آخر تقاليع عروس ما بعد الثورة .. "فلول"؟ ولا كنت معانا في التحرير ؟.. من فضلك الإجابة ما تحتملش التأخير؟

تري الفتيات أن الثورة صنعت رجالا وغيرت أحوال دولة بأكملها بينما كانت الحياة مظلمة تماما قبلها بسبب النظام القديم وأذياله الذين يسمونهم بالفلول
تري الفتيات أن الثورة صنعت رجالا وغيرت أحوال دولة بأكملها بينما كانت الحياة مظلمة تماما قبلها بسبب النظام القديم وأذياله الذين يسمونهم بالفلول

يعيش المجتمع المصري هذه الأيام ظاهرة غريبة لم يشهدها في تاريخه من قبل وهي "ظاهرة الفلول" من أعضاء الحزب الوطني المنحل أو ممن يحملون أفكاره ويتعاطفون معه خاصة بعد ثورة 25 يناير.
 
فبعد الثورة أصبحت هناك الكثير من التقليعات السائدة في المجتمع المصري، منها رفض الفتيات الارتباط بأحد من الفلول حتي أصبح السؤال الأول الذي تطرحه علي العريس الذي يتقدم لها "هل أنت فلول" ؟، فبعد أن كانت اهتماماتها تنحصر ما بين شقة وعربية ومركز مرموق.. وأخريات يحلمن بالحب والتفاهم والمودة، أصبح الآن كل ما يشغلهن هو هل هذا العريس من الفلول أم من مؤيدى الثورة؟ فقد لعبت الثورة دورا مهما جدا فى حياة كل منا خاصة وأن أبناء وبنات هذا الجيل لم يعاصروا أيا من الثورات قبل ذلك..
 
- نظرة الفتيات للثورة:- 
 حيث تري الفتيات أن الثورة صنعت رجالا وغيرت أحوال دولة بأكملها بينما كانت الحياة مظلمة تماما قبلها بسبب النظام القديم وأذياله الذين يسمونهم بالفلول، فكيف يتقدم للزواج منهن أحد ممن ساعدوا على الخراب مهما كانت مميزاته، ومطلوب منهن أن يوافقن عليه أو حتى مجرد التفكير فيه. 
 
- مواصفات عريس ما بعد الثورة:-
وتضيف الفتيات أن من أفسد الحياة السياسية قبل ثورة 25 يناير لا مكان له بعد الثورة، كما أنهن يطالبن بالعزل الاجتماعى أيضا للرجال المقبلين على الزواج حيث يتم تصنيفهم إلى ثوار وفلول، فأهلا بالثوار والابتعاد عن الفلول تماما فى كل شئ.
وتشترط الفتيات أيضا أن يكون عريس المستقبل من الثوار الذين أصلحوا الحياة السياسية وقضوا على الفساد بكل أنواعه وأنهوا المسرحية السخيفة التى استمرت ثلاثين عاما عاش فيها المصريون عيشة العبيد، فلم يجأر أحدهم بالشكوى ولا بالحصول على أدنى حقوقه فى عيشة كريمة.
كما أنه يجب مقاطعة الفلول مقاطعة تامة فى كل شئ، فلولاهم ما كان حدث ما حدث من ثورة لتصحيح الأوضاع تلتها مظاهرات وانهيارات فى كل مكان، وهنا لا نشير إلى الثوار على أنهم سبب الانهيار بل النظر إلى السبب الرئيسى لما حدث، ونأخذ الموضوع على محمل الجد ومن الجذور، لنجد أن الحزب الحاكم قديما هو من أفسد الحياة كلها وأضاع علينا الكثير، والآن يأتى الفلول ليكملوا مسيرة ما بدأه رؤساؤهم من فساد وواسطة ومحسوبية وغيرها مما سبب الخراب والدمار الشامل.
 
