التهاب الحلق واللوزتين .. أشهر أمراض الأطفال في سن مبكرة

ينتشر خلال التجمعات في فصلي الخريف والشتاء
ينتشر خلال التجمعات في فصلي الخريف والشتاء

تعتبر أمراض الجهاز التنفسي من أكثر من الأسباب التي تجعل الأطفال يترددون على العيادة الخارجية لطبيب الأطفال. ويمثل التهاب الحلق ((التهاب البلعوم ، واللوزتين (اللوزتين ، من أشهر وأكثر الأعراض تكرارا لأمراض الجهاز التنفسي ، بل إن في أكثر من 30 في المائة من أمراض الجهاز التنفسي يكون التهاب الحلق هو العرض الأولي فيها.


اللوزتان عبارة عن غدد لمفاوية في مؤخرة الفم على الجانبين ، يمكن رؤيتهما بوضوح بالعين المجردة في حالة فتح الفم وخفض اللسان ، جاء تسميتهما باللوزتين لأن كل غدة في حجم ثمرة اللوز ، أما وظيفتها فتقت على إفراز أجسام مضادة تدافع عن الجسم ، ويختلف حجم اللوزتين من طفل لآخر ويمكن أن تكون اللوزتان أكبر في الحجم من دون التهاب.

أسباب الإصابة

في معظم الأحيان يكون التهاب الحلق واللوزتين فيروسيا ، ويكون فيروس «ايبشتين بار» (Epstein - Barr virus [EBV]) ، هو في الأغلب المسؤول عن هذه الإصابة.

ولكن في 30 في المائة من الحالات تكون الإصابة بكتيرية ، وفي هذه الحالة تكون الإصابة أقوى تأثيرا ، وتمثل المجموعة «إيه» من البكتيريا المكورة العنقودية (المجموعة العقدية) ، الجزء الأكبر من الإصابات وتكون في الأغلب مسؤولة عن العدوى البكتيرية لالتهاب اللوزتين ، ولكن يندر أن تكون مسؤولة عن التهاب الحلق في الأطفال أقل من سنتين.

انتشار العدوى

تنتشر عدوى التهاب الحلق واللوزتين في فترة الشتاء والخريف خلال التجمعات مثل الفصول الدراسية أو الحضانات عن طريق العطلات أو السعال ، وتكون الفيروسات مسؤولة عن إصابة الأطفال من 2 إلى 3 سنوات وتكون البكتيريا العنقودية مسؤولة عن الإصابة في المرحلة ما بعد 3 سنوات ، ولكن تصل إلى أعلى معدلاتها في السنوات الأولى من الدراسة وتعود للانخفاض قبل فترة المراهقة والبلوغ.

أعراض الالتهاب

بالنسبة للالتهاب الفيروسي تكون الأعراض تدريجية وعملبا ما يسبقها أعراض تشبه الإنفلونزا ، مثل سيلان الأنف والسعال وأحيانًا إسهال والتهاب ملتحمة العين ، كذلك تحدث صعوبة في البلع وبحة في الصوت.

وهناك بعض الأنواع من الفيروسات التي تحدث تضخم اللوزتين وكذلك الغدد اللمفاوية وتحدث أحيان الطفح الجلدي. هذا للالتهاب البكتيري ، فإن أعراضه تظهر سريعا ، وتبدأ باحتقان في الحلق وصعوبة في البلع ، ولكن من دون سعال في الأغلب ، ويصحب ذلك ارتفاع في درجة الحرارة وصداع ، وأحيانًا يصاحبها قيء ، ويكون البلعوم أحمر ويتضخم اللوزتان مع وجود صديد بشكل واضح يغطيهما ويكون الصديد على شكل بقع بيضاء ، وكذلك إلى حدوث احتقان في الجزء الخلفي من البلعوم وكذلك اللهاة (وهى بروز عضلي مثل قطعة لحم معلقة في الجزء الخلفي من الفم) ، حيث تكون ملتهبة ومنتفخة ، وكذلك تتضخم الغدد اللمفاوية العنقية الأمامية التي تصبح مؤلمة عند اللمس ويمكن إحساسها بسهولة أسفل الفكين. ويعاني الطفل من الإجهاد الشديد وفي بعض الأحيان يكون هناك تزامن للإصابة بالحمى القرمزية مع التهاب الحلق.

