الدليل الكامل لطرق العلاج والوقاية من مشاكل القدم السكرية

يجب فحص الاقدام كلّ يوم واستخدام مرآة للنظر إلى مؤخرة القدمين، واستشارة الطبيب عند الاحساس باحمرار أو ورم أو ألم أو تخدر أو توخز في أي جزء من القدم ومضاعفاتها قد تؤدي إلى بتر الأطراف
يجب فحص الاقدام كلّ يوم واستخدام مرآة للنظر إلى مؤخرة القدمين، واستشارة الطبيب عند الاحساس باحمرار أو ورم أو ألم أو تخدر أو توخز في أي جزء من القدم ومضاعفاتها قد تؤدي إلى بتر الأطراف

يحظى مرض «القدم السكري» باهتمام عالمي من قبل العلماء والباحثين، حيث تشكل قرحة القدم السكري أحد أكثر مضاعفات داء السكري خطورة، لكونها السبب الرئيسي لبتر الأطراف بين المصابين بداء السكري في العالم.


وهو مرض يصيب مرضى داء السكري من خلال ظهور بعض الأعراض المرضية في القدم المصابة كالتورم والقروح والجروح، وذلك نتيجة الاعتلال العصبي أو القصور في الدورة الدموية أو بسبب الالتهابات الجرثومية.

وعدد حالات الإصابة بقرحة القدم السكري في العالم تقدر بنحو 4 ملايين حالة سنويا، وأن هناك حالة بتر للأطراف تحدث كل 30 ثانية في العالم وأن 80 % من تلك الحالات تسبقها إصابة بقرحة القدم السكري. وتختلف نسبة الإصابة بين الدول، فبينما تبلغ نحو 4% في الدول المتقدمة، فإنها قد تبلغ عشرة أضعاف ذلك في الدول النامية.

وفي دراسة سابقة أجريت بمكة المكرمة أسفرت نتائجها عن أن حالات البتر في مستشفيات العاصمة المقدسة قد بلغت 301 حالة خلال 6 أشهر، أي: بمعدل 50 حالة شهريا، وأوضحت الدراسة أن خطورة الإصابة بالقدم السكري والبتر تكمن في زيادة معدل الوفيات بين المصابين بها بنسبة 70%.

وتشير نتائج دراسة أخرى إلى أن نسبة الإصابة بداء السكري تصل ما بين 24% و28% من عدد سكان المملكة، وأن نسبة الإصابة بداء السكري تزداد مع زيادة التقدم في العمر، وهو ما يتفق مع إحصاءات منظمة الصحة العالمية ونتائج دراسات إقليمية متعددة.

وتحدث هذه الحالة نتيجة عدة أسباب، كالتهاب الأعصاب الطرفية الذي يؤدي عادة إلى فقدان الإحساس أو نقصه لدى مرضى السكري، اختلال وظائف الجهاز العصبي السمبثاوي والباراسمبثاوي، مما يؤدي إلى فقدان بعض الوظائف الحمائية اللازمة للحفاظ على سلامة القدمين، خاصة الإحساس بالألم وإفراز ما يكفي من العرق من أجل ترطيب الجلد.

وقد يحدث المرض بسبب ضيق أو انسداد الشرايين الطرفية التي تغذي الساقين من تحت الركبتين.

ويزداد خطر الإصابة بقرحة القدمين عندما ينتعل مريض السكري حذاء جديداً، ويمشي به مسافة طويلة في مرحلة من مراحل داء السكري التي يقل فيها الإحساس وتضطرب الدورة الدموية في القدمين، فقد يكون الحذاء صلباً أو ضيقاً وبالتالي يكون مؤذيا، فيسبّب القروح والجروح ويقلّل من دوران الدم في القدمين، كما أن الحذاء الجديد الضيّق لا يساعد على التئام الجروح أو القروح إن هي ظهرت في القدم، بسبب قلة تدفّق الدم في الجلد وزيادة الضغط على أخمص القدم بسبب وزن الجسم، وقلة التهوية داخل الحذاء، وزيادة السكر في الجلد.

أما عن العامل المسبب، فهو ميكانيكي مثل الكدمات أو الإحتراق بماء ساخن، أو مادة من موادالتنظيف، حيث يمكن أن تحدث الإصابة بسبب عدم الإحساس بالألم. كما إن هناك سببا آخر على درجة من الأهمية وهو العدوى الجرثومية التي تسبب اهتراء أنسجة القدم المصابة "قرحة القدم".

لذا يجب فحص الاقدام كلّ يوم واستخدام مرآة للنظر إلى مؤخرة القدمين، واستشارة الطبيب عند الاحساس باحمرار أو ورم أو ألم أو تخدر أو توخّز في أيّ جزء من القدم. كما يجب عدم معالجة أية تغيرات في جلد القدم بطريقة عشوائية وبدون استشارة الطبيب أولاً.

