ما العلاقة بين الممارسة الجنسية وآلام الظهر؟

البروفيسور طوني تنوري: الجراحة الذكية للعمود الفقري تتم دون فقدان أي نقطة دم
البروفيسور طوني تنوري: الجراحة الذكية للعمود الفقري تتم دون فقدان أي نقطة دم

كشف البروفيسور اللبناني طوني تنوري رئيس قسم جراحة العمود الفقري في مركز بوسطن الطبي لجراحة العظام، بولاية بوسطن في الولايات المتحدة الأميركية عن أن استخدام الطرق الحديثة أو "الجراحات الذكية" التي ابتكرها في عمليات وجراحات العمود الفقري قد أثبتت فعاليتها ونجاحها الكبير في حماية مرضي جراحات الظهر من المضاعفات الخطيرة والنزيف الذي يحدث لهم جراء إجراء عمليات معقدة لهم في الظهر والعمود الفقري. كما جعلت تلك العمليات أقل خطورة وأكثر سهولة مما كانت عليه من قبل. ومكنت المريض من التعافي من آثار العملية في أسرع وقت ممكن.
وتطرق تنوري في حوار إلى الحديث عن برنامج أوباما كير الصحي، مؤكدا فشل ذلك البرنامج بوضعه الحالي، كما أشار إلى أن التدخين والمشروبات الغازية يوثران بشكل غير مباشر على قوة العظام ومدى تماسكها وذلك حسب الكميات التي يتناولها الانسان. 
وأفاد بأنه لا بد من ممارسة الرياضة حتى يتم تفادي الكثير من الأمراض التي يمكن أن يصاب بها الإنسان مع تقدمه في العمر. منوها بأنه ليس هناك علاقة بين ألام الظهر وزيادة النشاط الجنسي. كما نصح النساء بضرورة ارتداء حذاء متوسط الارتفاع في المنزل حرصا على عدم إصابتهم بآلام وأوجاع في منطقة الظهر والقدمين.

وجاء نص الحوار مع الدكتور طوني تنوري كالتالي:

هل أثبتت الجراحات الذكية لعلاج الظهر التي قمت بابتكارها فعاليتها؟

نعم بالطبع فتلك الجراحات الذكية التي قمت بابتكارها لا تسبب أي مضاعفات للمريض سواء أثناء إجراء العملية نفسها أو بعد إجرائها. كما أن تلك العمليات الذكية تتم من خلال فتح ثقوب صغيرة في الظهر لإجراء الجراحات المعقدة بدلا من فتح أجزاء كبيرة لإجراء العملية كما كان من قبل وهو ما كان يؤدى إلى حدوث نزيف دم كبير للمريض.. وهذا النظام الجديد لا يتم خلاله فقد أي نقطة دم من المريض، كما أنه لا يتم الضغط على فقرات الظهر ولا يحدث كذلك أي تهتك للعضلات.
وتتم عمليات العمود الفقري الآن بالطرق الحديثة الذكية وبالتالي لم تعد عمليات خطيرة كما كان الأمر من قبل، فالكثير من المرضى كانوا يخشون إجراء تلك العمليات في العمود الفقري خوفا من التعرض للشلل أو حدوث مضاعفات خطيرة لهم وكي لا يحدث شرخ للعصب، ولكن مع تلك الجراحات الذكية أصبحت تلك المخاطر مستبعدة إلى حد بعيد.
وصحيح أنه عند إجراء عمليات علاج الانزلاق الغضروفي أو أي مشاكل أخرى في الظهر وفقا للطرق التقليدية يمكن أن يتعافى المريض من مشاكله تلك التي كان يعاني منها، ولكن المشكلة أنه ينتج عن تلك العمليات التي تتم بالطرق التقليدية مخاطر خطيرة للمريض، منها على سبيل المثال وليس الحصر فقدان المريض كميات كبيرة من الدم أثناء الجراحة وبعدها، وذلك يؤثر على الكلي والقلب لأنه يحدث نزيف كبير في تلك العمليات، حيث يتم عمل فتحات واسعه في ظهر المريض تسبب له مضاعفات خطيرة. كما أن الفقرات وعضلات الظهر عندما يتم إجراء العمليات العادية لا يمكن أن تعود لإجراء وظائفها بشكل طبيعي.
ولذا فإن الطرق الجديدة تعمل على تقليل المخاطر التي تنتج عن تلك العمليات بأقصى درجة ممكنة وهذا ما يسمى بالجراحة الذكية.

