إعادة تدوير الأدوية بمؤشرات علاجية جديدة

العثور على دلائل جديدة للأدوية المصرح بها بالفعل يعني أننا نستطيع تجنب اختبارات السلامة الصارمة المطلوبة من قبل وكالات العقاقير
العثور على دلائل جديدة للأدوية المصرح بها بالفعل يعني أننا نستطيع تجنب اختبارات السلامة الصارمة المطلوبة من قبل وكالات العقاقير

استخدام دواء خارج إرشاداته ليس بالأمر الجديد، فعلى سبيل المثال أقراص الفياجرا التي تعتبر من أكبر النجاحات التجارية في السنوات الأخيرة، قد تم ابتكارها أصلا لعلاج ارتفاع ضغط الدم وآلام الصدر، ولكن تأثيرها على عدم القدرة على الانتصاب كان سائدا في نهاية المطاف.
 
وهناك عقاقير أخرى قد يكون لها أيضا فاعلية غير معروفة علي بعض الأمراض، وفي محاولة للعثور علي هذه العقاقير استخدم فريق من جامعة ستانفورد في بالو ألتو بكاليفورنيا قاعدة بيانات من المعاهد الوطنية للصحة تضم نتائج آلاف الدراسات الجينومية بشأن طائفة واسعة من الأشخاص، ومدون بها التغيرات في النشاط الجيني في الأنسجة المريضة أو مدي استجابتها للعقاقير الدوائية، وقد استخدم العلماء أجهزة الكمبيوتر والمعلومات الجينية للتنبؤ باستخدامات جديدة للأدوية الموجودة حاليا.
 
تنبؤ الكمبيوتر:
أفاد الباحثون أنهم عملوا على 100 من الأمراض و164عقارا وأنشأوا برنامج كمبيوتر لإيجاد أدوية للأمراض التي قد يكون لها آثار جينية يمكن أن تلغي.
 
فعلى سبيل المثال، إذا كان المرض يزيد من نشاط بعض الجينات، فقد حاول البرنامج أن يجعلها تتوافق مع واحد أو أكثر من العقاقير التي تقلل من نشاط هذه الجينات.
 
واستنتج العلماء أن العديد من توافقات "العقار/ المرض" كانت معروفة وكانت تستخدم سريريا بالفعل، وهو الأمر الذي يدعم صحة هذا النهج، على سبيل المثال، فإن التحليل يتنبأ بشكل صحيح أن عقار "البريدنيزولون" يمكنه علاج مرض كرون، وهو الداء الذي توصف له هذه التركيبة بشكل روتيني، لكن أمراض أخري قد أبرزت من قبل جمعيات غير مقيدة حتي الآن.
 
خفض تكاليف التطوير:
بعد ذلك اختبر الباحثون في المختبر بعض توقعاتهم، ووجدوا أن"السيميتيديد" وهو عقار مضاد للقرحة ينبغي أن يؤثر في سرطان الرئة ويمنع نمو الخلايا السرطانية عند الفئران، في حين أن" التوبيراميت" وهو مضاد للاضطرابات ينبغي أن يحسن من أعراض مرض التهاب الأمعاء، وقد يقلل من الأضرار في القولون عند نموذج لفأر مصاب بالمرض.
 
هذه النتائج تشير إلى أن كلا من العقاقير يمكن أن تأتي بتعليمات جديدة لعلاج سرطان الرئة أو مرض التهاب الأمعاء. وتشير التقديرات إلى أنه ينبغي في المتوسط مدة 15 عاما ورصد نحو 800 مليون دولار لاكتشاف وتقديم عقار جديد إلى السوق.
 
ويري الباحثون أن العثور على دلائل جديدة للأدوية المصرح بها بالفعل يعني أننا نستطيع تجنب اختبارات السلامة الصارمة المطلوبة من قبل وكالات العقاقير، وهو ما لا يعني توفر المال فحسب ولكنه يسمح أيضا بتمرير العقار بسرعة المخدرات من المختبر إلى مكتب الطبيب.
 
وخلص الباحثون في مقال نشر في مجلة Science Tranlational" Medicine " إلى أن هذا العمل لا يزال في مرحلة مبكرة، وإنما هو خطوة نحو طريقة مبتكرة وسريعة واقتصادية لاكتشاف استخدامات جديدة للأدوية التي لدينا في مستودعاتنا الدوائية.