بسبب نموها الأقتصادي .. دور الأزياء العالمية تتسابق لترسيخ أقدامها في الهند

النجمات استبدلن الساري بالأزياء العصرية في بعض المناسبات الهامة، ومع توافر الرواتب الكبيرة وبفضل مجلات الموضة بدأ الكثير من الشباب الهندي، في إشباع رغباتهم في حياة جيدة، بحيث أصبح الإقبال فيها على الم
النجمات استبدلن الساري بالأزياء العصرية في بعض المناسبات الهامة، ومع توافر الرواتب الكبيرة وبفضل مجلات الموضة بدأ الكثير من الشباب الهندي، في إشباع رغباتهم في حياة جيدة، بحيث أصبح الإقبال فيها على الم

 تشبه سيدة الأعمال بوجا بهاتيا البالغة من العمر 33 عاما، في سعيها لشراء منتجات فخمة وثمينة، الصياد الذي يسعى خلف جلود الحيوانات البرية. فهي تمتلك سلسلة من المطاعم في الهند وشركة للتصدير، وثروة كبيرة تخول لها تسوق أي شيء، وكل إكسسواراتها من ماركات عالمية، مثل حقائب من لوي فيتون وبرادا وشانيل، ونظارات شمسية من بولجاري وجوتشي وأحذية من سيرجيو روسي و«تودز» و«جيمي تشو» وهلم جرا. ما تتمتع به بوجا مقارنة بمثيلاتها من الجيل السابق، أنها لم تعد تحتاج إلى السفر إلى خارج الهند للتمتع برحلات التسوق هذه، فقد افتتح جيمي تشو أول متجر له في الهند بعد سلسلة من الافتتاحات التي قامت بها العديد من الماركات المماثلة، وتعلق بوجا على الأمر بقولها: «أعتقد أن هذا رائع، لأن الهند أصبحت سوقا كبيرة للبضائع المترفة».
 
وفي دولة كالهند ذات اقتصاد يتقدم بقوة، فإن الثراء وحده لم يعد كافيا، لهذا فالطبقات الغنية تسعى بقوة إلى استعراض ثرواتها على غرار ما فعلته طبقات الأثرياء الجدد في روسيا والصين. ويأتي على قمة قائمتهم للأشياء الأكثر رغبة نظارات «برادا» وساعات «جيفنتشي» وأحذية «تودز» وحقائب «بوتيغا فينيتا»
 
بالنسبة لفتاة دلهي شاذيا خان، بدأت مجموعتها بحزام من غوتشي، اشترته قبل عامين. وفي آخر إحصاء لها ضمت مجموعتها حقيبة من «لوي فيتون» وحذاء من «غوتشي» أيضا، وحقيبة من روبرتو كافالي وحقيبتين من «برادا» وحقيبة من ستيلا مكارتني.
 
وهذا ليس بالأمر السيئ بالنسبة لشخص تخطى لتوه العشرين من العمر. وعندما سئلت عن مجموعتها من الأغراض المترفة الكبيرة نسبيا، قالت شاذيا: «والدتي هي التي أدخلتني عالم البضائع المترفة عندما اشترت لي عددا من القطع لمصممين عالميين خلال أسفارها.
 
وقد طورت شاذيا، مصممة الموضة الطموحة، عينا فاحصة لعالم الإكسسوارات المترفة، وسرعان ما أصبحت تشتري لنفسها بما تحصل عليه من بيع لوحاتها الفنية.
 
إذا كنت تعتقد أن شاذيا تمثل حالة نادرة في الهند فأنت مخطئ، فالإشارة الكبرى على المواقف المتغيرة تجاه الموضة والتسوق يمكن إدراكها بسهولة في افتتاح متاجر البضائع المترفة بدءا من «لوي فيتون»، و«شانيل»، و«هوغو بوس»، و«فيرساتشي»، و«أرماني»، و«سالفاتوري فيراغامو»، و«بولغاري»، و«كريستيان ديور»، و«كارتييه»، و«تيفاني»، و«دولتشي آند غابانا» وغيرها.
 
