د.حازم محمد يس : إصابة العين بالمواد الكاوية

في تدريسي لمنهج طب وجراحه العيون الذي أشرف به في جامعه القاهرة, أوضح أنني أهتم جدا في فصل إصابات العين بالتركيز علي إصابتها بالمواد الكاوية مذكراً إياهم أنه سواء اشتغلوا في فرع طب وجراحة العيون أو في أي فرع آخر من فروع الطب، وحتى إذا لم يشتغلوا بالطب من أساسه فمعرفتهم بكيفية معالجة العين من المواد الكيميائية يعتبر معلومة في غاية الأهمية، وذلك لوجود كثير من المواد الكاوية بالمنزل، مما قد يعرض أحد أفراد الأسرة لخطر التعامل الغير آمن معها، لذا فإن ربة المنزل يجب أن تعرفها عن ظهر قلب.
ولنبدأ الآن في استعراض الأنواع المختلفة من المواد الكيميائية الموجودة في حياتنا اليومية وكيف يمكن أن نجري لها الإسعافات الأولية
الأحماض
وهي حمض الكبريتيك "ماء  النار أو الماء الحمضي الموجود في بطاريات السيارات".
هناك أيضا حمض الهيدروكلوريك مثل "الكلوروكس المستخدم في تنظيف الملابس البيضاء".
القلويات
- مثل البوتاس وهو شبيه باللبن ويستخدم في الريف للتنظيف وعندما يلهو الطفل بينما أمه مشغولة عنه فقد يبتلعه أو يقع في عينيه.
- وأيضا هناك الصودا الكاوية وهي المستخدمة في تصنيع الصابون.
الجير الحي
وهو المستخدم في عمليات البناء وتجده في كثير من الشوارع علي هيئة كومة من التراب الأبيض وبمجرد إلقاء الماء عليه يبدأ في الفوران والغليان ويذيب الأنسجة الملامسة له بشدة.
اليود
وهو موجود بكثرة في الصيدليات الملحقة بالبيوت ويستخدم في تطهير الجروح.
أقلام الكوبيا
 ومازالت تستخدم في الريف للكتابة وفي بعض الأحيان كنوع من أنواع الكحل للزينة ويجب هنا التأكيد أن الإصابة بالقلويات هي الأخطر في جميع المواد الكيميائية؛ لأنها تؤدي إلي ذوبان الأنسجة بينما الإصابة بالأحماض أقل من القلويات.. وذلك لأنها تكون غشاء من الأنسجة الميتة التي تحد من انتشار الحمض للأنسجة الأكثر عمقاً.
الإسعافات الأولية عند الإصابة بالأحماض
حمض الكبريتيك: 
كثرت حوادث الانتقام باستخدام ما يعرف في الأوساط الشعبية باسم ماء النار، وهو موجود بدرجة مخففة في سائل بطاريات السيارات، وبمجرد دخوله العين يجب وضع محلول معادل له ويجب أن يكون قلويا، ومن المواد المساعدة لعلاجه والمتوفرة بالمنزل مادة البيكربوناتو، والتي تستخدم في صنع المواد الغذائية الهشة مثل المخبوزات أو الطعمية، كما توجد البيكربوناتو في المياه الغازية التي نتناولها يومياً، فعند وصول الحمض لعين المصاب يتم فتح زجاجة المياه الغازية وسكبها مباشرة في عين المصاب.
الإسعافات الأولية عند الإصابة بالقلويات
الصودا الكاوية الموجودة في الصابون والبوتاس، يجب معالجتها فورا بحمض مخفف مثل حمض البوريك 4% والموجود بكثرة في المنازل، ولسهولة التعامل مع هذه القلويات يمكننا استخدام الخل الموجود في المطبخ فهو حمض مخفف، ويتم سكبه مباشرة علي عين المصاب ليعادل البوتاس أو الصودا الكاوية.
الإسعافات الأولية عند الإصابة بالجير الحي
تكمن الخطورة هنا في غسل العين بالماء، لأننا بذلك ننشط هذا الجير بالتالي يتم ذوبان أنسجة العين مباشرة، لذا لابد من إزالة جميع رواسب الجير يدوياً أو بقطن أو شاش، وبعد التأكد من إزالة جميع هذه الجزيئات يتم غسل العين بغزارة بالماء القادم من الصنبور مباشرة.
الإسعافات الأولية عند الإصابة باليود
وهو المستخدم في تطهير الجروح، فإذا أصاب العين فلابد من وضع النشا أو اللبن أو حتى محلول السكر المشبع، ويتم تحضير هذا المحلول بوضع السكر بكميات كبيرة علي كمية ماء مع تقليبه حتى يتوقف ذوبان السكر ويبقي جزء من السكر غير ذائب في قاع الماء.
الإسعافات الأولية عند الإصابة بالكوبيا
يتم تخفيف الكحول أو الجلسرين بنسبة 10% و يتم غسيل العين بها بغزارة، والملاحظ أنه في استعراضنا للإصابة بالمواد الكيميائية يفترض عند القيام بعمل الإسعافات الأولية معرفة المادة الكيميائية التي أصيبت بها العين، فماذا لو لم نكن نعرف هذه المادة الكيميائية, هنا يجب غسيل العين بكميات وفيرة من الماء القادم من الصنبور مباشرة، ماعدا في حالات الجير الحي التي يجب فيها إزالة جزئياته بالكامل قبل الغسيل بالماء.
وبعد إجراء هذه الإسعافات الأولية يجب الذهاب فورا إلي طبيب العيون لمعالجة الحالة، سواء بإعطاء مضادات حيوية أو قطرات أو مراهم، ومنع التصاق الجفون بمقلة العين, وفيما بعد يتم تقييم الأنسجة التالفة وحجم التدمير لإمكانية إعادة الإبصار بعمليات جراحية.