أوباما يعتذر لمحجبتين منعتا من الجلوس خلفه لتفادي تصوريهما معه

اعتذر المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية باراك أوباما الجمعة 20-6-2008، لمسلمتين منعتا من الجلوس خلف المنصة التي كان يلقي من عليها كلمته، لأنهما محجبتان.


وخلال حشد انتخابي في ديترويت يوم الإثنين الماضي منع متطوعون شيماء عبد اللطيف وهبة عارف من الجلوس خلف أوباما والظهور في اللقطات التلفزيونية لأنهما محجبتان.

وقال أوباما في بيان "اتصلت بالآنسة عارف والآنسة عبد اللطيف هذا المساء. وتحدثت مع الآنسة عبد اللطيف وعبرت عن أسفي الشديد للواقعة التي حدثت من المتطوعين في ديترويت".

ووصف سناتور إيلينوي الديمقراطي تصرفات المتطوعين بأنها "غير مقبولة ولا تعكس بأي حال سياسة حملته".

وأضاف "شعرت بإساءة شديدة وسأواصل نضالي ضد التمييز ضد أناس من أي جماعة دينية أو خلفية".

وصرح المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجري في نوفمبر تشرين الثاني بأن شيماء عبد اللطيف قبلت اعتذاره وأعرب عن أمله في أن تفعل ذلك أيضا هبة عارف. وقالت ديترويت فري برس إن أوباما ترك رسالة لهبة عارف.

وجاء اعتذار أوباما الشخصي بعد أن اعتذر موظفو حملته للمحجبتين الخميس.

بداية القصة
شرحت المحامية المصرية هبة عارف،  الخميس 19-6-2008، ما حصل معها، مشيرة إلى أنها توجهت برفقة صديقتها وأخيها إلى ساحة في ديترويت الاثنين الماضي، حيث احتشد نحو 20 ألف شخص في مهرجان خطابي تأييدا لأوباما.

وبعد إلقائه كلمته، كان الجمهور يقترب من المرشح الديمقراطي لالتقاط الصور التذكارية معه. وما إن اقتربت منه عارف، كغيرها، حتى ظهر الارتباك على أوباما، الذي ربما أجرى في ذهنه، حساباً انتخابياً، عما يمكن أن تصبح عليه الأمور لو استغل منافسوه صورة يبدو فيها ومن خلفه فتاة مسلمة بالحجاب، وفق ما تشير عارف.

ولاحظ معاونو أوباما سبب ارتباكه، فأسرع بعضهم لمنع الفتاة المصرية من تحقيق رغبتها، وطلبوا منها الابتعاد عن المكان، شارحين لها "وضعه الحساس، في هذا الوقت بالذات".

وبلهجة مصرية "ثقيلة"، أشارت الفتاة، التي تبلغ من العمر 25 عاماً، إلى امتعاضها وخيبتها من تصرف المرشح الديمقراطي، الذي أشعرها بالإهانة والحرج، ما دفعها لإبلاغ لجنته الانتخابية، بشكل رسمي، أنها تطالبه باعتذار، خطي أو عبر الهاتف، وفق ما قالته، وتؤكد عارف أن ما تطلبه لا يزيد عن حقها بـ "استعادة معنوياتها"، مشيرة إلى تفاؤلها بالحصول على اعتذار من المرشح الديمقراطي، "وسيكبر في نظر الأمريكيين إن اعتذر عن تصرفه".

أما في حال لم يتجاوب اوباما مع طلبها، فتنفي عارف أية نية لديها بمقاضاتها بتهمة التمييز الديني، "وهي واضحة أمام الجميع، حتى العاملين معه"، مشيرة إلى أنها، حينها، ستتحدث لوسائل الإعلام، على أنواعها، عما حصل معها، "لأستعيد معنوياتي"، بحسب ما تؤكد، واصفة ما تعرضت له بـ "نوع من قلة الاحترام، وتمييز شديد".

وعارف مولودة في كندا، لأبوين مصريين من مدينة نصر في القاهرة. إلا أنها وأخوتها، وُلدوا في أمريكا وكندا، حيث تخرجت هبة من كلية الحقوق بجامعة ديترويت قبل عام.

أما الفتاة المحجبة الأخرى التي تم ابعادها، شيماء عبدالفضيل، فقالت إن حملة أوباما تستمر في محاولة الابتعاد عن المسلمين "كما لو كان الارتباط بالمسلمين خطيئة"، رغم دعمها الشخصي له، والذي دفعها للانتظار 3 ساعات في الشمس لحضور مهرجان التأييد له.
 
مدير حملة أوباما: نعتذر بصدق
في المقابل، نأى المتحدث الرسمي باسم حملة أوباما الانتخابية بنفسه عن قرار منع الفتاتين المحجبتين من التقاط الصور إلى جوار أوباما. وقال بيل برتون إن إبعادها "لا يمثل سياسة رسمية لأوباما"، الذي تعتمد حملته الانتخابية على فكرة عدم التمييز ضد أي أمريكي، وفق ما نقلت وكالة أنباء "أمريكا إن أرابيك" الخميس. وأضاف برتون "نحن نعتذر بأمانة للفتاتين"، مضيفاً أن من اتخذ القرار بإبعادهما "كانوا من المتطوعين".

وتأتي هذه الحادثة في أعقاب محاولات حثيثة من قبل اوباما ابعاد نفسه عن ادعاء بانه مسلم. وكان آخر هذه المحاولات تدشينه موقعاً إلكترونياً جديداً، مخصصا فقط للرد على "حملات التشنيع والإشاعات" التي ادعى انه يتعرض لها. ووفق مراجعة قامت بها "أنباء أمريكا إن ارابيك"، فإن الموقع يشير إلى أن من "أهم الشائعات" التي يسعى اوباما للرد عليها إشاعة تشيع انه مسلم.

فيقول الموقع :"الكذب هو ان اوباما مسلم. الكذب هو ان اوباما درس في مدرسة اسلامية. الكذب هو ان السيناتور اوباما ادى القسم في مجلس الشيوخ على نسخة من القرآن". ويأتي الرد على الموقع ايضا بالقول: "الحقيقة هي ان اوباما لم يكن يوما أبدا مسلما، ولم يربى كمسلم، وهو مسيحي ملتزم".

هذا وقد دعت منظمات إسلامية وعربية ناشطة في امريكا دعت حملة اوباما الى دعوة مسلمات لحضور مؤتمرات اوباما قادمة. وقال المدير التشريعي لمجلس العلاقات الامريكية الإسلامية (كير) كوري سيلور في بيان صحفي: "نحن نرحب باعتذار حملة أوباما، ونحث المرشحيين من كل الاحزاب الا ينهاروا امام الضغوط الصوتية من قلة من الكارهين للإسلام في مجتمعاتنا من يرغبون بوصم الإسلام وتهميش المسلمين الامريكيين".

واضاف سيلر: "على كل المرشحين ان يردوا على السؤال بوضوح: هل يتعين على المسلمين الامريكيين ان يتهمشوا من العملية السياسية في بلادهم فقط بسبب ايمانهم وعقيدتهم؟".