أنا مكتئب هل أنت كذلك أيضا ؟!

كيف يمكننى البقاء على قيد الحياة تحت وطأة هذه السحابة الثقيلة التى أمر بها؟!  لماذا أشعر بأننى لا أريد الاستيقاظ من السرير؟!  أين يمكننى الذهاب للبكاء كل بضع دقائق فى مكان يمتلئ بالناس من حولى فى كل وقت؟!.
 
نعم .. هذه أسئلة تراود الكثير من الناس يوميا، تلك المعركة مع الاكتئاب، الفرق الوحيد أنك تعلم ما تتعامل معه وتعلم جيدا أنه يمكنك محاربته والتغلب عليه، وهؤلاء الأشخاص المصابون بالاكتئاب لا يمكنك التفرقة تماما بين شخصيتهم الحقيقية وشخصيتهم على مواقع التواصل الاجتماعى وكأن الشخص الواحد له أكثر من شخصية فربما تجده يوما على صفحته الخاصة بالفيس بوك ينشر صورا مبهجة وأغانى سعيدة وربما يصبح العكس تماما بعد بضعة أيام.
 
ربما يكون لدى الشخص المصاب بالاكتئاب ما يحسده عليه معظم الناس من عائلة محبة، والالتزام بالقوانين وابن هو قرة عين له، أو أصدقاء محبين يضحكونه بسهولة ويحتفلون سويا فى بعض الأوقات. وهو يقوم بعمله على أكمل وجه ويواجه التحديات، يحبه رؤساؤه فى العمل ويحترمونه، وربما يقول لنفسه كل يوم: "توقف عن الشعور بالحزن, لماذا أنا مكتئب؟"  هذه الأسئلة نسمعها من أشخاص ذوى نوايا حسنة ويحتاجون مساعدتنا بشأنها.
 
قد تكون هناك حالات أو أشخاص يزيدون الأمر سوءا، ولكن الحقيقة دائما ما تكون موجعة أو فى معظم الوقت تكون كذلك، نعم، وكيف يمكنك أن تنسى الأوقات التى شعرت فيها بأنه يمكنك تحقيق أى شئ وكل شئ، وأن تصبح الشخص الذى تريد أن تكونه حقا بدلا من الادعاء بأنك شخص آخر لا يمت لك بصلة، لِمَ توقفت عن الشعور بأنك تود أن تحتضن الناس وتغنى فى المكتب؟ لم توقفت عن الضحك على النكات التى يلقيها عليك أصدقاؤك؟، كل هذه المشاعر الصادقة كانت تتبع بالشعور الأصدق بالوقوع من على حافة الهاوية.
 
لم نصل إلى أسوأ جزء بعد، هذا الجزء هو أنه لا يمكنك أن تظهرى الحزن أو الاكتئاب لأنه يجب عليكِ أن تكونى الأم المثالية التى تنظر إليها ابنتها، ولا يمكنك عرض ضعفك لكى لا تصبحى أقل من السوبر ماما التى لا يهزمها شئ، لا يمكنك الحديث فى هذا الأمر مع والدتك لأنها ستعطيك محاضرات حول كم أنت محظوظ. 
لحسن الحظ هناك بعض الأصدقاء الذين يستمعون دائما لمعاناتك، أولئك الذين يمكنك دعوتهم فى أى وقت ليلا كان أو نهارا، أولئك الذين يتحملون بكاءك ولا يملون أحاديثك، ولديهم دائما الوقت لك. وهم يفضلون بقاءك على قيد الحياة ويشكرون ذلك كل يوم. 
 
أنا متأكدة من أن كل منا لديه مثل أولئك الناس فى حياته، وعندما تشعر أن همتك منخفضة أو أن مزاجك ليس على ما يرام تلجأ دوما إليهم، تحكى لهم عن اكتئابك وأنك فقط بحاجة إلى بعض المساعدة للتغلب على الأمر، وغالبا بسبب الأصدقاء يتراجع الكثير من الأشخاص المصابين بالاكتئاب عن فكرة الانتحار بل ويتعافون ويصبحون أفضل وأحسن مما يعتقدون.
 
مجرد الحديث عن الأمر مع شخص تثق به وتثق فى آرائه، يمكنك زيارة الطبيب النفسى إذا لم يكن فى إمكانك التعامل مع الوضع، الاكتئاب فى الواقع قد يكون نتيجة لاختلال هرمونى أو كيميائى الذى يمكن أن يكون سهلا جدا فى العلاج.
 
حياتك تستحق تماما أن تفعل المستحيل لأجلها.. فأنتم مدينون بالكثير لأحبائكم.. فقط تكلموا !!.