اليوم باراك اوباما .. رئيسا للولايات المتحدة الاميركية

اليوم تنصيب  اول رئيس افريقي اميركي في الولايات المتحدة الاميركية
اليوم تنصيب اول رئيس افريقي اميركي في الولايات المتحدة الاميركية

الحرارة منخفضة في واشنطن، الطقس بارد .. لكن حرارة الحدث التاريخي تدفئ قلوب الوافدين الى المدينة التي ستشهد تنصيب اول رئيس افريقي اميركي في الولايات المتحدة الاميركية، نحو 3 ملايين شخص سيستمعون مباشرة الى خطاب الرئيس الـ 44 باراك اوباما الذي كتبه بنفسه الاسبوع الماضي، والذي سيشدد خلاله على مسؤولية المجتمع وتجديد الثقة في خضم الازمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد. 


فبعد 46 عاما من خطاب مارتن لوثر كنغ الشهير " لدي حلم" الذي القاه امام 300 الف شخص وقفوا في تظاهرة امام نصب لينكلون التذكاري في واشنطن ودعا خلاله الى منح السود في البلاد ابسط الحقوق، يقف اليوم الرئيس باراك اوباما ليجدد الوعد بالحلم ويذكر الاميركيين بضرورة تحمل المسؤولية.

فخلال مسيرته نحو التنصيب التي بدات من فيلادلفيا يوم السبت لم يتحدث اوباما، خلال الخطابات التي القاها في المحطات التي قادته الى واشنطن، عن عرق معين او عن فئة معينة بل تحدث عن الاميركيين كشعب واحد.

وعشية حفل تنصيبه التاريخي، شارك مع عقيلته ميشال في سلسلة اعمال خيرية بمناسبة يوم مارتن لوثر كينغ الذي يعتبر اجازة رسمية في البلاد الا ان اوباما دعا الى ان يكون يوما للتحرك وليس فقط للتأمل طالبا "من الاميركيين التعهد بتحسين ظروف العيش في احيائهم ومدنهم وبلادهم"، ودعا اوباما  الشعب الأميركي إلى التحول بسرعة من "حالم" الى "فاعل".

وبالفعل بعد تنصيبه سيعقد اوباما يوم الأربعاء، في يومه الأول بعد تسلمه المنصب رسمياً، اجتماعاً مع كبار القادة العسكريين لمناقشة الوضع في العراق .

وقال أحد مساعديه ان الاجتماع سيضم عدداً من كبار القادة والمساعدين العسكريين، إضافة الى رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميرال مايك مولن.

وفيما الجميع يحتفل في واشنطن بتنصيب اوباما، افيد ان شخصا من فريق الرئيس المنتخب سيغيب عن الحفل اليوم ، وهو وزير الدفاع روبرت غيتس الذي سيتابع حفل التنصيب من مكان مجهول، علم انه منشأة عسكرية خارج العاصمة ومنطقتها، وذلك لانه كلف تولي مهمات الرئاسة في حال وقوع اي حادث طارىء في يوم التنصيب.

الى ذلك، ينتظر الرئيس جورج بوش وعقيلته لورا وصول اوباما وعائلته الى البيت الابيض لتنتقل عائلة بوش مباشرة الى مسقط راسه في تكساس.

وعلم ان آل بوش شحنوا ممتلكاتهم من البيت الابيض الى منزلهم في تكساس قبل وصول الرئيس الجديد خلافا لما جرت العادة.

إذ ان نقل الأثاث و اغراض الرئيس المنتهية ولايته والرئيس الجديد يحصل عادة في يوم واحد لدى وصول الرئيس الجديد إلى البيت الأبيض.

وكان بوش قد اتصل امس هاتفيا للمرة الأخيرة كرئيس للولايات المتحدة الاميركية بقادة دول حليفة وصديقة وحتى متخاصمة مع الولايات المتحدة، واعرب لهم عن تقديره للعمل معهم قبل ان تنتهي ولايته رسميا منتصف ليل الثلاثاء.

ومع تنصيب اوباما اليوم بعد 46 عاما من خطاب مارتن لوثر كنغ الذي شق الطريق امام انتخاب اول رئيس افريقي اميركي، ترتفع الآمال في قلوب الاميركيين من اصول مختلفة في وصول المزيد من امثالهما الى مناصب متقدمة .. والسؤال الذي يشغل كل أميركي ، كيف ستكون سنوات أوباما الأربع في البيت الأبيض، وهل يكون على قدر التوقعات الهائلة المعلقة عليه ؟ يتساءل الأميركيون وفي الوقت نفسه يواصلون الأمل.