وينصح مرضى داء السكري بقص الأظافر باستقامة لتجنّب الأظافر الملتحمة بالجلد، وعدم وضع القدمين أمام المدفأة مباشرة في أوقات الشتاء لتدفئتهما مع عدم المشي حافياً، عدم لبس الأحذية بدون الجوارب، أو لبس الصنادل أو الأحذية المفتوحة الأخرى من جهة الأصابع، مع تجنّب الأحذية ذات الكعب العالي أو الأحذية ذات الأصابع المدببة أو محددة الأصابع.

قلة الوعي
ومن الملاحظ أن نسبة حدوث مضاعفات داء السكري تزداد مع قلة الوعي، لدى كثير من المرضى، بأهمية التحكم بمستويات نسبة السكر في الدم لديهم، ويأتي في مقدمة مضاعفات القدم السكري، التي تتراوح نسبة الإصابة بها، ما بين 15 و20% من مرضى السكري.

ويترتب على ذلك إعاقة للمريض وتهديد باضطراب مستقبله عندما يفقد أحد أطرافه السفلية أو عند حدوث قرحة مزمنة تستلزم العلاج بمضادات حيوية قوية قد تضر بالكلى، التي هي نفسها تعاني في الغالب مضاعفات مرض السكري، إضافة إلى حدوث تشوهات القدمين، مما يسهم في حدوث قروح متكررة تؤخر التئام الجروح.

من أهم أسباب الإصابة بالقدم السكري:
- التهاب الأعصاب الطرفية، الذي يؤدي عادة إلى فقدان الإحساس أو نقصه لدى مرضى السكري.

- اختلال وظائف الجهاز العصبي، الذي يؤدي إلى فقدان بعض الوظائف الحمائية كالتعرق بالقدمين، مما يؤدي إلى جفاف الجلد وحدوث التشققات التي تؤدي عادة إلى الالتهابات الجرثومية.

- ضيق أو انسداد الشرايين الطرفية التي تغذي الساقين والقدمين.

مضاعفات السكري
أن ارتفاع نسبة السكر في الدم وعدم التحكم الجيد في هذا المرض يؤديان إلى مشاكل متعددة في أعضاء وأنسجة الجسم، وتأتي في مقدمتها المشاكل التي تصيب الأطراف السفلية، ومن أهمها:

ـ اعتلال الأعصاب الطرفية ونقص الإحساس.

ـ اعتلال الأوعية الدموية ونقص التروية الدموية.

ـ حدوث الالتهابات الجرثومية نتيجة ضعف المناعة.

ـ حدوث القروح والجروح بالقدم.

ـ حدوث تشوهات في مفاصل وعظام القدم المصابة يؤدي إلى حدوث القدم المتورمة (قدم شاركو Charcot"s foot).

أن القدم السكرية مشكلة كبرى تصيب المريض نتيجة عدم الوعي الكافي بها، فنصف المرضى لا يعرفون أنهم مصابون بالقدم السكرية، لذا فهم معرضون بفقد أقدامهم أكثر بـ 25 مرة من الأشخاص العاديين، وفق دراسات عالمية حديثة.

وهي تشير أيضا الى أن حدوث القدم السكرية لدى مرضى السكري، شائع بنسبة 25 إلى 30 بالمائة، وقد ترتفع نسبة تلك الإصابات مما يؤدي للقروح والالتهابات للقدم، وهذا قد يستدعي البتر في العديد من الحالات، ويمكن تفاديها بالتوعية والعناية الطبية السليمة والسريعة.

والقدم السكرية قد أصبحت السبب الأول والرئيس لبتر القدم، بناء على البحث والدراسة التي أجريت.

وقد كان السبب الأول لبتر القدم السكرية هو تجرثم والتهاب قرحة القدم السكرية بنسبة 82 بالمائة، وضعف الإحساس كان في المرتبة الثانية بنسبة 59 بالمائة، أما قصور التروية الدموية فكان في المرتبة الثالثة بنسبة 38 بالمائة.

الوقاية
 طرق الوقاية من حدوث مشاكل القدم السكرية، ترتكز على ضرورات هي:

ـ التحكم الجيد بنسبة مستوى السكر في الدم وضبطه في المستوى الطبيعي أو قريباً من فهو أفضل وسيلة لحماية القدمين.

ـ تعليم وتوعية المريض حول مضاعفات القدم السكرية.

ـ التعرف المبكر على حالات الالتهاب الجرثومي في القدم ومعالجتها.

ـ علاج التقرحات بواسطة اختصاصي القدم السكرية.

ـ لبس أحذية مناسبة للقدم بحيث تكون مريحة وغير ضيقة.

ـ لبس الجوارب القطنية المناسبة وغسلها يوميا.

ـ غسل القدمين يوميا، وتجفيفهما جيدا، خاصة بين الأصابع.

ـ التوقف عن التدخين، لأن التدخين له دور في اضطرابات جريان الدم في القدم.

ـ العمل على إنقاص الوزن لتخفيف الضغط عن القدمين.

ـ قص أظافر القدمين بصورة مستقيمة وبشكل سطحي.

ـ استعمال زيت أو مرطب خاص للقدمين بغرض حفظهما ناعمتين ورطبتين.

ـ تجنب المشي حافي القدمين تفاديا للجروح والقروح.

- عدم تعريض القدمين للمياه الساخنة أو حتى استخدام قربة المياه الساخنة عليهما.

