هل يمكن أن تكون إنزيمات الجسم الهاضمة .. سبباً لسوء الهضم؟

يشكو كثير من الناس من أعراض سوء الهضم كالألم وانتفاخ البطن أو الغثيان وعدم الرغبة في تناول الطعام، على الرغم من أنهم يتبعون عادات غذائية صحية ويطبقون نظاما غذائيا جيدا ومثاليا، كالإكثار من أكل الألياف، وشرب كمية كافية من الماء، واستهلاك الكثير من الخضراوات الطازجة والفواكه. ومعظم هؤلاء المرضى سوف يبحثون عن الأسباب بأنفسهم ويغيرون في نظامهم الغذائي المثالي، وهو خطأ بالتأكيد.
الصواب هنا ألا نتهم أو نلوم النظام الغذائي، لأن المشكلة قد تكمن في المعدة والأمعاء، فهما لا تعملان بالكفاءة المعهودة، وغير قادرتين على تكسير وامتصاص العناصر الغذائية على النحو الأمثل.
ولا بد لكل منا أن يتفهم بعضا من أسرار العمليات الكيميائية التي تجري داخل المعدة والأمعاء الدقيقة وتساعد الجهاز الهضمي كي يقوم بعمله في هضم الطعام بطريقة صحيحة. إنها الإنزيمات الهاضمة، الجندي المجهول الذي يعمل في صمت لينجز كل تلك العمليات من دون أن نحس بها، ونقص أحدها يتسبب في حالة سوء الهضم.
إن الطعام الذي نتناوله ما هو إلا خليط معقد من الجزيئات العضوية الكبيرة، منها الدهون، والبروتينات، والكربوهيدرات، جنبا إلى جنب مع الفيتامينات والمعادن وغيرها من العناصر. ولامتصاص هذه المواد الغذائية من القناة الهضمية إلى مجرى الدورة الدموية يجب أن يتم تكسير هذه الجزيئات الكبيرة إلى أخرى أصغر.
ولحسن الحظ، فالجسم البشري يحتوي على نظام هندسي كيميائي متطور قادر على إنجاز كل تلك العمليات تماما. فأثناء بلع الطعام يتم تدفق الإنزيمات الهاضمة إلى الأمعاء الدقيقة (من الكبد، والبنكرياس، والمرارة) لكسر الجزيئات الكبيرة إلى أجزاء أصغر سهلة الامتصاص. وهذه الإنزيمات الهاضمة هي بروتينات متخصصة، صمم كل منها للتعامل مع نوع معين من جزيئات الطعام، فعلى سبيل المثال، هناك:
- إنزيم لايبيز (Lipases)، متخصص لتحطيم الدهون.
- إنزيم أمايليز (Amylases)، متخصص لتكسير سلاسل الكربوهيدرات الكبيرة.
- إنزيم البروتييز (Proteases) - وتسمى هذه المجموعة أيضا بالإنزيمات المحللة للبروتين - المتخصص لتكسير البروتين.
إضافة إلى جزيئات أخرى، مساعدة ومفيدة للهضم، تفرز أيضا من الكبد والبنكرياس والمرارة. ويتم إنتاج جميع الإنزيمات الهضمية بشكل طبيعي داخل الجسم.
هؤلاء المرضى يجب عليهم استشارة طبيب الجهاز الهضمي الذي يقوم بدوره باستبعاد أي سبب عضوي ويحصر المشكلة في اضطراب الإنزيمات، وبالتالي يصف مجموعة الإنزيمات المناسبة التي تستحث وتنشط إنزيمات الجسم الطبيعية، مع الأخذ في الاعتبار أن تحتوي على كمية مناسبة من كل عنصر، لجعل عملية الهضم سهلة وبسيطة، وأن تكون جميع مكوناتها طبيعية، وبأعلى جودة، ومصنعة من قبل شركة موثوق بها.