الفضائح الجنسية تلاحق برلسكوني ونصائح له بأن يقتدي بكلينتون

رئيس إيطاليا الأسبق ينصحه بعدم الرد على الاتهامات وأن يقتدي ببيل كلينتون وجون كينيدي وفي الصورة سيلفيو بيرلسكوني مع وزيرة السياحة ميشيلا فيتوريا برامبيلا
رئيس إيطاليا الأسبق ينصحه بعدم الرد على الاتهامات وأن يقتدي ببيل كلينتون وجون كينيدي وفي الصورة سيلفيو بيرلسكوني مع وزيرة السياحة ميشيلا فيتوريا برامبيلا

مع أن رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني لا يخفي حبه ومداعبته المستمرة للنساء، والتي أنهت علاقته بزوجته، إلا أن الاعتقاد السائد أن الاتهامات التي أطلقت خلال الأيام الماضية قد تضع نهاية لسلطاته السياسية.


 آخر الاتهامات هو ما أفصحت به بعض الفتيات على أنهن يعملن لدى وكالة استئجار (اسكورت غيرلز) في منطقة باري بإيطاليا لحضور الحفلات الخاصة في بيته في روما وفي فيلته بسردينيا، وكانت قد نشرت صحيفة «إيل باييس» الإسبانية اليسارية قبل أسبوعين صورا التقطت في حفلات أقيمت في منزل برلسكوني في سردينيا وهي من ضمن مئات الصور التي صادرها القضاء الإيطالي بعد شكوى تقدم بها رئيس الوزراء بتهمة انتهاك خصوصياته، وتظهر إحدى الصور برلسكوني محاطا بعدة نساء في حديقة المنزل وأخرى لامرأتين ممددتين في الشمس عاريتي الصدرين ورجلا عاريا تماما قرب المسبح.

وأكدت صحيفة «إيل كورييري ديلا سيرا» أن هذه الصور تبين «مناسبات اجتماعية أقيمت في فيلا بورتو روتوندو الرائعة» وتظهر «فتيات يرتدين البيكيني أو عاريات الصدر وأخريات يأخذن حماما في الهواء الطلق إلى جانب صور تظهر فتيات بلباسهن الكامل إلى جانب برلسكوني في باحة الجناح المخصص للضيوف».

بعض الصور التقطت في حفل رأس السنة الذي قد تكون شاركت فيه نويمي ليتيسيا، 18 عاما وكانت قاصرا في تلك الحقبة، والتي لا تزال طبيعة علاقتها ببرلسكوني تثير ضجة في الحياة السياسية وتشكل أحد الأسباب التي دفعت بزوجة رئيس الحكومة فيرونيكا لاريو إلى طلب الطلاق منه.

ولكن الادعاءات الجديدة تبين أن رئيس الوزراء الإيطالي استأجر فتيات لحضور هذه الحفلات ولم تكن الحفلات الخاصة هي مجرد تجمع لبعض الأصدقاء في بيته، ودعت الهيئة الإيطالية، المكلفة حماية الحياة الخاصة، وسائل الإعلام الإيطالية إلى «احترام كامل» للقواعد المتعلقة باحترام الحياة الخاصة بعدم نشرها صورا ملتقطة في منزل رئيس الوزراء، وقالت الهيئة المكلفة حماية المعلومات الشخصية في بيان آنذاك، إنه «من غير القانوني التقاط صور أشخاص داخل ملك خاص واستخدامها من دون موافقتهم».

لكن الاتهامات الجديدة أعطت وسائل الإعلام الإيطالية فرصة جديدة لشن هجومها على رئيس الوزراء السبعيني، وقالت إحدى الفتيات إنها سجلت بالصور تواجدها في غرفة نوم رئيس الوزراء.

وادعت أخرى استأجرها أحد رجال الأعمال لحضور حفل في بيت برلسكوني في روما أنها تلقت مبلغا من المال لقاء حضور الحفل، وقالت باربرا مونتيريلي لصحيفة «التايمز» البريطانية أمس إنها تلقت مبلغ 10 آلاف يورو «كهدية» بعد حضورها حفلا في فيلته دفعها رجل الأعمال غيامباولو ترانتيني، كما ادعت باربرا مونتيريلي، 23 عاما، أن فتاة أخرى من وكالة استئجار واسمها باتريتزيا دا اداريو قالت لها إنها أقامت علاقة جنسية مع برلسكوني.

