لدي مرض السكري، وأعاني من تدني الإحساس بأعصاب القدمين. وأخبرني الطبيب أن السكري سبب في مشكلة أصابع القدمين وتورم المفاصل. ما تنصح؟

الموضوع مهم لأن تفكير غالبية المصابين بالسكري يتجه فقط نحو نسبة السكر في الدم، وربما نحو شبكية العين وشرايين القلب والسمنة وكيفية منع حصولها. وما أرجو منك ملاحظته أن مرض السكري لا يعني فقط تدني إفراز هرمون الأنسولين وارتفاع نسبة السكر بالدم نتيجة لذلك، فهذان من مظاهر المرض فقط.
كما أرجو ملاحظة أن مضاعفات مرض السكري ليست هي فقط ارتفاع نسبة السكر بالدم، فهذا أحد المضاعفات. ولكن الاضطرابات المرافقة لتدني هرمون الأنسولين وتأثيرات ارتفاع نسبة السكر بالدم هي التي يجب أن يهتم بها الطبيب المعالج ويجب أيضا أن يدرك جوانب مهمة المريض نفسه.
تطال مضاعفات مرض السكري أعضاء وأنسجة الجسم التي يعتمد عملها على انضباط نسبة سكر الجسم، والتي يختل عملها الوظيفي ويختل تركيبها النسيجي بفعل ارتفاع نسبة السكر في الدم. ومرض السكري قد يتسبب باضطرابات في عمل وفي تركيب بنية الشرايين، أي ما يتأثر منه سلبيا القلب والدماغ والأطراف. كما يتسبب السكري باضطرابات في عمل وفي تركيب بنية الشرايين الصغيرة والدقيقة، أي ما يتأثر منه سلبيا شبكية العين والكلى والأعصاب.
وهذه التأثيرات لها تداعيات، أي ما ينتج عن المضاعفات. وحينما تتأثر الكلى مثلا وتضعف عن أداء عملها بفعل تأثرها بالسكري، فإن هذا أحد مضاعفات مرض السكري. وما ينتج عن ضعف الكلى ربما ضعف بنية العظام وربما ارتفاع ضغط الدم وربما فقر الدم، وهذه كلها تداعيات لأحد مضاعفات السكري التي طالت الكلى.
والعظام والمفاصل قد تعتريها أحد تداعيات مضاعفات مرض السكري، سواء التي أصابت الكلى أو الشرايين أو الأعصاب.
وعلى سبيل المثال، وما تحدث تحديدا طبيبك عنه، حينما تتأثر الشرايين التي تغذي القدمين وتغذي المفاصل والعظام في القدمين، وحينما تتأثر الأعصاب التي تعطي الإحساس في القدمين، فإن محصلة هذه المضاعفات قد تتطور إلى تداعيات. بمعنى أن المفاصل قد تتأثر.
ولاحظ معي أن المفصل عضو يحتاج إلى تروية بالدم ويحتاج إلى أعصاب كي يحس ويتفاعل في الحركة وكي لا يجبر على حركات تهدد سلامة بنيته ووظيفته. ومفاصل القدم تتأثر بتضيقات شرايين الساقين والقدمين، وتتأثر بفقد الإحساس العصبي في القدمين، ما يؤدي إلى حالة تظهر فيها التورم وعدم الثبات في حركة المفصل والتشوهات في تراكيبه ومظهره.
ومشكلة المفاصل لدى مرضى السكري لا تقتصر على القدمين، بل ربما مفاصل وتراكيب اليدين تتأثر سلبيا، ما قد ينتج عنه تغيرات في بنية الجلد نتيجة لمرض السكري، وبالتالي زيادة سماكة الجلد وفقد مرونة الجلد، ما تتأثر سلبيا منه حركة مفاصل اليدين والأصابع، وبالتالي تنشأ تشوهات في الحركات والبنية للمفاصل في اليدين والأصابع.
وأفضل وسيلة لمعالجة هذه التغيرات في عمل وبنية المفاصل هو العمل الجاد والدؤوب على ضبط نسبة سكر الدم والمحافظة على ذلك.
ولعله تتيسر فرصة يتم عرض تأثيرات السكري على العظام بشكل أكثر توضيحا، إذ أنه بالإضافة إلى ما تقدم، ربما يتسبب السكري بهشاشة العظم عبر عدة آليات، وبتجمد مفاصل الكتفين وبروماتزم الركبتين وغيرهما من المفاصل.