ومع توافر الرواتب الكبيرة والتسلح بالمعرفة الخاصة بالموضة، وبفضل مجلات الموضة الكبيرة والعديد من المدونات بدأ الكثير من الشباب الهندي، في إشباع رغباتهم في حياة جيدة، ويأتي على قمة قائمتهم للأشياء الأكثر رغبة نظارات «برادا» وساعات «جيفنتشي» وأحذية «تودز» دون كعب وحقائب «بوتيغا فينيتا» على عكس نظرائهم في أماكن مختلفة من العالم ممن قد يسعدون بملابس مستعملة. ويعرف هؤلاء الشباب نوعية الماركات التي يرغبون في ارتدائها ويعتقدون أن دفع 1250 دولارا مقابل حقيبة أمر جدير بذلك. 
 
يقول رافي باجاج، مصمم الموضة في ندوة علم النفس عن شراء التطريز: «يحب الهنود التباهي عندما يشترون بضائع فاخرة مثل الحقائب والساعات وإذا ما اشتروا ساعات وحقائب يد فإن الرسالة التي يرغبون في إيصالها إلى الآخرين هي (لقد وصلت)، ويرجع ذلك إلى أن التوقعات الجديدة بالنسبة للعملاء الهنود هو مجاراة نظرائهم عبر التباهي بالماركات الخيالية».
 
ويتفق معه ألبرتو توريس، رئيس والمدير التنفيذي لشركة «فيرتو»، التابعة لشركة «نوكيا»: «المستهلك الهندي متعلم ومدرك لنوعيات الماركات الفاخرة، ويحتفي بنجاحه بامتلاكه لهذه الماركات». وعالميا ارتفع نمو «فيرتو» إلى 100 في المائة، بيد أنه يتوقع أن يرتفع في الهند ضعف هذا الرقم.
 
في الماضي كان البذخ المبهر محصورا في نطاق كبار الإقطاعيين السابقين الذين كانوا يركبون سيارات الرولز رويس التي صنعت خصيصا لهم ويمتلكون ماسات بحجم البيض والقصور وجيوش من الخدم خلال الاحتلال البريطاني.
 
وقبل فترة ليست بالبعيدة كان عدد قليل من تجار السلع الراقية يبدون رغبة في الحضور إلى الهند، وكان يعوقهم في ذلك الفقر السائد وبيئة التجزئة غير المعقدة المليئة بالمتاجر المستقلة والصغيرة. وكانت متاجر المشغولات المترفة تسير ببطء شديد وتبيع على الأغلب من متاجر تقع في الفنادق ذات الخمس نجوم. فلم يكن هناك أي خيار آخر.
 
ورغم أن المدن الرئيسية في الهند تفتقر إلى الشوارع الراقية التي تقدم لزائريها مجموعات من متاجر التجزئة للسلع الفاخرة، فإن ازدهار نشاط المراكز التجارية يجلب إلى الهند نوعا من التجزئة للسلع المترفة التي عادة ما توجد في أماكن أخرى من آسيا.
 
تقول راسيل غورال آنسال، مصممة الأثاث المقيمة في نيودلهي في افتتاح معرضها في الشهر الماضي، والذي أبدى فيه أثرياء المدينة إعجابهم الكبير بقطع الأثاث من الأرائك والكراسي والأسرة والطاولات: «أصبح الأفراد الآن أقل حرصا في الإنفاق».
 
ويتابع الأثرياء الهنود كل جديد يتعلق بالسلع المترفة ولا يزال أبناء الجيل السابق منهم يفخرون بالماركات الفخمة التي يملكونها. غير أن هناك اختلافا بين الأمس واليوم والذي لا يتمثل في صغر السن النسبي لعملاء اليوم فقط، فالمستهلكون الشباب، وهم عادة من الجيل الثاني لمشتري السلع الفاخرة لا يتوقعون أن تمنحهم أمهاتهم ما يملكنه من مقتنيات «شانيل» و«ديور».
 
ويقول بايال جوهر، المدير المشارك لمجموعة «إل في إم إتش غروب»: «أعطت العولمة الشباب إحساسا متقدما بجرأة الموضة والرغبة في الانخراط في شراء منتجات مترفة».
 
يوجد بالهند الآن ما يقرب من 126.000 مليونير ويتزايد هذا العدد سنويا.
 
ولدى حضور أي حدث اجتماعي في مومباي أو العاصمة نيودلهي سيكون من الصعب حقا أن تجد امرأة تحضر دون حقيبة يد تم تصميمها من قبل مصمم مشهور.
 
