الجمهور يرسم 3 سيناريوهات لقضية مقتل سوزان تميم

ربما لم تكن قضية اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وقبلها وبعدها قضايا اغتيالات كثيرة، بهذه الإثارة التي تنطوي عليها حكاية "الملياردير والمغنية"، ذلك لأن الأخيرة فضلاً عن كونها تحمل كل عناصر الإثارة والتشويق، من الحب والجنس والمال والجمال والنفوذ وغير ذلك من المشهيات التي يبدو أن الشارعين المصري والعربي في غاية التعطش لها .
 
وبغض النظر عن وجاهة كل ما يكتب عن ضرورة عدم تأثر هيئة المحكمة بالرأي العام، غير أنها بطبيعتها "قضية رأي عام" بامتياز، وبالتالي فإن هذه المحاكمة التي تشهدها قاعة محكمة جنايات القاهرة لن تكون الجهة الوحيدة التي تتداول وقائع هذه القضية، فهناك محاكمات أخرى ـ ربما أكثر شراسة ـ بدأت تعقدها شاشات الفضائيات وصفحات الصحف، ناهيك عن آلاف المواقع الإليكترونية عبر الإنترنت، وكلها تسعى لرسم سيناريوهات على مقاس ما يعتقده البعض أنه عنوان للحقيقة .
 
وبقليل من التأمل لما تعكسه تعليقات القراء، فإنه يمكننا رصد ثلاث سيناريوهات أساسية لهذه القضية، الأول ينطلق من التعاطف مع الضحية سوزان تميم، وأنها فقدت حياتها على هذا النحو البشع بسبب تكالب الرجال المتنفذين والمستفيدين منها، فقد كان قدرها أن خلقت "بارعة الجمال والإثارة"، وهو ما أسال لعاب الكثيرين، أب يوشك أن يدمن استثمار هذا الهبة الربانية لتحقيق أكبر قدر ممكن من المنفعة، فهناك زوج أول "باعها" لآخر ليستثمرها في الملاهي الليلية، وربما "يسهل" بها أيضاً صفقاته المشوبة بالغموض، وصولاً إلى رجل الأعمال المصري الذي لم يعتد يوماً على خسارة معاركه مهما صغرت أو عظمت، وألا ينال ما يريد الحصول عليه، فبذل المال، وضغط بكل نفوذه، واستخدم "ضابطاً سابقاً"، وأجرى اتصالات على أرفع الأصعدة، لدرجة بدا معها أنه فقد نصف عقله حين أحب سوزان على هذا النحو الذي امتلك عليه كيانه، وفقد النصف الآخر حين "أبغضها"، وقرر الانتقام بهذه البشاعة .
 
أما أنصار السيناريو الثاني فلا يتعاطفون مع سوزان، ويرون أنها أرادت أن تحصل على كل شيئ، على أموال هشام طلعت، التي تدفقت عليها بسخاء لم تكن تحلم به، و"شباب" بطل الملاكمة العراقي، و"نفوذ" دبي، حاضرة الشرق الأوسط، التي استقر بها المقام في ربوعها أخيرا، وبالتالي فقد كان منطقياً أن تخسر كل شئ دفعة واحدة، ولا تسحتق بتقدير أصحاب هذا السيناريو أي تعاطف معها، لأن "جشعها" دفعها إلى هاوية هذه النهاية المأساوية المرعبة .
 
يبقى سيناريو ثالث يوغل بعيداً في "نظرية المؤامرة"، ويتحدث عن آخرين خلف الكواليس يحركون خيوط اللعبة، ربما في القاهرة أو في دبي أو الشام أو لندن، لا يهم أين هم، لكن الأهم أنهم أكبر من أن يظهروا صراحة في قلب الصورة، لهذا يرى أصحاب هذا السيناريو، أن الملياردير المصري هشام طلعت مصطفى ليس أكثر من "كبش فداء"، على مذبح امرأة امتلكت من الجمال والجاذبية والشباب، ما أسال لعاب الكبار جداً، الذين لا تدركهم المحاكمات، وأن الأمر سينتهي في آخر المطاف إلى براءة هشام، وغلق القضية اكتفاء بإدانة الضابط السابق الذي يسخر منه الجميع ويرون أنه كان ضابطاً على طريقة بطل فيلم "نمس بوند"، الذي لم يدع مكاناً إلا ترك فيه دليلاً أو قرينة تكفي لإدانته، لكن يبقى السؤال عن الجناة الحقيقيين في عهدة المستقبل وربما التاريخ الذي لا يملك مخلوق أن يدير عجلات الزمن صوبه مجدداً.