أسبوع من الأحتفالات
تعيش واشنطن والعالم في أسبوع من الاحتفالات المتواصلة، فشوارع واشنطن أغلق الكثير منها أمام توافد الجماهير والسياح، وأقيمت المحال المؤقتة لبيع التذكارات، التي تحمل صورة أوباما، وانشغل البعض في التصوير مع مجسمات تحمل صورة رجل الساعة.

ومساء أمس، انطلقت أولى الحفلات الغنائية، وحضرها أوباما مع عائلته، واندمج الجميع في سماع موسيقى ستيفي وندر وبونو وغارث بروكس، ومع إيقاع الموسيقى والأغاني تمايل أوباما و زوجته على أغنيات ستيفي وندر، الذي قالت عنه وكالات الأنباء أمس، إنه «الرجل الذي يجعل أوباما يرقص».

وكان من بين النجوم، الذين شاركوا في الحفل الموسيقي، الذي أقيم بعد ظهر أمس، في ظل درجات حرارة منخفضة وصلت إلى حد التجمد، والسماء الملبدة بالغيوم، كل من بيونسيه وبروس سبرنجستين. وقالت الأمريكية من أصل أفريقي ماكسين أندرسون (45 عاما)، القادمة من مدينة نيو أولينز بولاية لويزيانا، بصحبة شقيقاتها الثلاث: «لقد قدت سيارتي 18 ساعة لأكون هنا في هذا الحدث التاريخي، لم أكن لأفوته مقابل أي شيء، لأنني لم أعتقد أن هذا يمكن أن يحدث خلال حياتي».

وقد تحولت الحديقة الوطنية في واشنطن، الحبلي بالذكريات، وهي الموقع الذي شهد العديد من الاحتجاجات التاريخية، إلي بحر زاخر بالفرح والغناء والرقص من جانب أنصار أوباما.

 وقد ظل غالبيتهم في الانتظار على مدى ما يتراوح بين 6 و8 ساعات، تحت درجة حرارة 2 مئوية، لإلقاء نظرة خاطفة على الرئيس القادم.

وظهر أوباما مع اقتراب الحفل من نهايته، عقب أداء فرقة «يو تو» أغنية الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي المنتخب. ونال أوباما دفعة كبيرة من التصفيق لدى ظهوره، وهو يلوح للحضور ويتجه صوب المنصة.

وقال أوباما: «لن أدعي أن مواجهة أي من تلك التحديات سيكون سهلا، سيتطلب ذلك أكثر من شهر أو عام، سيستغرق ذلك الكثير من الوقت.

وطوال الطريق، ستكون هناك عقبات وبدايات خاطئة وأيام تختبر جوهر عزيمتنا كأمة». وشاهد أوباما وزوجته ميشيل وابنيهما ماليا (عشرة أعوام) وساشا (سبعة أعوام) الحفل من داخل غرفة زجاجية، مزودة بوسائل للتدفئة، بجوار منصة العرض.

وانشغلت ماليا بالتقاط الصور مستخدمة كاميرا رقمية صغيرة، بينما تنقلت الصغيرة ساشا بين المقاعد لتحظى بأفضل مشاهدة للحفل.

وكان من ضمن المتحدثين خلال الاحتفالية، الممثلون توم هانكس، وفورست ويتاكر، وجيمي فوكس.

وقال الممثل دينزل واشنطن عند درجات سلم النصب، الذي يضم ضريح ابراهام لنكولن، الرئيس الذي حرر العبيد، ودرجات السلم، التي انطلقت من فوقها كلمات زعيم الحقوق المدنية الخالدة مارتن لوثر كنج لدى حلم «إننا نقف على عتبات المحرر العظيم».

وأضاف واشنطن «في هذا اليوم يلهمنا الرجل الذي انتخبناه ليكون الرئيس رقم 44». ثم افسح المجال أمام بروس سبرنجستين وفريق الإنشاد الذي راح يؤدي «ذي رايسنج» وهو نشيد مفضل من أيام الحملة الانتخابية، حظي بتصفيق أوباما وزوجته ميشيل وقوفا.

