غورباتشوف في إعلان تجاري لحقيبة فرنسية الصنع

قد يتساءل قراء وقارئات المجلات النسائية وتلك المتخصصة في المال والأعمال، عمن يذكرهم به ذلك الوجه الذي يبدو مألوفاً لعجوز يقوم بالدعاية لحقيبة فخمة فرنسية الصنع، في إعلان منشور على صفحة كاملة. وستحيلهم «الوحمة» السمراء التي تشبه خارطة على مقدمة الرأس الى ميخائيل غورباتشوف. هل هو شبيه له جيء به للظهور في الاعلان؟


الحقيقة أن الرجل الظاهر في الصورة الجالس الى جوار حقيبة السفر المتوسطة الحجم المعروفة باسم «كيبال»، على المقعد الخلفي لسيارة فارهة تمر بجوار جدار برلين، هو السياسي الروسي نفسه الذي كان آخر أمين عام للحزب الشيوعي السوفياتي. ووافق غورباتشوف على الظهور في اعلان لشركة «فويتون» المتخصصة في الصناعات الجلدية الراقية مقابل تبرع سخي منها لمؤسسة «الصليب الأخضر الدولي» التي يرأسها.

والصورة هي واحدة من سلسلة صور أنجزتها المصورة آني ليبوفتز لحملة اعلانية يشارك فيها، أيضاً، كل من لاعب كرة المضرب الأميركي أندريه أغاسي وزوجته اللاعبة السابقة الألمانية ستيفي غراف والممثلة الفرنسية كاترين دينوف، مقابل تبرع آخر لمشروع تحسين المناخ الذي يدعمونه ويقوده السيناتور الأميركي آل غور.

ومرت شركة «لوي فويتون التي رأت النور في فرنسا عام 1854 وتخصصت في صناعة حقائب السفر من قماش بني اللون يحمل ختم أحرفها الاولى، بحملة سابقة من التشكيك في التزامها بشروط العمل في مصانعها الخارجية، الأمر الذي دفعها الى هذه البادرة لدعم المشاريع البيئية الكبرى ومسح اللطخة السلبية من سجلها. ويوضح بيترو بيكاري، مدير التسويق والاتصال، أن الفكرة كانت التعاون مع شخصيات معروفة تركت بصماتها في مجال نشاطها».

وقاد غورباتشوف، 76 عاماً، الاتحاد السوفياتي من 1985 الى 1991، والتزم خطاً جديداً في الانفتاح على الغرب والتفاهم مع الولايات المتحدة الأميركية حول الحد من انتشار الأسلحة النووية. وهو الذي أطلق ما سمي في حينه بسياسة الشفافية و«البيروسترويكا» التي فتحت أول ثغرة في جدار برلين وكانت الممهد لانهيار الاتحاد السوفياتي. وفي عام 1990 نال جائزة نوبل للسلام لمساهمته في وقف الحرب الباردة.

وبعدها بثلاث سنوات أطلق منظمة «الصليب الأخضر الدولي» في قمة كيوتو، لتدعيم قيم احترام الطبيعة. ورغم الشعبية العالمية الكبيرة للرجل، فإن غورباتشوف لا يحظى بالحب نفسه بين فئة من مواطنيه لأنهم يعتبرونه المسؤول عن انهيار الاتحاد السوفياتي.