أصبت بمرض السكري منذ عامين وأتناول العلاج يوميا، لكنى أعاني من العطش، هل يعني ذلك أن السكر غير منضبط أو أن العلاج غير كاف ؟

الشعور بالعطش الشديد قد يكون أحد أعراض عدم انضباط تعامل أعضاء الجسم مع السكري، أي نتيجة لارتفاع نسبة السكر في الدم. والسبب أن ارتفاع نسبة السكر في الدم يعني ارتفاع كمية السكر، التي تصل إلى عمليات التصفية والتنقية، التي تجري طبيعيا في الكلى. وعادة ما تحاول الكلى جهدها في منع تسرب السكر مع سائل البول الخارج من الكلى، نتيجة عملية تصفية الدم، لكن قدرتها محدودة حال ارتفاع نسبة السكر في الدم. وهو الأمر الذي يؤدي إلى وجود كميات عالية من السكر في البول.


ولأسباب فسيولوجية معقدة، لا تستطيع الكلى السماح للبول بالخروج منها حال تشبعه بالسكر، إلا مع إفراز كميات عالية من الماء. أي بعبارة أكثر شعبية، لا تستطيع الكلى السماح بإخراج بول «ذى حلاوة زائدة في الطعم». وهو ما يعني تلقائيا خسارة كميات من الماء مع البول. ولذا يلاحظ مريض السكري، أن زيادة كميات البول يعقبها حصول زيادة الشعور بالعطش، والرغبة في شرب الماء. وذلك لتعويض النقص في ماء الجسم.

لكن هذا ليس وحده سبب شعور البعض، وحتى من مرضى السكري، بالعطش، بل ثمة أسباب أخرى. ولعل من أهمها وجود جفاف ونقص في كمية الماء بالجسم، بما لا علاقة له باضطرابات نسبة سكر الدم، كما يحدث عند ارتفاع حرارة الطقس أو حال بذل المجهود البدني، أو قلة شرب الماء، أو ربما اضطرابات هرمونية عدة. وقد يكون الأمر لا علاقة له أيضا بنقص كمية الماء في الجسم، بل ربما نتيجة لزيادة تناول المأكولات المالحة، أو للرغبة الطاغية في تكرار شرب الماء، أي كنوع من الوسواس القهري.

ولذا تختلف وسيلة العلاج، أو العمل على التغلب على الشعور بالعطش في كل هذه الحالات. وحينما يكون السبب هو اضطرابات نسبة سكر الدم، فإن العلاج موجه نحو ضبط نسبة السكر في الدم بالدرجة الأولى، لأن تحقيق ذلك يزيل المشكلة برمتها. وحينما تكون ثمة اضطرابات في إفراز هرمونات معينة من الدماغ، معنية بالعطش وشرب الماء، فإن الحل هو قطع تناول الماء حتى تعتدل آلية إفراز هذا الهرمون من الدماغ.

أما حال كثرة شرب الماء بصفة قهرية، مع عدم تسبب ذلك بأي اضطرابات في كيمياء الدم، فإن الأمر يترك للإنسان دونما تدخل طبي.