تحذيرات من تحول أقراص «منع الحمل للطوارئ» إلى موضة

يجب أن تستخدم أقراص «منع الحمل للطوارئ» في الحالات الاستثنائية فقط
يجب أن تستخدم أقراص «منع الحمل للطوارئ» في الحالات الاستثنائية فقط

أصبح استخدام أقراص «الطوارئ» أحدث صيحات هذا العصر بالنسبة للسيدات والأطباء في مجال منع الحمل على مستوى العالم، نظرا لسهولتها وعدم اضطرار المرأة لاستخدام موانع الحمل التقليدية وتحمل أعراضها الجانبية المختلفة.


وعلى الرغم من انخفاض معدل الحماية في مثل هذه الأقراص إلى نحو 2 في المائة، أي إن اثنتين من كل 100 سيدة تستخدم هذه الأقراص تتعرضان لحدوث الحمل، مقارنة بالوسائل الأخرى كالأقراص اليومية أو الجهاز الرحمي (اللولب) التي لا تزيد معها نسبة حدوث الحمل عن 5 في الألف، فإن استخدام وسيلة الطوارئ هذه يلاقي صدى متزايدا حول العالم يوما بعد الآخر.

تحذيرات طبية
ولكن دراسات كثيرة عالمية تحذر من الاعتماد بشكل أساسي على أقراص الطوارئ في منع الحمل، كما أن بعض الدراسات أشارت إلى أن تناولها بشكل مبرمج في كل شهر لا يؤدي إلى زيادة فاعليتها.

وأوضحت دراسة إحصائية أخيرة نشرت في دورية «The Cochrane Library» لشهر مارس، قامت بها مجموعة من الباحثين بإشراف باحثة طب المجتمع تشيلسي بوليس من جامعة جون هوبكنز، أنه بدراسة بيانات نحو 8 آلاف امرأة من أربع دول حول العالم هي الولايات المتحدة والصين والهند والسويد، تبين أن إتاحة هذه الأقراص للاستخدام بصورة منتظمة قد يزيد من معدلات الحمل بدلا من خفضها، وذلك نظرا لتحول بعض السيدات إلى استخدامها بدلا من الوسائل التقليدية.

وتؤكد الأبحاث العلمية أن استخدام هذه الأقراص يجب أن يظل محصورا في نطاق الطوارئ فقط، لأنها صممت أصلا لهذا الغرض حتى تنقذ ما يمكن إنقاذه مع السيدات اللائي لا يستخدمن وسائل «نظامية» آمنة لمنع الحمل.

أما أن تتحول السيدات من طريقة منتظمة إلى حبوب الطوارئ، فإن ذلك يعني مضاعفة احتمالات حدوث الحمل لديها بمعدل عشرة أضعاف نسبته السابقة.

إقبال واسع
وتعود أسباب ازدياد استعمال أقراص الطوارئ إلى التخوف من الأعراض الجانبية لاستخدام الوسائل الأخرى، فالجهاز الموضوع في الرحم بأنواعه قد يزيد من كمية الدورة الشهرية ويطيل عدد أيامها، كما أنه قد يؤدي إلى آلام متكررة أسفل البطن والظهر لدى بعض السيدات، إلى جانب أن السيدات يتخوفن من طريقة تركيبه التي يعتقدن أنها مؤلمة.

أما الأقراص اليومية فإنها، مع اختلاف أنواعها، قد تؤدي إلى كثير من الأعراض غير المرغوبة من زيادة في الوزن أو اضطراب في الدورة الشهرية، نظرا لطبيعتها الهرمونية، إلى جانب أنها تحتاج إلى نظام صارم في تناولها يوميا.

وعلى الرغم من كونها تتبع الفصيلة نفسها (الهرمونية) للأقراص اليومية، فإن السيدات يفضلن استعمال أقراص الطوارئ كونها تستخدم في جرعة واحدة (أو في جرعتين طبقا للنوع المستخدم في كل دولة)، كما أن نسبة الهرمونات بها تعد نسبة ضئيلة مقارنة بمجمل ما تحتويه الأقراص الشهرية.

أما عن أشهر المساوئ في أقراص الطوارئ، فتكمن في أنها أقل حماية في منع الحمل من الوسائل المنتظمة بما يوازي عشرة أضعاف، كما أنها تتسبب غالبا في شعور بالغثيان وربما القيء لدى كثيرات من مستخدماتها. 

إلى جانب أعراض أخرى أقل اعتيادا مثل آلام البطن، والصداع، والإرهاق البدني، والشعور بالنعاس، وآلام بالثدي، واضطراب الدورة الشهرية.