 هل يمكن إجراء تلك العمليات لأصحاب الأمراض المزمنة؟

مع تكرار المشاكل الخطيرة في الظهر من الاعوجاج وتحرك الفقرات والانزلاقات وغيرها للأشخاص الذين يعانون من مشاكل مزمنة مثل السكري والضغط والقلب، وجدنا أنه لا مفر من استخدام الجراحات الذكية مع هؤلاء الذين أصبحوا أكثر الناس حاليا الذين يستفيدون من الجراحات الحديثة التي تكون نسبة النجاح فيها عالية جدا. وهذا على عكس ما كان من قبل عند إجراء العمليات بالطرق العادية، لأن نسبة نجاحها كانت في أدنى مستوى بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة.
فعلى سبيل المثال كان يصعب جدا إجراء عمليات في الظهر والرقبة لمرضي السرطان عبر فتحات كبيرة من أقصى الرقبة حتى نهاية الظهر، لأن أجسادهم ضعيفة بسبب ما يعانونه من مرض وستسبب لهم مثل تلك العمليات مضاعفات خطيرة. وبالتالي كان الطبيب ينصحهم بتناول أدوية المسكنات وعدم اللجوء إلى تلك العمليات.
أما الآن فالحل الوحيد لإجراء الجراحات الكبيرة في الظهر لمرضى الأمراض المزمنة فيتم من خلال عمل ثقوب صغيرة في الظهر باستخدام الجراحات الذكية.
والعمليات بالطرق الذكية تسهل بعد ذلك عمل عمليات أخرى في الظهر، حتي لو تم فتح نفس مكان العملية السابقة، على عكس ما كان من عدم إمكانية فتح نفس الجزء مرة أخري في عمليات الطرق التقليدية.. أي يمكن الآن فتح المسامير والبراغي المثبتة في ظهر المريض وإجراء العملية المطلوبة ثم تركيبها مرة أخرى دون وجود أي خطورة عليه.

هل تكاليف تلك الجراحات الذكية عالية؟

تكلفة تلك العمليات مختلفة حسب نوع وحجم العملية، وقد يبدو في البداية أن التكلفة الأولية للعمليات الذكية أعلى من العمليات التقليدية، من حيث أن تقنياتها تكون مكلفة، ولكن عندما يتم حساب التكلفة الإجمالية للعملية، يكتشف المريض أن تكلفة العمليات التي تجرى بالطرق العادية له أعلى من تلك التي تجرى بالطرق الذكية.
حيث يمكن للمريض أن يتعافى منها بسرعة وأن يخرج من المستشفى في نفس يوم الجراحة.. وبالطبع يكون ذلك حسب طبيعة العملية فإذا كانت الجراحة كبيرة فإن المريض يحتاج للمكوث وقتا أكثر من يوم في المستشفى على عكس العمليات الصغيرة التي تحتاج إلى يوم علاجي واحد فقط. كما أن الجراحات الذكية توفر الوقت للمريض حيث يمكنه العودة لعمله سريعا. 
ومثلا بعض رجال العمال يقومون بإجراء تلك العمليات والخروج في نفس اليوم حتي يستطيعون متابعة أعمالهم والسفر. وكل ذلك يؤكد في النهاية أن العمليات الذكية أقل تكلفة من العمليات التقليدية. 

