بعد 70 عاما من تطبيقها .. بحث كندي يدمر نظرية «لا شيء بالفم» أثناء الولادة

إحدى الحالات شديدة الخطورة والقاتلة في الطب، والتي تحدث عند ارتجاع محتويات المعدة الحمضية ودخولها إلى القصبة الهوائية والرئتين عند استخدام التخدير الكلي للمريض
إحدى الحالات شديدة الخطورة والقاتلة في الطب، والتي تحدث عند ارتجاع محتويات المعدة الحمضية ودخولها إلى القصبة الهوائية والرئتين عند استخدام التخدير الكلي للمريض

منذ ما يقارب السبعين عاما وكل جراحي أمراض النساء والتوليد يحذرون مريضاتهم من النساء في المرحلة الأولى من الولادة، ويبالغون في التوصية بنصيحة واحدة «لا شيء بالفم حتى انتهاء الولادة»، أي الامتناع التام عن الأكل والشرب في الساعات التي تسبق حدوث الولادة، ولكن دراسة كندية حديثة شككت في تلك المقولة، بل طالبت بعكسها كلية.


الدراسة التي قام بإجرائها مجموعة من الخبراء تحت إشراف جوان ترانمير، البروفسورة في مدرسة تمريض جامعة الملكة Queen’s University، بالتطبيق على نتائج وبيانات أكثر من ثلاثة آلاف مريضة، مع مشاركين من جامعتي ليفربول بالمملكة المتحدة وويتواترزراند بجنوب أفريقيا، وتم نشر نتيجة البحث في مواقع إنترنتية علمية متخصصة مثل «ويللي إنترساينس» بداية شهر فبراير الحالي.

وتشير ترانمير إلى أن التخوف الأساسي لدى ممارسي أمراض النساء والتوليد يكمن فيما يدعى متلازمة «مندلسون»، إحدى الحالات شديدة الخطورة والقاتلة في الطب، والتي تحدث عند ارتجاع محتويات المعدة الحمضية ودخولها إلى القصبة الهوائية والرئتين عند استخدام التخدير الكلي للمريض.

ولكن ترانمير تؤكد أن التطور الكبير الذي حدث في المجال الطبي على مدى الستين عاما الأخيرة، والذي يشمل الاستخدام المكثف للتخدير «لما فوق الجافية Epidural » المعروف بالسم الشائع «التخدير النصفي» في أثناء إجراء الجراحات القيصرية، إضافة إلى اختلاف وتطور الأساليب الجراحية كثيرا منذ الأربعينات من القرن المنصرم وحتى اليوم، كل ذلك أدى إلى تقليص المخاطر التي قد تتعرض لها المريضة، إلى مستويات قليلة جدا.

وتوضح ترانمير أن منع التغذية عن السيدات أثناء الوضع قد يشكل عاملا من عوامل الضغط النفسي وعدم الراحة، خاصة عندما تطول مرحلة الولادة الأولى لأكثر من 12 ساعة، حيث تكون السيدات في حاجة ماسة إلى مزيد من مصادر الطاقة.

وعلى الرغم من كون المحاليل الوريدية حلا تعويضيا غذائيا جيدا بالنسبة إلى الأطباء، فإن الوجبات الخفيفة، من وجهة نظر الباحثة، قد تكون الحل الأمثل بالنسبة للسيدات ذاتهن.

وتنقسم الولادة الطبيعية عبر المهبل إلى ثلاث مراحل رئيسية. المرحلة الأولى هي مرحلة اتساع عنق الرحم، وهي تبدأ عادة بمصاحبة انفجار جيب المياه الأمامي أو نزول مادية مخاطية مدممة (Show) تعرف بعلامة الولادة.

وفي هذه المرحلة يتسع عنق الرحم حتى يصل إلى أقصى مداه وهو 10 سنتيمترات، ويختلف زمن هذه المرحلة من حالة إلى أخرى اختلافا كبيرا، ولكنها تكون أقصر في من سبق لهن الولادة عن غيرهن من «البكريات»، وتتراوح عادة بين 4 و8 ساعات، لكنها قد تطول لتصل في بعض الحالات إلى 12 ساعة أو أكثر.

أما المرحلة الثانية فهي مرحلة «طرد» أو خروج الجنين، أما المرحلة الأخيرة فهي الخاصة بخروج المشيمة وانقباض الرحم.