- نظرة للمستقبل:-
وتري معظم الفتيات أن المستقبل الآن للثوار الذين أشعلوا بثورتهم هذه روح التفاؤل والنجاح والمثابرة، وبث روح الطمأنينة فى الكثير من المواطنين الذين شعروا أخيرا أن لهم كرامة لابد أن تحترم وأن لهم كيان.. كما أن صوتهم مسموع وحقهم محفوظ فى حياتهم وفى مجال عملهم.. بينما يعمل الآن أذيال النظام السابق على العكس تماما، فمازالوا رغم كل ما حدث من ثورة وحبس قيادات النظام ومحاكمتهم إلا أنهم يخربون ويهدمون ليثبتوا للعالم أجمع أن الثورة لا شئ وأن النظام السابق هو النظام الأمثل.
لقد طالبت معظم الفتيات بعزل فورى للفلول بجميع ثقافاتهم وأماكنهم ومواقعهم؛ لأنهم هم رأس الفساد فى كل شئ وعلى البنات المقبلات على الزواج مراعاة الدقة فى اختيار شريك حياتها الذي يخاف على بلده ويحميها من الفساد والتدخلات الخارجية، وبالتالى هو من يحافظ عليها ويصونها.
وتري فئة كبيرة من فتيات 25 يناير أن كل ما يهمها هو أن يكون العريس معتدلا فى كل شئ فالوسطية مطلوبة حتى فى الزواج، فلا داعى للتعسف فى الطلبات والشروط.
والمواصفات بأن يكون من الفلول أو من الثوار, وغيرها من الشروط المجحفة التى تطلبها الفتيات.
وتشدد الفتيات علي فكرة الاقتناع بمبادئ الثورة وليس المهم أن يكون قد شارك في الثورة بقدر ما هو مهم أن يكون مقتنعاً بها، وأن يكون شخصا إيجابيا فليس كل من خرج إلي ميدان التحرير ذا دور فعال، لذلك فمبدأ الإيجابية والدفاع عن الحقوق هو الأهم وأن الثورة كشفت عن المعدن الحقيقي لشبابنا، وأنه جيل يضحي في سبيل المبادئ والحرية والعدالة وليس كما صورته وسائل الاعلام علي أنهم جيل الهضبة وتَمُّورة وغيرهما من الألقاب.
 
- مواصفات أخري ضرورية:-
ومن  المواصفات الأخري في العريس بعد 25 يناير أن يكون، شارك في خمسة أيام على الأقل من إجمالى 18 يوما هى عمر الثورة، وشارك فى الاستفتاء بنعم أو لا، وليس له أى نشاط سياسى قبل 25 يناير، لا ليبرالى ولا إخوانى ولا سلفى، شارك فى اللجان الشعبية، وأن يكون من أول 500 ألف مشترك على صفحه كلنا خالد سعيد.
أما عن مطالب الشباب علي الفيس بوك في عروسة المستقبل، فمع الاهتمام المتزايد من قبل الشباب بالوعي السياسي وتنميته انعكس ذلك علي حياتهم الاجتماعية، وأصبحت المصطلحات السياسية أساسية حتى في مواصفات العروس، فبدلا من أن تكون جميلة بيضاء بحمرة تشارك في الأثاث فقط، أصبحت لها بعض الصبغات السياسية لتصلح أن تكون عروس ما بعد الثورة. 
ولتأييد هذه المطالب دشن الشباب صفحات علي موقع الفيس بوك من أبرز تعليقاتها "أنا عاوز عروسة مدنية ذات مرجعية إسلامية"، "ما أحلى العروسة المدنية ذات المرجعية الإسلامية التى تتعامل مع حياتى بمبدأ المشاركة لا المغالبة حتى تتيح الفرصه إلى 3 عرائس أخريات لأنى لن أنهض إلا بمشاركة الجميع"، "وأنا كمان عايزها مدنية بمرجعية إسلامية، وياربى بعد ما نتجوز مالقهاش تكنوقراطية.. ومشاعرها تصبح أقحوانية.. والنزعة عندها عقربية.. والله تبقى ورطة مش معدية".
 
- شباب ما بعد الثورة:-
 ويري الشباب أنه من الضروري أن تكون للفتاة التي يرتبط بها توجه سياسي، فلابد أن تكون "فاهمة سياسية" علي حد تعبيره، وتعرف ماذا يدور حولها ولها موقف منه، وليس من الضروري أن يكون رأيها موافقا لرأيه وألا تكون من أتباع "أسفين ياريس".
 
