المعرض الدولي للشوكولاته في كولون .. حلوى سائلة لوشم الجسم ومعجنات بمسحوق التين

الحلويات لجميع الأعمار والشركات تجهد في تنويع منتجاتها لإغراء المستهلكين
الحلويات لجميع الأعمار والشركات تجهد في تنويع منتجاتها لإغراء المستهلكين

يمكن لهواة تناول الحلوى الاطمئنان نسبيا لأن النزعة السائدة منذ أعوام في المعرض الدولي للحلوى (ISM) هي الشوكولاته الخالية من السكر، الحلوى المشحونة بالفيتامينات، بل وحتى قطع الملبس الخافضة للكوليسترول.


لكن المقلق، بالنسبة للمنتجين والمستهلكين على حد سواء، هو ارتفاع أسعار الكاكاو ومسحوق اللوز وبقية مكونات الحلوى، الأمر الذي يعني ارتفاع أسعار الحلوى خلال هذا العام.

وهو قلق عبر عنه جيرهارد بوزة، رئيس المعرض، في كلمته الافتتاحية يوم الأحد الماضي. وكان بوزه قد أعلن عن افتتاح المعرض بمساهمة 1494 شركة عالمية من 64 دولة، غطت الحلوى التي استعرضتها 10 أجنحة ضخمة من أجنحة المعرض على ضفاف الراين، واحتلت نحو 110 الاف متر مربع.

فالمتوقع هو زيادة أسعار المواد الأولية بنسبة 9 في المائة وخصوصا في سعر الكاكاو الذي يعتبر المادة الأساسية في صناعة الحلوى ويشكل 80 في المائة من مواد الحلوى المعروضة في المعرض. علما أن ألمانيا تصدرت قائمة أكثر الشركات المساهمة في المعرض 226 تليها إيطاليا 141 ثم بلجيكا 135.

فسمعة الشوكولاته تحسنت كثيرا خلال السنوات الماضية، لكن ذلك لم يكن بفعل الدراسات العلمية التي تتحدث عن علاقة الشوكولاته بزيادة فرز هرمون السعادة(السيروتونين) في جسم الإنسان فحسب، وإنما بفضل التوجه الظاهر للإنتاج نحو تحسين صحة الإنسان، الحفاظ على البيئة، وتقليل استخدام السكر والتركيز على تقديم منتجات خالي من المواد الصناعية وتكون الفواكه والبذور والأعشاب الصحية نسبة عالية من مكوناتها.

المعروضات تنوعت بين الشوكولاته والمشروبات والبوظة والمعجنات والعلكة... إلخ والملاحظ هو أن المنتجات لم تكن لذيذة فحسب وإنما مغلفة بشكل أجمل وبألوان زاهية وجذابة.

فالخطاب هنا موجه أساسا إلى الأطفال الذي يعتبرون من أهم مستهلكي الحلوى والشوكولاته في العالم. ولهذا فقد كانت قطع الملبس تحتوى على حكم وأقوال، تم عجنها بأشكال حيوانية، غنية بالفواكه الطبيعية، قليلة السكر، والأهم أنها لا تسوّس أسنان الأطفال.

وبهدف جلب أنظار الأطفال صنعت شركة «آخنر برنتن» الألمانية علبة اسطوانية جميلة تحمل صورة دوامة الخيل(Merry go Round)، يجد الطفل اللعبة داخلها فعلا، وتعزف الموسيقى وتدور كلما تناول الطفل واحدة من قطع الشوكولاتة المثبتة على الخيول الدائرة. ويقف الطفل أمام عدة خيارات هنا لأن قطع الشوكولاتة محشوة مرة بالجوز، مرة باللوز، ومرة أخرى بالفستق.

ومن شركة«سيفير» السويسرية هناك كيس مصنوع من مادة معينة يحتوي داخله على حبات الذرة. وتنتفخ الحبات داخل الميكروويف إلى بوب كورن وينتفخ الكيس معها إلى علبة مستطيلة من الكرتون.

الجديد أيضا هذا العام جاء من بلد عريق في صناعة الحلوى هو سويسرا، فصانع اللذائذ «شوكو فراي» (قاعة 4) يعد زبائنه بنشاط وحيوية لا تتوقفان مثل ساعات سويسرا.

فشوكولاته هذا العام مكونة من الحليب والكاكاو المطعم باللوز، المحلّى بالعسل، والمزود بكريات صغيرة تحتوي على الهواء الأوكسيجيني، واسمها شوكو كريات الهواء.

و«ساروتي ميني» من صانع الشوكولاتة الألماني شتولفيرك تتألف تماما من حبات كاملة من الجوز المغلف بالشوكولاتة السوداء المرة أو بشوكولاتة الحليب. والجوز المحلّى يباع داخل علب من 160 غم.

«بيض الفصح» من آخنر برنتن لا علاقة له بالبيض إلا من خلال صورة البيض المرسومة على الغلاف الملون بألوان عيد الفصح. فهو عبارة عن شرائح خبز محشوة بكريمة الفواكه (الليمون أو البرتقال) ويوفر مذااقا رائقا عند أكل البيض المسلوق معه. وتعول الشركة على ايام الفصح القادمة في أبريل 2011 للترويج لمنتجها.

في المجال الصحي تعد شركة زايتنباخر الألمانية بأن منتجاتها لا تحتوي على الكوليسترول أو الجيلاتين أو اللاكتوز، وطرحت 24 نوعا من الشوكولاتة والملبس الخالية من هذه المواد.

