التجارة الالكترونية .. باب الهروب لأقتصاد مصر من فوضى الواقع

بعدما صار التجول في الأسواق خطرا يفضل اجتنابه
بعدما صار التجول في الأسواق خطرا يفضل اجتنابه

يبحث الاقتصاد المصري عن ثغرات في الجدار الذي اصطدم بدوامات السياسة، وهو متراجع بسرعة منذ ثورة 25 يناير، فكانت التجارة الإلكترونية كوة عبر منها اقتصاد مصر نحو مشاريع مجدية، تسهّل التسوق وتبقي المتسوقين آمنين من تظاهرة طائشة هنا أو مسيرة غاضبة هناك.
وقع الاقتصاد المصري في حال من الفوضى منذ اندلاع الثورة في العام 2011، وهو يتخبط في ظل التوترات الأمنية المتنقلة، وانخفاض احتياطي العملات الأجنبية، وضعف الاستثمارات. هذه الحال أدت إلى تباطؤ في أعمال الشركات الكبيرة والصغيرة على حد سواء، ما دفع بالكثيرين إلى البحث عن بديل.

إلهام تجاري 

على الرغم من غياب المبادرات الجديدة في ظل عدم اليقين السياسي، لا تزال بعض الشركات التجارية تزدهر عبر الانترنت، الذي تحوّل إلى عالم افتراضي آمن للأعمال. 
فقد لعبت شبكة الإنترنت دورًا كبيرًا في انطلاق شرارة الربيع العربي، إذ احتضنت الشعوب وسائل الإعلام الاجتماعية بوصفها ساحة ملائمة لتخطيط وتنظيم التحركات والاحتجاجات الشعبية. وفيما ألهم العالم الافتراضي جيلًا جديدًا من الناشطين السياسيين، ها هو اليوم يساعد عددًا متزايدًا من الشباب على تلبية تطلعاتهم المالية في الدول العربية. 
فموقع Agzakhana.com (أكزخانة تعني صيدلية)، هو شبكة للتسوّق عبر الإنترنت للمنتجات الصيدلانية، شهدت أعماله التجارية نموًا حادًا هذا العام، إذ بلغت مبيعاته ما يفوق مليوني جنيه مصري مقارنة مع 900 ألف جنيه في العام 2012. "أكزخانة" هو أحد المشاريع التجارية الأولى من نوعها على الانترنت في مصر. 
يقول أحمد شبانة، مؤسس الموقع في العام 2008: "الناس يشترون أكثر عندما يتصفحون المنتجات عبر الانترنت، إنه أسلوب عمل مختلف ومريح في مصر والشرق الأوسط". نجاح هذا الموقع جعله أكثر جذبًا للمعلنين والشركاء. فشركة فودافون اشترت أخيرًا 22.2 % من أسهم الشركة، ما يسمح للمستخدمين المسجلين، (يقدر عددهم بنحو 200.000)، بطلب المنتجات الصيدلانية أو التجميلية عبر الإنترنت من أقرب بائع مع التسليم الفوري. ...

والمطاعم أيضًا 

أدركت المطاعم بدورها أن شبكة الانترنت قد تكون سوقًا جديدًا لها. ففي حين يفضّل العديد من المصريين عدم التجوّل في بعض المناطق خوفًا من التوتر والفوضى، بات في استطاعتهم ارتياد المطاعم افتراضيًا عبر موقع elmenus.com، وهو قاعدة بيانات للمطاعم المحلية، التي يشترك فيها آلاف المستخدمين شهريًا لطلب الطعام من أكثر من 1200 مطعم في مصر. 
"نحن ندعم أنفسنا من خلال الإيرادات، فمصر بحاجة ماسّة إلى هذا النوع من الأعمال، ولذلك تلقى رواجًا لا بأس به"، كما يقول أمير علام ( 28 عامًا)، الذي أسس الموقع بعدما ترك وظيفته أثناء ثورة 2011، ويعمل الآن على توسيع عمله عبر الانترنت.
لكن، في حين تزدهر التجارة الالكترونية في البلاد مع مئات الشركات الناشئة في السنوات الماضية، يحذر مراقبو الصناعة من العقبات، مثل انتشار الإنترنت المنخفض نسبيًا والآمن أثناء التسوق عبر الإنترنت. 

ويقول إلياس غانم، مدير عام "باي بال" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:

"بدون أي شك، من الواضح أن هناك تجارة إلكترونية ناشئة في مصر"، مشيرًا إلى أن أرقام الشركة أظهرت أن الإنفاق على الإنترنت في المنطقة سيرتفع من 9 مليارات دولار في العام 2012 إلى 15 مليار دولار بحلول العام 2015. - See