- آراء فتيات الثورة:-
من جانبها استطلعت "مجلة الجمال" آراء فتيات الثورة في الارتباط بالفلول، في البداية تقول "أسماء عيسي" مهندسة أنها ترفض الزواج من الفلول إذا كان متمسكا بأفكار النظام السابق ورافضا لمباديء الثورة التي أودت بحياة الكثير من الشهداء الذين ضحوا من أجل إبادة نظام ظالم أعاق نمو وتقدم الوطن، لكن في حالة عزوفه عن أفكار الحزب الوطني المنحل فلا مانع أبدا من الارتباط به طالما غير أفكاره للتماشي مع مباديء الثورة.
أما "همت محمود" مدرسة فتمانع تماما الارتباط من رجل ينتمي إلي الحزب المنحل وتري أن الارتباط به وصمة مجتمعية لا تغتفر، وأنها ترفض الزواج من هذا النوع جملة وتفصيلا.
وتتفق مع وجهة نظر "همت محمود" الطالبة "أماني كريم" بكلية الصيدلة حيث تري أن الزواج من أعضاء الحزب المنحل لا يجب أن ترضي به أية فتاة وعليها أن تراجع أفكارها جيدا قبل الارتباط به وإن كان ولا بد فلا يجب أن يكون هذا الشخص المتقدم لخطبتها قد شارك في ظلم سبق ووقع علي أي شخص حدث له ضرر منه.
أما "سمية حسان" فأكدت أنها حال ارتباطها بزوج من الفلول فإنها سوف تسعي إلي إقناعه بتغيير وجهة نظره وتوجيهه إلي الاقتناع بأفكار الثورة.
ومن جانبها تقول "إيمان خالد" محاسبة أن زوجها كان منتسبا للحزب المنحل لكنها تسعي إلي إقناعه بمباديء الثورة وأنه غير ممانع في تغيير وجهة نظره إذا تغيرت أحوال البلاد للأفضل.
"أنا ضد الفلول" هذا ما قالته "فاتن أبوزيد" الطالبة بالفرقة الثانية بكلية التجارة إذ إنها ترفض الزواج من الفلول تماما ولن توافق علي الزواج منهم أبدا حتي لو ظلت طيلة عمرها بدون زواج علي حد قولها.
لكن للأم وجهة نظر أخري إذ تري السيدة "سحر محمود" ربة منزل أنها لا تمانع في الموافقة علي زواج ابنتها من زوج من الفلول لأن كل المنتسبين للحزب الوطني المنحل لم يشاركوا في إفساد الحياة السياسية والاجتماعية لمصر لذا علينا أن نراجع أفكارنا المتعلقة بالزواج منهم.
لكن الغريب في الأمر أن تمانع أم في زواج ابنتها من الفلول حيث تختلف السيدة "هند حسين" مع السيدة "سحر محمود" وتقول أنها ترفض زواج ابنتها الوحيدة من زوج من الفلول الذين تسببوا في تدمير الحياة السياسية والاقتصادية لمصر وكانوا سببا رئيسيا في تخلفها عن كثير من بلدان العالم.
 
- وجهة نظر علماء النفس والاجتماع:-
من جانبها أكدت الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في اتصال هاتفي مع "مجلة الجمال" أن سبب عزوف الفتيات عن الارتباط بالفلول وأعضاء الحزب الوطني المنحل هو التأكيد علي وجود اتجاه جديد لدي الفتيات أصحاب القيم والمباديء الإيجابية اللاتي لديهن ولاء وانتماء لوطنهن دون تقديم تنازلات مع وجود رفض قاطع وبات للفساد.
أضافت أن الفتيات بعد 25 يناير بدا لديهن شك وانعدام ثقة خوفا من حدوث خلاف في المباديء والمفاهيم إذا حدث وتم لهن الارتباط بمن يحملون أفكار وتوجهات الحزب الوطني المنحل أو لديهن انتماء مسبق أو راهن له، وذلك لتجنب حدوث نوع من الصدام والشك، الأمرالذي يؤدي إلي عدم القبول ورفض الآخر شكلا ومضمونا.
وفي السياق نفسه نري أن الثورة خلقت بداخل الفتيات أملا بنوع من تصحيح المسار وأن وجهات نظرهن صحيحة مائة بالمائة، وأن مبادئهن انتصرت في النهاية فلا داعي للارتباط بأصحاب المباديء التي ثارت عليها الجماهير، ومن وجهة نظر الفتيات بعد 25 يناير أن التوحد في المباديء والمفاهيم يؤدي إلي حياة زوجية ناجحة خالية من التصادم خاصة مع الارتباط بشباب مثقف لديه انتماء لبلده وتتعارض مبادئه مع المباديء المؤيدة للظلم والفساد.
كما تري الدكتورة سوسن فايد سببا آخر وراء رفض الفتيات بعد 25 يناير للارتباط بالفلول وهو أن أنصار الحزب المنحل أصابتهم وصمة اجتماعية، وأن ارتباطهن بهم سوف يسبب لهن مشاكل اجتماعية كثيرة هن في غني عنها خاصة وأن الفلول أصبحوا مكروهين اجتماعيا.  
أما الدكتور نادر قاسم أستاذ ورئيس قسم علم النفس بجامعة عين شمس فكان له رأي آخر معتبرا أن هذه التقاليع "بدعة" وأن "أصحابها في جهنم الحمراء" وأنها جديدة علي المجتمع وأن الدين الإسلامي يرفضها جملة وتفصيلا، فليس كل من كان في ميدان التحرير من الشرفاء، مستشهدا في ذلك بعلياء المهدي التي ظهرت بصورتها العارية علي الفيس بوك مدعية أنها من الثوار ومطالبة بتحرير المرأة.
كما أكد الدكتور نادر قاسم علي أن الزواج من المنتسبين إلي الحزب الوطني المنحل لا يشوبه أي سوء وهو أمر منطقي ومن غير المنطقي رفض أي عريس من أعضاء الحزب الوطني السابق أو من المتعاطفين معه طالما أنه يحمل الخير والحب للفتاة التي يرغب في الزواج منها، معتبرا أن الترويج لهذه الأفكار أمر خاطيء تماما وغير منطقي.