دراسة : فحص دم للكشف المبكر عن سرطان الثدي!

بعد سنوات طويلة من البحث والعمل لمكافحة سرطان الثدي وعلاجه، سيتمكن الاطباء قريبا من الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وقبل ظهور اعراض المرض، بطريقة بسيطة جدا، وذلك وفق دراسة جديدة.
 
كشفت دراسة جديدة، من جامعة اوكسفورد البريطانية Oxford University، عن امكانية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، من خلال اجراء فحص دم للكشف عن المعادن، وبالاخص الزنك.
 
ويامل الباحثون، من خلال دراستهم التي نشرت في مجلة Metallomics، ان يساعد هذا الاختبار البسيط والغير مكلف، النساء في الكشف عن سرطان الثدي قبل ظهور اي كتلة لديهم، وان يتم استخدام هذا الفحص في برامج الفحص الوطنية. حيث من شان هذا الفحص ان ينقذ الالاف الارواح، من خلال تسهيل علاجه في المراحل الاولية.
 
واوضحت الباحثة الدكتورة فيونا لارنير  Dr. Fiona Larner، ان الكشف المبكر عن سرطان الثدي يزيد من فرص العلاج والشفاء منه، حيث تصل نسبة الشفاء من سرطان الثدي حوالي 80%.
 
الدراسة تشير الى العلاقة بين الخلايا السرطانية والزنك!
من المعروف ان انسجة الثدي تقوم بامتصاص الزنك، من ثم تعيد تحريره في مجرى الدم، الا ان الخلايا السرطانية تمتص نسبة اعلى من الزنك على شكله الخفيف، ليتم تحرير الزنك بشكله الثقيل الى الدم.
 
اي بكلمات ابسط، ان النساء اللواتي يمتلكن نسبة اعلى من الزنك على شكله الثقيل في الدم، قد تكون مصابة بسرطان الثدي! علما ان هناك شكلين من الزنك، الخفيف والثقيل.
 
ويتوقع ان يكون فحص الدم هذا متوفرا خلال الخمس سنوات القادمة. وسيكون حق الاولية في هذا الاختبار للنساء ذات التاريخ العائلي للاصابة بالسرطان. في حين سيتم استخدام هذا الفحص خلال العشر سنوات، لفحص جميع النساء، حيث يامل الباحثين ان يكون فحص الدم هذا، قادرا على الكشف المبكر عن سرطان الثدي، اكثر من التصوير الشعاعي للثدي- mammograms.
 
واوضح الباحثون، ان الاختلاف في اشكال الزنك، الموجودة في الخلايا السرطانية في الثدي، قد تكون مؤشرا للاصابة بالمراحل الاولية للسرطان.
 
وتم تحليل 10 عينات من الدم للكشف عن الزنك، كان خمسة منهن مصابات بسرطان الثدي، وخمسة لنساء اصحاء، الى جانب دراسة عينات من انسجة ماخوذة من مصابين بسرطان الثدي. وكان ذلك من خلال استخدام تقنيات حساسة لتغيرات تركيبة نظائر المعادن، وتمكن الباحثون من كشف الفروقات الرئيسية في الزنك الناتج من قيام السرطان بتغير الطريقة التي تقوم الخلايا بمعالجة المعادن فيها.
 
كما وجد الباحثون، ان تغيرات مماثلة حصلت لمعدن النحاس، عند واحدة من مرضى سرطان الثدي، والتي قد تكون مؤشرا اخر للكشف المبكر عن السرطان، الا ان العلاقة بين النحاس وسرطان الثدي بحاجة الى مزيد من الدراسة، من اجل فهمها.
 
واوضحت الدكتورة لارنير انه من المعروف منذ زمن بعيد ان الخلايا السرطانية في الثدي تحتوي على تركيز عال من الزنك، الا ان الاليات لهذا الامر لا تزال مجهولة، والعمل عليها لا يزال جاريا، والتي من شانها ان تساعد في تطوير علاجات جديدة للسرطان.
 
واشارت الدراسة ان تتبع المعادن في مجرى الدم من شانه ان يساعد في الكشف عن عديد من السرطانات المختلفة.