الجمال .. تنقل أحداث أول يومين في زيارة ساركوزي وصديقتة الي مصر

أخبار رحلة الرئيس نيكولا ساركوزي والمغنية الإيطالية كارلا بروني الى مدينة الأقصر المصرية، تحولت الى الشغل الشاغل لوكالات الانباء ومصوري الصحف، وحتى أهالي مدينة الاقصر، الذين تجمعوا حول الضيفين وأخذوا في التقاط الصور لهما على باب الفندق وخلال جولتهما في المدينة الأثرية.


وعلى الرغم من شهرته وسط فنادق المدينة الأثرية باستضافته للعديد من الرؤساء والملوك ونجوم الفن والأعمال على مدى تاريخه الطويل الذي يعود لعام 1886، إلا أن حالة من الاستنفار تسود هذه الأيام فندق «وينتر بالاس» بالأقصر جنوب مصر، حيث يستقر الرئيس ساركوزي، وخطيبته المطربة الإيطالية كارلا. الجميع يسرع لتلبية أمنيات الرئيس قبل أن تتحول الي طلبات. كان في مقدمتها جولة في المدينة لزيارة معالمها الأثرية والتمتع بأجوائها الجميلة كأي عاشقين يريدان قضاء أوقات جميلة بالمدينة التاريخية.

وفيما فرضت حراسته الأمنية سياجاً حوله، بدأ الرئيس ساركوزي جولته أمس الأربعاء بالخروج من «وينتر بالاس» في الصباح مرتديا سروال جينز وقميصيا قطنيا فيما ارتشدت كارلا قميصا قطنيا ابيض طويلا فوق طقم باللون الاسود.

وتوجها بعد ذلك إلى البر الغربي للمدينة في موكب ضم 26 سيارة، وهناك زار ساركوزى وكارلا منطقة وادي الملوك الشهيرة، حيث نزلا من السيارة واستقلا عربة كهربائية نقلتهما لزيارة مقبرة الملك الفرعوني الصغير، توت عنخ آمون، حيث شاهدا مومياءه التي تعرض في واجهة خاصة داخل مقبرته، ثم توجها بعدها لزيارة مقبرة ملك فرعوني آخر ثم غادرا منطقة وادي الملوك في ذات الموكب المحاط بحراسات مشددة الى معبد الرامسيوم الذي شيده الملك رمسيس الثاني ويخضع لأعمال ترميم واسعة منذ سنوات تحت إشراف بعثة أثرية فرنسية.

وشهدت جولة الرئيس الفرنسي وصديقته وسط آثار الفراعنة غرب مدينة الأقصر مطاردات ومشاحنات متبادلة بين حراس ساركوزى وعشرات المصورين الذين احتشدوا منذ الصباح الباكر على كورنيش النيل المواجه لـ«وينتر بالاس» انتظارا لخروجه على الرغم من التضييق الأمنى على تحركاتهم. وبعد انتهاء تلك الجولة عاد ساركوزي مرة أخرى إلى الفندق ليعاود الخروج بعد استراحة قصيرة لتناول الغذاء على ظهر مركب صغير خلال رحلة وسط النيل. وأعرب عن سعادته عقب الانتهاء منها.

وفي المساء، تناول ساركوزي العشاء مع مرافقيه في قاعة طعام خاصة بالفندق. وتضمنت قائمة الطعام مجموعة من الأطباق المتنوعة بين أشهر الأكلات المصرية والفرنسية، رفض العاملون بالفندق الافصاح عنها.

يذكر أن «وينتر بالاس» يعد بوابة إلى الكنوز الفرعونية في طيبة القديمة، حتى أنه عندما اكتشف عالم الآثار هوارد كارتر، الذي كان نزيلا مترددا على الفندق، قبر توت عنخ آمون عام 1922، ظهرت على لوحة إعلانات «وينتر بالاس» الملاحظة الأولى عن هذا الحدث الشهير. كما كان الفندق محلاً لإقامة العديد من مشاهير مصر والعالم، مثل الأمير أغاخان، وإمبراطور البرمجيات بيل غيتس.

الملاحظة الطريفة كانت في أراء أهالي الأقصر في زيارة ساركوزي وخطيبته، حيث نال ساركوزي إعجاب الأقصريين لأن مرور موكبه بشوارع المدينة وأحيائها لم يتسبب في تعطيل حركة المرور على عكس موكب أيِّ مسؤول مصري.

وفي فرنسا، احتج الحزب الشيوعي الفرنسي على الاجازة التي يمضيها الرئيس ساركوزي في مصر بتسهيلات من رجل أعمال وضع طائرته تحت تصرفه. واعتبر بيان للحزب، أمس، أن من غير المقبول أن يتولى كائن من كان الإنفاق على رئيس الجمهورية الفرنسية.

ودعا الحزب ساركوزي الى شيء من ضبط النفس وعدم التصرف بالطريقة الاستعراضية لبعض الأثرياء. وعلى صعيد آخر، احتجت نقابات الصحافيين في القناة التلفزيونية الفرنسية الثالثة، المملوكة للدولة، على تصرف الصحافية كريستين أوكرانت، شريكة حياة وزير الخارجية برنار كوشنير، باعتبار أنها تضع نفسها في مكان مقرب من نواة الحكم عندما تمضي اجازة في شرم الشيخ مع رفيق حياتها ومع الرئيس ساركوزي وصديقته المغنية كارلا.

ورأت اثنتان من كبريات نقابات الصحافيين، في بيان صدر أمس، أن موقف أوكرانت غير مفهوم من جمهور القناة. ومن المتعارف عليه في فرنسا أن يبقى كبار مقدمي الأخبار والبرامج السياسية في منأى عن التيارات المختلفة عما من شأنه أن يعرض مصداقيتهم للشك. وتتولى اوكرانت تقديم البرنامج السياسي الاسبوعي «ثنائي على الثالثة». وهي كانت من أنجح مقدمات نشرات الأخبار سابقاً، وتعيش منذ أكثر من عشر سنوات مع كوشنير.

وشهد الوسط التلفزيوني الفرنسي ابتعاد عدة صحافيات عن الشاشة، لفترات مؤقتة أو نهائياً، بسبب استيزار أزواجهن، كما حدث لمقدمة البرامج السياسية آن سانكلير زوجة الوزير السابق دومينيك شتروسخان، وكذلك مقدمة نشرة أخبار المساء في القناة الثانية بياتريس شوينبرغ، زوجة الوزير جان لوي بارلو.

فبعد فترة جدا قصيرة من طلاق الرئيس من زوجته السابقة، ارتبط بالعارضة الإيطالية كارلا، وهي من مواليد مدينة تورينو الإيطالية عام 1968 لأسرة صناعية ميسورة.

وانتقلت بعد ذلك مع شقيقتها للدراسة والعيش في باريس منذ الطفولة، لكنها هجرت دراسة الهندسة المعمارية لكي تعمل عارضة للأزياء وتتصدر قوائم أبرز العارضات خلال التسعينات، الى جانب كلوديا شيفر وليندا ايفانجليستا وسيندي كروفورد.

وظهرت في عروض لدار ديور الفرنسية وفيرساتشي الإيطالية. ومثلما هجرت الدراسة من أجل الأزياء، توقفت عن مهنة العرض حين اتيح لها أن تظهر كممثلة في أحد الأفلام السينمائية، والآن سوف تهجر ذلك ايضا لتصبح زوجة الرئيس ساركوزي.