 يتعرض برنامج أوباما كير الصحي في الولايات المتحدة لانتقادات حادة حاليا .. لماذا؟

مشروع أوباما كير الصحي أفسد العلاقة الطيبة التي كانت تجمع المرضى بأطبائهم، والكل في أمريكا حاليا متفق على ضرورة تعديل ذلك البرنامج. ولا بد أن يتغير ذلك البرنامج، لأنه لن يكتب له النجاح بالشكل الذي هو عليه الآن.
ومشكلة هذا البرنامج أنه يسلب الاختيار الحر للمريض في اختيار طبيبه ويضع ذلك الاختيار في أيدي شركات التأمين التي تقرر لأي طبيب يذهب المريض.. وهذا أمر صعب ويفصل المريض عن حرية اختيار طبيبه الذي يكون مطمئنا اليه ويثق فيه.
حيث أنه وفق هذا البرنامج الجديد فإن المرضى سوف يتوجهون إلى المستشفيات والأطباء الذين تختارهم لهم شركات التأمين.. وهذا يجبر المرضي على الذهاب إلى أطباء قد لا يرغبون في العلاج لديهم. ولذا يجب أن يكون هناك حرية كاملة للمرضى في اختيار من يعالجهم سواء كانوا أطباء في عيادات خاصة أو في مستشفيات.
واعتقد أن هذا البرنامج سوف يتعثر لأنه سياسيا يجد معارضة كبيرة، كما أنه طبيا يصعب تغير النظام الطبي في أمريكا بقلم وحبر، لأن هذا البرنامج يؤثر على حياة كل فرد في العائلة.. وهذا يؤثر على الانتخابات ونتائجها بالطبع، فهناك لوبي لشركات التأمين في أمريكا، وهناك الكثير من الناس يشكلون عبئا على المستشفيات الأميركية عبر دخولهم للعلاج بالمجان من خلال أقسام الطوارئ، ما يكبد المستشفيات ملايين الدولارات، وهذا يشكل عبئا كبيرا على خزينة الدولة.

هل هناك ارتباط بين الحمل وآلام الظهر بالنسبة للمرأة؟

أنصح المرأة الحامل في الستة أشهر الأولى من الحمل أن تقوم بممارسة الرياضة باستمرار، لأنه لو لديها مشاكل في الظهر فإن ذلك سوف يسبب مشاكل كبيرة لها في نهاية الحمل. لذلك يجب تقوية عضلاتها بممارسة الرياضة، حيث أن الرياضة لا تؤثر مطلقا على الجنين وتفيد الحامل كثيرا في آخر ثلاثة أشهر من الحمل.. ونادرا ما يتم إجراء عملية للمرأة في الظهر عندما تكون حاملا لأن الأشعة يمكن أن تؤثر سلبا على الجنين.
وبالنسبة للمرأة الغير حامل والتي تشكوا من آلام في الظهر، فهذا يعود لكونها تسير بدون نعال على الأرض، وعندما تضغط على الأرض يضغط ذلك على عصب الجسم بشكل مباشر وعندما يتم شد العصب فإنه يسبب ألم في الظهر.. فلذلك فإنه يجب على المرأة ارتداء حذاء "متوسط الارتفاع" في المنزل لكي يؤدي ذلك لارتخاء العصب ومن ثم يمنع حدوث آلام للظهر، وأهم شيء هو ممارسة الرياضة التي تؤدي لحدوث ليونة للرقبة والأعصاب حتي تتحرك فقرات الظهر بشكل متوازن. ويمكن التعرف على المزيد من المعلومات عن مشاكل الظهر والعمود الفقري وكيفية الوقاية منها عبر الموقع الإلكتروني الطبي التابع لجامعة بوسطن: http://www.bostonmis.com/ 

هل هناك ارتباط بين قيادة السيارة وآلام الظهر؟

يجب أن يكون مقعد السيارة مرتفع عن مقودها، أي أن تكون أيدي السائق نحو المقود إلى أسفل وليس إلى أعلى، لأنه إذا كان المقعد منخفضا والمقود مرتفعا فإن ذلك يضغط على عصب الظهر ويسبب آلام مزعجة للعمود الفقري، وإذا كان مقعد السيارة لا يرتفع فلابد للشخص أن يقوم بوضع أشياء على المقعد بحيث تؤدي إلى رفعه إلى درجة تمكن السائق من أن تكون يداه أعلى من مقود السيارة
ويعد المشي والنوم دائما بالنسبة لآلام الظهر أفضل كثيرا من الجلوس على مقعد ثابت، وأقول للمرضى الذين يشعرون بآلام الظهر ولا يشعرون بتوازن في مشيهم أن يقوموا على الفور بإجراء الكشف الطبي على ظهورهم ومنطقة الرقبة، لأنه يمكن أن يكون هناك ضغط شديد عليهما. فعلى سبيل المثال إذا وجدت المرأة أنها لا تستطيع وضع القيراط في أذنيها أو أنها تشعر بارتعاش في يديها فقد يكون ذلك بسبب وجود آلام الظهر والرقبة.
وردا عن سؤال حول مدى ارتباط العلاقة الجنسية بآلام الظهر أكد دكتور طوني أنه لا توجد علاقة بين النشاط الجنسي وآلام الظهر.