وعرضت الشركة في الجناح الخامس ألواح شوكولاته أطلقت عليها اسم «شوكو البروتين»، وهي حلوى (وزن اللوح 16 غم) لكنها مشحوة ببروتينات الحليب المركزة والخالية من المواد الصناعية.

شركة ايشتين النمساوية شاركت في سوق المنافسة بشوكولاته فوّارة توضع في قدح ماء فتتحول إلى قدح عصير يحتوي على الفيتامينات بطعم الروم أو الجوز أو الكابوتشينو.

إما شركة غومليك الدنماركية فقدمت الحلوى الخالية من السكر بثلاثة أنواع صحية (قاعة10)، الأول بطعم المنثول، الثاني بطعم الليمون ومجموعة فيتامينات بي، والثالث يحتوي أساسا على فيتامين سي. ومن نفس الشركة علكه للأسنان تحتوى داخلها على مسحوق مادة زايلوتول بنسبة 40 في المائة، مع ملاحظة أن المادة مستخدمة بكثرة في تبييض الأسنان ومكافحة التسوس.

بمناسبة المعرض، وفي مجال حماية البيئة، نشر اتحاد منتجي الحلوى في سويسرا دراسة علمية حول دور صناعة الشوكولاته في تلويث الجو بغاز ثاني أوكسيد الكربون.

وتشي الدراسة بأن إنتاج 100 غم من الشوكولاته السوداء يعني إطلاق 15-180 غم من الغاز الضار، وأن إنتاج 100 غم من شوكو الحليب (البيضاء) يعني إطلاق 240-280 غم من ثاني أوكسيد الكربون.

وأعتبرت إدارة المعرض نتائج البحث دافعا للشركات لتحسين طرق إنتاج الحلوى بما يقلل تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن الغاز. وربما أن شوكولاته «آخنر برنتن» الألمانية، التي عرضت في المعرض، كانت الأغلى من نوعها في العالم.

وليس ذلك بسبب محتوياتها اللذيذة من الشوكولاته والعسل والمارزيبان (79 في المائة مارزيبان)، أو الشوكولاته والعسل واللوز (74 في المائة)، وإنما بسبب تغليفها بورق من الذهب.

أكسل ويذربورن من شركة ميبونا (القاعة 10) شرح أسباب تسمية حلويات شركته بالـ«كولاج» على أساس أنها مركبة مثل الأعمال الفنية في التصوير والنحت.

فالشوكولاتة مكونة من الكاكاو والعطور الطبيعية مع الجوز والفستق واللوز، ويتغير طعم قطعة الحلوى كل مرة ليعطي طعم كل مادة مكونة لها، وتذوب القطعة في النهاية بأكملها في الفم لتعطي طعما لذيذا متكاملا.

شركة اليكس سويتز(القاعة5) مزجت بين موضتي الحلوى والوشم على الجلد فقدمت ما أطلقت عليه اسم «بوب بوب تاتو سبراي». وهي علبة واحدةووزنها نحو 4 كيلوغرامات تحتوى على 9 أوعية للرش مجهزة بإبرة للوشم.

وتقول الشركة أن الشوكولاتة السائلة مخلوطة بالألوان التي تتيح رسم مختلف الرسوم على الجلد، ويستطيع من يسأم من الرسم لاحقا أن «يلحس» الوشم ببساطة.

من المنتجات «الغريبة» هذا العام هو ما قدمته شركة بوكر باكهاوزن الألمانية من ألواح خبز تحتوي على البصل المقلي، وألواح أخرى تحتوى على قطع الزيتون المحلّى. وألواح أغرب منها تماما هي ألواح الخبز المخلوط بمسحوق الدريس أو التين.

ومن الأشكال «الحلوة» المبتكرة هذا العام هو هاتف جوال مصنوع 100 في المائة من المارزيبان من شركة أودنفيلد الألمانية (قاعة 10)، ونصف دجاجة محمصة من المارزيبان من نفس الشركة، وتبدو الدجاجة كأنها حقيقية. طبيعي فهناك كرات القدم والأحذية والتلفزيونات والتماثيل الكاملة من الحلوى والمارزيبان.

شركة جوكليت كانيلا بلوخ تعد زبائنها بعدم الخشية من تناول حلوياتها بعد تناول وجبة دسمة وكبيرة. فالشركة انتجت كريات من الشوكولاتة والكاميلا (60 في المائة كاكاو) تحتوى داخلها على مواد كحولية هاضمة وسمتها «الشوكولاته الهاضومة». ويمكن للمتخوم أن يختار بين الشوكولاته الدايجستيف بالكرز أو الكمثرى أو التفاح.

كانت تركيا «الشريك الأول» للمعرض الدولي للحلوى، وهي المرة الأولى التي تخصص فيه إدارة المعرض مثل هذا الموقع. ويبدو أن إقامة نحو 3 ملايين تركي في ألمانيا ضمن رجحان كفة الصادرات التركية إلى ألمانيا حيث صدرت تركيا 19،5 طن من الحلوى إلى ألمانيا، في حين أن ميزان الصادرات الألمانية إلى تركيا كان 6،2 طن. وعلى أية حال أعلنت إدارة المعرض أن ألمانيا انتجت 2،5 مليون طن من الحلوى عام 2010 درّت دخولا على الشركات ترتفع إلى 9 مليار يورو.