التشخيص

في الأغلب يتم تشخيص التهاب الحلق واللوزتين عن طريق الكشف الظاهري ، ويمكن رؤية اللوزتين بسهولة ، في حالة الإصابة بالمرض حيث تكون اللوزة حمراء ومتضخمة ، وفي حالات الالتهاب الشديد يمكن رؤية الصديد وكذلك يمكن إحساس الغدد الليمفاوية أسفل الفكين ولكن يمكن أخذ مسحة من الحلق الحلق Swab وعمل فحص لها للتأكد من وجود البكتيريا المسببة للمرض.

مضاعفات الالتهاب

- امتداد الالتهاب في المنطقة المحيطة باللوز إلى البلعوم وتكوين ما يسمى بخراج حول اللوز خراج خلف البلعوم ما يحدث هذا في الأطفال الذين يعانون من بالوزاب اللوز مرات كثيرة وفي الأغلب يكون هناك أكثر من ميكروب مسؤول عن الإصابة ، وترتفع درجة الحرارة ويحدث تصلب وألم في الرقبة وكذلك تورم في الجانب المصاب.

- يمكن أن يحدث ذلك التهاب للأذن الوسطى نتيجة لتضخم اللوز واللحمية (وهي نسيج لمفاوي يشبه في تركيبه اللوزتين) التي تسد قناة استاكيوس وتتسبب في تجمع السوائل في الأذن الوسطى.

- يمكن أن يحدث انسداد جزئي في المجرى التنفسي نتيجة لتضخم اللوز واللحمية.

- كذلك يمكن أن يتحول إلى التهاب مزمن في الحلق.

- أحد مضاعفات التهاب الحلق واللوزتين هي الحمى الروماتيزمية ، وهي تتبع الإصابة بالبكتيريا المكورة العنقودية المجموعة «إيه» بعدة أسابيع ، حتى بعد انتهاء الأعراض والتحسن الظاهري ، وتحدث في أغلب الأحيان مع الأطفال من 9 إلى 15 سنة.

وهو مرض متعدد الأعراض ويكون هناك ألم في المفاصل وهذا الألم ينتقل من مفصل إلى آخر ويستجيب. وإذا لم يتم علاج الحمى الروماتيزمية بشكل جيد يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب الروماتيزمية.

- أحد مضاعفاتها كذلك يمكن أن يكون يحدث التهاب في الكلى.

علاج التهاب اللوزتين

يجب أن يبدأ علاج التهاب اللوزتين بمجرد ظهور الأعراض لتفادي حدوث الحمى الروماتيزمية ، إذًا العلاج الكافي بالمضادات الحيوية لمدة 10 أيام حتى بعد تحسن الأعراض لمنع حدوث مضاعفات.

ويمكن البدء بعقار البنسيلين البنسلين عن طريق الحقن كما يمكن أخذه عن طريق الفم أيضًا ، ولكن يعيب البنسيلين يمكن كذلك إعطاء البنسيلين طويل المفعول البنسلين طويل المفعول مرة كل شهر على سبيل المثال الوقاية من أمراض القلب مع الالتزام بالراحة التامة.

استئصال اللوزتين:

يجب أن نضع في الاعتبار أن عملية الاستئصال ليست الخطوة الأولى لعلاج التهاب اللوز ، ولا يتم إجراؤها إلا في حالات معينة مثل في حالة الإصابة المتكررة (من 3 إلى 5 مرات) في العام حتى مع العلاج الدوائي الكافي في حالة المضاعفات مثل الخراج حول اللوزتين المتكرر الخراج البلعومي في حالة انسداد المجرى التنفسي نتيجة لضخامة حجم اللوزتين خاصة إذا كنت متزامنًا مع الالتهاب المتكرر للأذن الوسطى وفي هذه الحالة يتم استئصال اللحمية أيضًا مع حالة اللوزتين في حالة رائحة الفم الكريهة الناتجة عن الالتهاب المزمن للوزتين.

وأهم مضاعفات استئصال اللوزتين هي النزيف الشديد ، وفي هذه الحالة يجب استشارة الجراح على الفور ، وكذلك يمكن أن يحدث جفاف في الحلق وهذا السبب هو إعطاء السوائل بكثرة بعد العملية وكذلك يمكن حدوث عدوى ثانوية بعد العملية ويتم التغلب على هذا بإعطاء مضادات حيوية مناسبة.