وأضافت باربرا مونتيريلي أنها تعرفت على رئيس الوزراء في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في سكنه في قصر غرازيولي بروما، وكانت ضمن مجموعة من الفتيات من ضمنهن باتريزيا دا اداريو ولوتشيا روسيني، امرأة أخرى من وكالة الاستئجار في باري، والتي تم التحقيق معها من قبل الادعاء الإيطالي.

وجاءت جميع الفتيات للتعرف على رئيس الوزراء وأن الذي رتب ذلك كان رجل الأعمال غيامباولو ترانتيني، الذي يخضع حاليا للتحقيق من قبل السلطات القضائية الإيطالية تحت تهمة المتاجرة بالجنس، وقالت باربرا مونتيريلي في مقابلتها مع صحيفة «التايمز» «الجميع كان يعرف أن باتريتزيا كانت تعمل لدى وكالة استئجار الفتيات.

كان من المفروض أن أشترك معها في غرفة في الفندق، وعندما عادت إلى الغرفة في الصباح قالت لي إنها قضت الليلة معه (برلسكوني)، وإنه لم يدفع لها مالا لأنها أرادت منه أن يقوم بعمل خاص لصالحها» وهو أن يساعدها في تمرير مشروع بناء كان قد توقف العمل به.

وتقول باربرا مونتيريلي إنها لا تعمل مثل الأخريات لدى وكالات الاستئجار وإنما تعمل كمضيفة في الحفلات، وإن حضورها الحفلات في بيت برلسكوني لم يكن ذلك كصديقة له أو لأحد الضيوف، وأضافت أنها لم تتلق أجرا على حضورها في المرة الأولى، لكنها أصرت على أن تتلقى ألف يورو بعد ذلك عن كل حفلة تحضرها، إلا أن غيامباولو ترانتيني نفى أن يكون قد دفع أموالا للفتيات واعتذر علنا لرئيس الوزراء على الإحراج الذي تسبب به.

وقال لوكالة الأنباء الإيطالية «إنسا» إن ما دفعه للفتيات لم يكن لخدمات خاصة وإنما فقط تكاليف سفرهن ومكوثهن في المكان، أما برلسكوني فقد اعتبر أن الاتهامات كلها جزء من حملة إعلامية لتشويه صورته.

ونصح الرئيس الإيطالي الأسبق فرانسيسكو كوسيجا رئيس الحكومة برلسكوني بالاستقالة والدعوة إلى انتخابات مبكرة في البلاد بهدف تأمين سلطته، وقال كوسيجا، 80 عاما، إنه على ثقة بأن مثل هذه الخطوة ستجلب النصر لبرلسكوني على الرغم من الجدل الدائر حاليا حول حياته الشخصية.

وأضاف كوسيجا، الذي تولى منصب الرئاسة في إيطاليا بين عامي 1985 وحتى 1992، في تصريحات نشرتها صحيفة «لاستامبا» الصادرة أمس الاثنين «لو كان (برلسكوني) يتمتع بالحنكة، لاستقال من منصبه وترك البلاد وأعطى (المواطنين) فرصة للذهاب إلى صناديق الاقتراع».

ونصح كوسيجا الملياردير برلسكوني بعدم التعقيب على الأقوال التي أثيرت أخيرا حول حياته الشخصية وعلاقاته النسائية ونصحه بعدم الدفاع عن نفسه ولا الرد على هذه الأمور ولا حتى الاعتذار عنها.

وقال كوسيجا إن الرئيسين الأميركيين السابقين بيل كلينتون وجون كينيدي على سبيل المثال لم يعتذرا لشعبهما في إشارة منه إلى العلاقات النسائية للرئيسين، ورأى كوسيجا أن برلسكوني ضحية لكراهية خصومه كما أنه ضحية أيضا لـ«سذاجته وعدم حرصه» ونصحه بإهداء فيلته في سردينيا التي كانت مسرحا لحفلات مع فتيات شابات، إلى الدولة أو إلى الحكومة المحلية في سردينيا.

الجدل مستمر في إيطاليا حول تصرفات برلسكوني وتعليقاته الساخرة، خاصة بعد اتهام صحف أجنبية له مثل «الفاينانشال تايمز» البريطانية الرصينة بأنه ليس من طراز موسوليني «لكنه خطر على إيطاليا في المقام الأول»، والبعض يعتبر قصة ليتيسيا مثل قشرة الموز التي قد «تزحلق الحكومة الحالية».