من أين أحصل على لقاح النيكوتين للامتناع عن التدخين، وأنا لا أعلم كيف يكون النيكوتين ضارا، ثم يوضع على هيئة علك ؟

أولا لقاح النيكوتين لا يزال في طور التجارب العلمية. والفكرة من طريقة عمل اللقاح هي حثه لجهاز مناعة الجسم على إنتاج أجسام مضادة تعمل على الالتصاق بمادة النيكوتين حال وصولها إلى الدم، عند التدخين.


ومن ثم لا تتمكن مادة النيكوتين من الوصول إلى الدماغ، ليتم حرمان الدماغ من هذه المادة. وبالتالي لا يُصبح للدماغ دور في إثارة الرغبة بالتدخين لدى الشخص، ما يُسهل الامتناع عنه.

نتائج الدراسات التي تجري حوله مشجعة نسبياً، ذلك أنها وإن كانت تقول بأن من يتلقون اللقاح هم أقدر بنسبة الضعف على ترك التدخين مقارنة بمن لا يتلقونه، إلا أن نسبة نجاح من يتلقونه في الإقلاع عن التدخين لا تزال تدور حول أرقام لا تتجاوز 15%.

النيكوتين مادة عضوية كيميائية تُوجد في العديد من النباتات المعروفة، وليس فقط أوراق التبغ كما هو شائع. ومن هذه النباتات ثمار الطماطم والبطاطا والباذنجان ( الأسود ) والفلفل والأخضر، بنوعيه البارد والحار، وأوراق شجرة الكاكاو وغيرها كثير. وتتفاوت نسبة النيكوتين في المنتجات النباتية.

وفائدة هذه الكميات القليلة من النيكوتين في المنتجات النباتية هذه هو لرفع مستوى الوعي والذاكرة والنشاط في الدماغ، كما لتنشيط الجسم، وخاصة القلب والجهاز الدوري، من خلال الزيادة المعتدلة في عدد النبض ومقدار ضغط الدم. كما أنها مادة تتسبب بتقليل الشهية للأكل. وحين التدخين فإن 10% من نيكوتين أوراق التبغ تصل إلى دم الإنسان من خلال الرئة، وتقل الكمية باستخدام فلتر السيجارة. وتصل كميات أعلى حال مضغ التبغ.

ولذا من المهم تذكر أن وجود النيكوتين في الجسم شيء، وتدخين أو مضغ أوراق التبغ، بأي هيئة، شيء آخر، لأن النيكوتين بذاته لم يثبت علمياً أنه مادة تتسبب بالسرطان، بخلاف العديد من المواد الكيميائية الأخرى في تدخين سجائر التبغ.

وعليه فإن لجوء البعض إلى تدخين سجائر قليلة المحتوى من مادة النيكوتين يجب أن لا يكون ظناً من الإنسان أنها سجائر خفيفة وأقل ضرراً على الصحة، بل الواجب أن يكون اللجوء إليها ضمن خطة لتقليل دخول النيكوتين للجسم وبالتالي تسهيل الإقلاع عنه تماماً. ومثل ذلك استخدام العلك المحتوي على النيكوتين أو اللاصقات المحتوية عليه أيضاً، لأنها تُمد الجسم بكميات كافية ومتوازنة من النيكوتين، ضمن برنامج علاج طبي بإشراف الطبيب.