ثم بدأت مجموعة من الفقرات الفنية من أداء النجوم، ماري جي بليج وجيمس تيلور وجون بون جوفي وشيريل كرو وجون ميلينكامب.

لكن الشخصية الشهيرة التي نافست أوباما، كان هو الفنان يو2 فرونتمان بونو الذي استقبلته الجماهير بالصراخ، الذي راح صداه يتردد في جنبات الحديقة الوطنية.

وقال المغني الناشط الايرلندي «دعوا الحرية تدق أجراسها. في هذا المكان، حيث نقف كان لدى مارتن لوثر كنج حلما. هذا الحلم سيرى النور يوم الثلاثاء».

واستغل بونو المناسبة للإدلاء بتصريح سياسي وصف فيه انتصار أوباما أنه «ليس مجرد حلم أميركي، لكن أيضا حلم ايرلندي وحلم أوروبي وحلم أفريقي وحلم إسرائيلي وكذلك حلم فلسطيني».

وقال موجها كلامه لأوباما «يا لها من فرحة غامرة، تحرك مشاعر أربعة من الصبية الايرلنديين، جاءوا من الجانب الشمالي لدبلن لتكريمك يا سيدي».

وعلق جين أتاس (17 عاما)، وهو طالب من أوهايو قائلا «إنني لا أستطيع أن أقرر من أحب أكثر، بونو أم أوباما. كلاهما يلهمني لأكون شخصا أفضل.إنني أريد أن أحرك العالم مثلهما.

إنني هنا حتى أستطيع أن أقول لأحفادي ذات يوم، إنني كنت هنا». وكثيرون على غرار ماكسين اندرسون (45 عاما)، وهي أميركية من أصل أفريقي، من نيو أورليانز بولاية لويزيانا، قادت سيارتها على مدى 18 ساعة لحضور الحفل، مدفوعة بالرغبة لمشاهدة حدث لم تتوقع أبدا أن يحدث في حياتها. وتقول أندريا اورتيز (28 عاما)، وهي حامل في شهرها الثامن «سأسمي المولود باراك».

وكان أوباما وبايدن قد وصلا إلى العاصمة الأميركية مساء السبت، في أعقاب رحلة بالقطار، تخللها توقف في عدد من المحطات، للانضمام إلى المشاركين في الاحتفالات، في فيلادلفيا وبالتيمور لإطلاق إشارة البدء في ثلاثة احتفالات، قبل مراسم حفل التنصيب الرئاسية الثلاثاء، التي ستقام على درجات سلم الكونجرس.

أناقة ميشيل أوباما
ميشيل أوباما اختارت طاقما من تصميم نارسيسو رودريجيز، وهو المصمم نفسه الذي صمم لها الرداء الأحمر، الذي ارتدته عشية الإعلان عن الانتخابات.

 وظهرت السيدة الأولى المقبلة في طاقم من اللونين العسلي والأسود، أظهرا قوامها الطويل، ومنحاها منظرا كلاسيكيا أنيقا جديرا بالسيدة الأولى المقبلة للولايات المتحدة.

الكونغرس ينشر تفاصيل الوجبة على الأنترنت
نشر موقع الكونغرس الأميركي تفاصيل حفل الغذاء، الذي يحضره الرئيس المنتخب و نائبه اليوم الثلاثاء. و حرص الموقع على توفير الوصفات الخاصة بكل طبق مقدم.

و الجدير بالذكر أن الوجبة المقدمة تضم الأطباق المفضلة للرئيس ابراهام لينكولن، وسيقدم الطبق الأول باستخدام أطباق مماثلة لتلك التي اختارتها السيدة الأولى وقتها، ماري تود لينكولن. وبعد أن يؤدي اليمين الدستورية مباشرة، سيستمتع أوباما، داخل قاعة «ستاتوري هال» في مبنى الكابيتول (الكونجرس)، بطبق من فواكه البحر، كطبق مقبلات.

أما الطبق الرئيسي فسيكون خليطا مميزا، يجمع بين الدواجن والخضروات، ويتكون من لحوم البط وطائر التدرج، الذي يتميز بألوان ريشه المميزة، مع صلصة الشانتي المصنوعة من الكريز المر، بالإضافة إلى قطع البطاطا. ويتكون طبق الحلو من مخبوزات التفاح والقرفة.

وسيشارك في الوجبة التقليدية أسرة أوباما، بالإضافة إلى نائبة جو بايدن وزوجته، ونحو 200 ضيف.