رغم نجاح زواجها من الأمير تشارلز .. كاميلا لم تصل الي قلب كل الشعب البريطاني

بعد مرور عشرة اعوام على وفاة الاميرة ديانا ما زالت الجماهير ووسائل الاعلام تتخذ موقفا واضحا من دوقة كورنوال كاميلا باركر بولز. ولعل الضجة الاخيرة التي اثيرت بسبب عزم الاخيرة حضور القداس المقرر اقامته في الذكرى العاشرة لوفاة الاميرة الراحلة، دليل على ان كاميلا ما زال امامها الكثير من العراقيل حتى تتغلب على المشاعر السلبية تجاهها.


وعلى الرغم من ان كاميلا قد استجابت لرغبة الاميرين ويليام وهاري لحضور القداس الا انها اعلنت اول من امس عن تخليها عن الفكرة وذلك حتى لا يحول حضورها الانظار عن «حياة ديانا وأعمالها» حسب البيان الذي اصدرته. ولكن الصحف البريطانية ذكرت ان قرارها ذلك جاء بناء على نصيحة من الملكة اليزابيث الثانية التي نصحت زوجة إبنها بعدم حضور القداس.

وقالت متحدثة باسم قصر باكنجهام إن الملكة إليزابيث الثانية أيدت قرار كاميلا بعدم حضور القداس حسب تقرير لوكالة (د.ب.أ).

وأكدت إنجريد ستيوارد رئيسة تحرير مجلة «ماجستي» المهتمة بأخبار الاسرة المالكة أن حضور كاميلا للقداس كان سيكون بمثابة «جنون» مؤكدة أن مثل هذه التجربة كانت ستكون «فظيعة» بالنسبة لكاميلا.

وذكرت تقارير إخبارية أن كاميلا، 60 عاما، تلقت رسائل إلكترونية مليئة بالكراهية بخصوص المشاركة في هذا القداس فيما استمرت الصحف اليومية في استبيان اراء الجماهير والمقربين من ديانا حول ذلك.

وكانت مسألة مشاركة كاميلا التي يعتبرها الكثيرون السبب وراء فشل زواج ديانا مثار نقاش وجدل في بريطانيا لفترة طويلة حيث يرى الكثيرون أن حضور «خصمة ديانا» للقداس المقرر إقامته يوم الجمعة المقبل في لندن بمثابة «فضيحة».

وكانت شعبية الامير تشارلز قد انخفضت بشكل كبير على اثر وفاة ديانا، واعتبره الكثيرون السبب وراء وفاتها حسبما قال المؤرخ بيني جونور لوكالة الانباء الفرنسية «لقد كان مكروها من الشعب الذي اعتبره مسؤولا عن وفاتها» خاصة بعد ما قالت ديانا في برنامج بانوراما الشهير (1995) ان زواجها انهار بسبب علاقة تشارلز بكاميلا. وفي استبيان اجري بعد وفاة ديانا بيوم اكدت اغلبية المشاركين ان على تشارلز التخلي عن منصبه كولي للعهد وترك المنصب لولده الامير ويليام ليعتلي العرش حالة وفاة الملكة اليزابيث.

ولكن مع مرور الوقت ومع الاهتمام الذي احاط تشارلز به ولديه بدأت الفكرة العامة حوله في التغير. وقال مدير تحرير مجلة «ماجستي» جو ليتل لوكالة الانباء الفرنسية «بدأ الناس في رؤية تشارلز بمنظور مختلف كأب له علاقة خاصة جدا مع ولديه». ومع اعلان علاقة الامير تشارلز وكاميلا بدأت حملة واسعة لتغيير صورته.

ومما ساعد في ذلك ان كاميلا ظهرت للجميع بصورة مغايرة للانطباع الشائع عنها، فقد ظهرت كانسانة ودودة وساحرة». وهو ما اثر في تغيير الصورة العامة عنها. وبعد زواجها من الامير تشارلز في ابريل (نيسان) عام 2005 احتفظت كاميلا بخصوصيتها بعيدا عن اضواء الكاميرات قدر الامكان واكتفت بالقيام بواجباتها الملكية بجانب تشارلز. واكد جو ليتل ان كاميلا كان لها اكبر التأثير في استقرار الامير تشارلز وسعادته الواضحة وتغير صورته العامة كما انها تسانده دائما ولا تحاول ان تستأثر بالاهتمام والاضواء.

ورغم ذلك فمازالت هناك شريحة كبيرة من المجتمع البريطاني لا تتقبل فكرة ان تصبح كاميلا في يوم من الايام ملكة بريطانيا فقد اكد استفتاء اجري في العام الماضي ان الغالبية لا تؤيد فكرة اعتلاء كاميلا العرش وهو ما يفسره ليتل بقوله «هناك الكثير من الناس ممن يرفضون كاميلا بشكل مطلق ويظنون ان ديانا كانت قديسة ومثل هؤلاء لن يغيرو ارائهم ابدا».