الحب مضاد حيوي ضد الاكتئاب .. والكره مرض لعين يعرضك للسرطان

رغم أن السعادة تعبير عن المشاعر إلا أنها في الحقيقة عملية كيميائية تحدث في المخ، تسمى "السعادة الكيميائية"، وأن المخ في حالة شعور الإنسان بالحب، يفرز هرمون "الأندروفيز" الذي يتركز في الدم فينتج عنه الإحساس بالسعادة، وتستمر لمدة ساعة أو اثنين، وفي هذه الفترة لا يعرف المحب سبب هذه السعادة، لكنه سعيد، لأن تأثير هذا الهرمون في الدم يعادل ٣٠٠ مرة وحدة المورفين، كما يؤكد الدكتور عادل البنا، أستاذ جراحة القلب.
 
وقال البنا: إن "الحب يقوي الشرايين إذا كان بشكل متوازن فيضمن سلامة الشرايين مدة طويلة، فعندما نحب يزداد نسبة إفراز مادة الإدرينالين في الدم، فيحرق الكربوهيدرات ويحولها إلى سكر يختلط بالدم، فيمنح صاحبه طاقة كبيرة وحيوية ونشاط يستطيع من خلالها مقاومة الاكتئاب".
 
وأضاف البنا، أنه عندما نحب يعمل جهازان بداخلنا، وهما "السمبتاوي" ويستخدمه الجسم في حاله الخوف، والقلق، والحزن، وجهاز اسمه "بارا سمبتاوي" وهو الجهاز المسؤول عن الاسترخاء، ودفء المشاعر، فمجرد الإحساس بالحب والسعادة، يرسل هذا الجهاز رسائل إلى المخ، تساعده على إفراز نوع من الموصلات العصبية المسماة "السيروتينين" أي "الناقل السعيد"، وهو المسؤول عن اعتدال المزاج، فيشعر الإنسان هنا بإتزان المشاعر، والثقة بالنفس لأنها المفتاح السحري لضبط الشخصية، فالحب مضاد حيوي ضد الاكتئاب، والأمراض العضوية.
 
إذا كان الحب يقوي الجهاز المناعي ويحافظ على صحتنا وحيويتها، فماذا يعمل فينا الكره؟
 
أثبتت الأبحاث والدراسات، أن الكره والحرمان من الحب يؤثران بصورة سلبية على جهاز المناعة ويحدث انخفاض ملحوظ في أدائه، وهو شعور سيء ينتابنا تجاه أشخاص معينين، فكما نستطيع أن نحب فنحن معرضون أيضًا للشعور بالكره.
 
يقول أرسطو: "إن الكراهية رغبة في إبادة الشخص المكروه"، فالشخص الذي يكره يتعرض للضرر أكثر من الشخص المكروه، والسلبيه المفرطة في مشاعر الكره ثؤثر على كافة أجهزة الجسم وتقلل من كفاءة عملها، فيصاب بالعديد من الأمراض مثل ضغط الدم، والسكر، وضعف جهاز المناعة ويكون عرضه للإصابه بالسرطان.