هل هناك عوامل خطر مشتركة بين التهاب اللثة والقلب؟

عمري 56 سنة، وأعاني من ارتفاع ضغط الدم. وخلال معاينة طبيب الأسنان لي وجد أنني مصاب بمرض في أنسجة اللثة، وحولني إلى اختصاصي لمعالجتها. إنني أعلم أن ارتفاع ضغط الدم يزيد من خطر أمراض القلب، ولكن قيل لي إن أمراض اللثة تزيد أيضا من هذا الخطر، فهل هذا صحيح، وهل تفيد المعالجة؟


أطباء الأسنان والاختصاصيون في القلب ظلوا يحاولون الإجابة على أسئلتك، إلا أنهم لم ينجحوا تماما حتى الآن. وقد أفادت عدة دراسات بأن الأشخاص المصابين بأمراض في الأنسجة الواقعة حول الأسنان (periodontitis)، يتعرضون أكثر من غيرهم لأمراض القلب مقارنة بالآخرين الذين يتمتعون بلثة سليمة.

عوامل خطر
إلا أن هذه الصلة لا تبدو واضحة تماما، مع أن أمراض القلب وأمراض اللثة لها عوامل خطر كثيرة مشتركة، ومنها عند الجنس الذكوري ـ أي الرجال دون النساء ـ تقدم العمر، والتدخين، وداء السكري.

وبالنتيجة، فإن الكثير من الأشخاص المعرضين لخطر وقوع مرض في اللثة يكونون أيضا معرضين لخطر وقوع مرض في القلب، إن لم توجد بين هذين المرضين صلة مباشرة أخرى.

ومع ذلك، ولأن مرض أنسجة ما حول الأسنان هو حالة من الالتهاب، فإنها تزيد بقوة من مستويات بروتين «سي» التفاعلي (سي ريأكتيف) C ـ reactive protein، وكذلك من مستويات «فبرينوجين» (fibrinogen)، اللذين يرتبط كل منهما بحدوث أمراض في الشرايين التاجية.

وقد يتطلب الأمر وقتا أطول لكي يمكن تحديد العلاقة بين أمراض اللثة وبين أمراض القلب. أما سؤالك الثاني فإن العلماء يعملون حاليا على التدقيق فيه، إذ تعكف دراسة «التهاب الأنسجة ما حول الأسنان وحدوث مشكلات الأوعية» Periodontitis and Vascular Events (PAVE) study، على تقييم آثار معالجة التهابات الأنسجة حول الأسنان لدى المرضى المصابين في نفس الوقت بأمراض شديدة في اللثة وبأمراض في الشرايين التاجية تم رصدها بوضوح.

إن معالجة الأنسجة الواقعة حول الأسنان قد تفيد قلبك وقد لا تفيده، إلا أنها ستفيد لثتك وأسنانك. وصحة الأسنان ترتبط بالصحة الجيدة عموما. ولذلك فعليك مواصلة تفريش أسنانك واستعمال الخيط السني. وواصل مضمضة الفم بالسوائل المضادة للبكتريا، وراجع طبيب الأسنان.

ولا تنس الفوائد المؤكدة للنظام الغذائي الجيد والتمارين الرياضية. كما عليك الامتناع عن التدخين، ومراقبة ضغط الدم والسيطرة عليه، وعلى مستوى السكر في الدم والكولسترول، والحفاظ على وزن طبيعي، وتجنب التوتر.

وإن كانت الرعاية الجيدة لأسنانك تقيك من حدوث الترسبات عليها، فإن العادات الغذائية الصحية تحمي شرايينك من الترسبات الضارة.