام غذائي دهني :
لتحديد كيفية عمل الأنسولين علي المخ، أجرى العلماء تجارب على الفئران التي تفتقر إلى مستقبلات الأنسولين في الدماغ وفئران لها الخلايا العصبية المستقبلة للأنسولين غزيرة.
 
ومع استهلاك غذائي عادي لم يجد الباحثون أي فرق بين المجموعتين، وهذا يوحي بأن الأنسولين لا يمارس تأثيرا حاسما على نشاط هذه الخلايا عند الأشخاص الغير بدناء.

ومع ذلك .. عندما غُذيت القوارض بأغذية غنية بالدهون، وُجد أن الفئران التي كانت مستقبلات الأنسولين لديها معيبة ظلت نحيفة، بينما مع نظرائهم الذين لديهم مستقبلات نشيطة سرعان ما اكتسبت الوزن.

ويقول العلماء إن زيادة الوزن ترجع إلى الزيادة في كل من الشهية وخفض نفقات السعرات الحرارية، ويمكن لتأثير الأنسولين أن يُكَون تكيفا تطوريا للجسم مع تغذية غير منتظمة "إذا كان وجود فائض من الأغذية عالية الدهون غير متاح مؤقتا، يمكن للجسم وضع احتياطيات الطاقة بكفاءة ولا سيما بفضل عمل الأنسولين".

ويخلص "تيم كلوكن" أنه من غير الممكن حاليا القول عما إذا كانت نتائج هذا البحث في نهاية المطاف سوف تطور العلاجات" ويضيف: "هدفنا حاليا هو فهم كيفية ظهور إحساس الجوع والشبع ".