وقد انتقل موكيش امباني، أغنى رجل في الدولة، في العام الماضي إلى منزل في الطابق السابع والعشرين في ناطحة سحاب يبلغ ثمنه مليار دولار في مومباي وبه ثلاثة مهابط للطائرات المروحية في مبنى يشرف على الأحياء الفقيرة القريبة.
 
وأهدى موكيش زوجته في عيد ميلادها طائرة ركاب نفاثة بلغت 60 مليون دولار.
 
وقال اشيش شورديا الرئيس التنفيذي لمجموعة «شراينز» والمورد لسيارات البورش وغيرها من السيارات الرياضية في الهند: «امتلاك المال ليس جديدا، والجديد الآن أنهم لم يعودوا خائفين من صرفه وإمتاع أنفسهم».
 
من ناحية أخرى ارتفعت نسبة مبيعات السيارات الفاخرة مثل المرسيدس والفيراري بنحو 80 في المائة عن العام الماضي، على الرغم من الضريبة الصارمة التي تبلغ مائة في المائة والطرق غير الممهدة.
 
وقال اندرياس شاف، رئيس سيارات بي إم دبليو الهندية مؤخرا مشيرا إلى المبيعات: «كان العام الماضي ظاهرة».
 
وفى مركز تسويق «جليتزي ايمبوريو» بنيودلهي، عادة ما تجد سيارات المرسيدس، والبي إم دبليو، وفي بعض الأحيان رولز رويس أو بنتلي بانتظام لتخاطب زبائن المتاجر التي تباع فيها حقيبة اليد بـ2.000 $ أو أكثر.
 
تقول شيلا، وهي زوجة رجل أعمال: «أنا لا أصطحب معي أم زوجي إلى هنا؛ فهي تصدم بالأسعار»، مشيرة إلى حقيبة «بوتيغا فينيتا» المنسوجة من الجلد الناعم والمسعرة بـ136.899 روبية (3.080 $) في أحد محلات مركز التسوق.
 
وتضيف شيلا: «لا أخبرها مطلقا بما أدفعه. فهي تظن أنه كثير إذا ما تكلفت حقيبة اليد 500 روبية».
 
تبلغ جملة سوق المنتجات الفاخرة في الهند ما يقرب من 1.5 مليار دولار، تشكل ما يقرب من 31.5 في المائة من إجمالي تجارة السلع المترفة التي تقدر بـ4.76 مليار دولار للصناعات الفاخرة، التي تشمل خدمات مثل الضيافة والأصول مثل السيارات الفاخرة والشقق السكنية.
 
وقد شهدت الهند أيضا دخول ماركات شهيرة أيضا مثل «نينا ريتشي»، كارولينا هيرارا، وعلامة الأحذية الفرنسية كريستيان لوبوتان والإيطالية «ماكس مارا» وغيرها.
 
والأخبار الجيدة فيما يخص العلامات التجارية الفاخرة هي أن المتاجر الفرعية والمتاجر المملوكة للشركات الفاخرة شهدت معدلات مبيعات مضاعفة مستمرة عام 2011، حيث باعت العديد من مخزون الربيع والصيف2011.
 
بالإضافة إلى هذا، تقدمت المتاجر بطلبات كبيرة لموسمي خريف وشتاء 2012، وقامت بإعادة تخزين مستويات المخزون المباع، خاصة من الإكسسوارات، البضائع الجلدية والأصناف الفاخرة الصلبة مثل المجوهرات والساعات. 
 
ويتوقع أن تنمو سوق المواد الفاخرة في الهند بنسبة 21 في المائة لتكون أكثر بثلاث مرات من حجمها الحالي بحلول 2015، بحسب توقعات التقرير الخاص بالسلع الفاخرة في الهند، الذي نشره اتحاد الصناعات الهندية وجاء فيه: «يتزايد افتتان الهنود بالمنتجات الفاخرة، ليتجاوز المصروف التقليدي للمنزل، والتعليم والزواج. وكانت الاستجابة هائلة إلى حد بعيد» بحسب متحدث باسم مجموعة «مرجاني» التي حصلت على امتياز مصنوعات «غوتشي» الإيطالية، إلى الهند.