هل تعد المشروبات الغازية سببا رئيسيا في ضعف وهشاشة العظام؟

المشروبات الغازية لا تؤدي لحدوث هشاشة العظام بشكل مباشر، كما أنها ليست المسؤول الرئيسي عن ذلك، لكنها تؤثر على نسبة الكالسيوم في العظم، وعلى الإنسان أن يقوم بتربية مخزون من العظم القوي عبر ممارسة الرياضة والابتعاد عن كل ما يسبب هشاشة للعظام.
وفضلا عن ذلك يؤثر التدخين سلبا على العضلات والعظم.. والإنسان الذي يدمن التدخين والمشروبات الغازية يؤثر ذلك سلبيا على صحته وعلى عظامه، وذلك على عكس الشخص الذي يتناول نسبة قليلة من المشروبات الغازية.. فالمدمن على شيء لا يقوم بتناول الطعام بشكل جيد ما يؤثر على الكبد ويؤثر على شرايين القلب والعظم ويؤدى إلى ضعف عظامه.
ومن هنا أنصح كل رجل وكل امرأة أن يقوموا بدءا من بلوغهم عمر الثلاثين بعمل كشف دوري على ظهورهم والكشف على هشاشة العظام، لأن هشاشة العظام تسبب مشاكل كبيرة في المستقبل وقد يصعب إجراء عمليات للمرضي بسببها، لأن العمليات تشكل خطورة كبيرة عليهم، وبالتالي لا يمكن لأى طبيب إجراء أي عملية لهم بالطرق التقليدية لهم.
وأكثر ما يمكن أن يقدم لهم هو الأدوية والمسكنات أو الاعتماد على أدوات مساعدة على السير. ومن هنا جاءت أهمية العمليات الذكية التي لا تشكل أي خطورة عليهم أو على مرضى الكبد أو الكلى او السكري أو غيرهم من المصابين بعمليات مزمنة.
وأهم عوامل نجاح العملية أن العظام تلتحم مع بعضها البعض بشكل سليم، وحتي تلتحم العظام يجب أن يكون هناك عضلات سليمه.. ولذا فالمرضي الذين يدمنون شرب الكحول والمشروبات الغازية والتدخين تكون عظامهم ضعيفة ومن الصعب التحامها مرة أخرى.

هل هناك عمليات للحصول على قامة أطول؟

د. تنوري: هناك بعض الناس يجرون عمليات في العمود الفقري للحصول على طول أكثر مما هم عليه، ولكن ذلك لا يمكن حدوثه إلا في حالة واحدة فقط وهي ارتخاء العمود الفقري وتداخل العظام والفقرات مع بعضها البعض، ما أدى إلى قصر طول الإنسان الطبيعي.
وفي هذه الحالة يأتي شخص على سبيل المثال للطبيب ويقول له إن طوله كان 170 سم وأصبح الآن 165 سم.. وفي هذه الحالة يمكن إجراء العملية لإعادة الغضروف والفقرات التي تداخلت مع بعضها البعض وحدث خلل لها إلى أماكنها الأصلية، وبعد أن يتم معالجة مشكلة غضروف الظهر وتثبيت الفقرات وعودتها إلى أماكنها يستعيد المريض السنتيمترات التي فقدت من طوله.. ولكن لا يمكن إجراء عمليات لزيادة طول الإنسان بدون حدوث ما سبق ذكره من وجود تداخل في فقرات عموده الفقري.