- وأخيرا يجب أن تكون الوقاية من مشاكل القدم السكرية هدفاً رئيسياً لمريض السكري وأن يذهب إلى استشاري الجراحة للكشف ومعرفة الأسباب فور حدوثها.

طرق العلاج
- إزالة الضغط عن القدم في حالة حدوث قرحة في القدم، وهذه أهم خطوة نحو علاج القدم السكري، وذلك لإتاحة الفرصة لالتئام الجروح أو التقرحات، ومنها التقليل من الوقوف والمشي، والقولبة التامة (التجبيس) باستخدام أحذية مؤقتة وتفصيل قوالب داخلية للأحذية.

- تعديل سريان الدم وعلاج انسداد الأوعية الدموية إن وجد لتحسين مستوى التروية الدموية للجرح.

- علاج الالتهاب الجرثومي عن طريق معالجة الالتهابات بوساطة المضادات الحيوية المناسبة.

- إزالة الأنسجة الملتهبة والخلايا الملتهبة والمتعفنة.

- تنظيف وتضميد الجروح والقرح وإزالة الجلد القاسي.

- مراقبة الجروح بصورة منتظمة.

-استخدام الضمادات الماصة وغير اللاصقة ذات المسامات الواسعة. المهم هنا انه يجب على مريض السكري المحافظة التامة على قدميه مثل عينيه وعدم استسهال القروح او الجروح السطحية وعلاجها مبكرا قبل أن تتفاقم المشكلة وتصل الجرثومة إلى العظام وعندها لا مناص من البتر، فلينتبه المريض إلى أهمية التشخيص والعلاج المبكر.

- الوقاية إن من أفضل وسائل حماية القدمين من الإصابة بالقدم السكري ما يلي:

- ضبط معدل السكر في الدم عند المستوى الطبيعي أو قريبا منه، كما يجب أن تكون الوقاية من مشكلات القدم السكري هدفا رئيسيا لمرضى السكري.

- ضبط معدل ضغط الدم والدهون في الجسم.

- غسل القدمين وتجفيفهما يوميا وخاصة بين الأصابع.

- عدم استخدام المياه الساخنة لغسيل القدمين.

- الكشف يوميا على القدمين لاكتشاف أي قرحة أو تورم ومراجعة الطبيب المختص في أقرب وقت.

- يجب تقليم الأظافر بحرص وبشكل مستقيم وعرضي، وذلك من قبل أحد أفراد أسرة المريض، لأن مريض القدم السكري يعاني ضعف النظر وقلة الإحساس العصبي بالأطراف.

- الحذر من الحذاء الجديد الضيق، لأن المريض ليس لديه إحساس إذا حصل جرح بالقدم، خصوصا إذا مشى بهذا الحذاء مسافة طويلة. وينصح بلبس الجوارب القطنية الواسعة.

- استخدام الكريمات (الدهانات) والمرطبات للحماية من جفاف الجلد وتشققات القدم. إن التأخر في العلاج المبكر قد يؤدي إلى الغرغرينة، ومن ثم إلى بتر العضو المصاب أو قد يؤدي إلى تسمم الدم ومن ثم الوفاة.

كما يطالب الجراحون مرضى القدم السكرية بان يتحلوا بالصبر والمعنويات العالية التي تساعد على تقوية الجهاز المناعي ومن ثم القضاء على الجراثيم الفتاكة وهو ما اثبت علميا في الكثير من الدراسات.

أبعاد اجتماعية ونفسية
إن مشكلة مرض القدم السكري لا تقتصر على مضاعفاته فحسب، بل إنه يعتبر مشكلة معقدة تمتد آثارها لتشمل أبعادا اجتماعية ونفسية واقتصادية تضاف إلى ما يعانيه المريض من مشكلات صحية، ويأتي في مقدمة ذلك فقد المريض الوظيفة أو تأثر أدائه فيها ومعاناته من مشكلات نفسية قد تؤثر أيضا في حياته الزوجية وعلاقته بأفراد أسرته والمجتمع المحيط به.

إضافة إلى ما يشكل الإنفاق المالي على علاج ومتابعة وتأهيل حالات القدم السكري من أعباء باهظة ترهق ميزانية الصحة للدول التي يتفشى فيها هذا المرض.

إن المصابين بمرض القدم السكري معرضون لفقد أقدامهم أكثر 25 مرة من الأشخاص العاديين، وفقا لدراسات علمية حديثة، والتي يمكن تفاديها بالتوعية والعناية الطبية السليمة السريعة.

وعليه، فإن من المهم على مريض السكري المحافظة التامة على قدميه مثل عينيه وعدم استسهال القروح أو الجروح السطحية وعلاجها مبكرا قبل أن تتفاقم المشكلة وتصل الجرثومة إلى العظام وعندها لا مناص من البتر. كما يطالب الأطباء مرضى القدم السكري بأن يتحلوا بالصبر والمعنويات العالية، فهي تساعد على تقوية الجهاز المناعي، ومن ثم القضاء على الجراثيم الفتاكة، وهو ما أُثبت علميا في الكثير من الدراسات.