سؤال : لماذا أفكر دائما في الطعام ؟

من الأفضل علاج هذه المشكلة في مرحلة مبكرة منها حتى تشعر بتحسن على المدى الطويل
من الأفضل علاج هذه المشكلة في مرحلة مبكرة منها حتى تشعر بتحسن على المدى الطويل

سنقدم سؤالاً قد يبدو غريباً لكنه واقع يعيشه الكثير من الأشخاص، فبالرغم من أن الطعام يمثل جزءاً هاماً من الحياة وليس كلها إلا أن هناك آخرين يمثل لهم هذا الجزء أكثر شيء يشغل بالهم، ويستمرون في التفكير الدائم به وليس لديهم أدنى فكرة عن سبب حدوث ذلك، لكن ستقدم الدكتورة (Melina Jampolis) خبيرة التغذية والرجيم الغذائي الرد على هذه المشكلة.


المشكلة على لسان صاحبها:يخبرنا أحد الأشخاص بمشكلته وهي : عندي سؤال عن مشكلة تخص الإفراط في تناول الطعام، وكوني طالباً جامعياً أدرس بمجال علم الغذاء دائما أفكر في الطعام.

أمارس بعض الألعاب بالإضافة إلى الجري، آكل طعاماً صحياً للغاية ولكن المشكلة هي التفكير المستمر في الغذاء، ويؤدي ذلك إلى إفراطي في تناول الطعام حتى ازداد وزني 16 باوند في أقل من عامين.

فهل هناك أي طريقة للسيطرة على نفسي؟ أريد أن أخسر 10 باوند، يبلغ طولي 5 أقدام ووزني 120 باوند، ولا يبدو أنني سأتمكن من التخلص من الطعام غير الصحي من غذائي، كما أن الإقلال من تناول الطعام صار شيئاً صعباً لأنني لا أريد أن أشعر بالجوع.. لكني أحتاج إلى نصيحة سريعة ؟

رد الخبيرة على السؤال: أهلا بك.. إنني سعيدة جدا لأنك سألت هذا السؤال فكان سببا في التعرض للعديد من الموضوعات الهامة.

يعتبر التفكير الدائم بالطعام تحدياً يواجهه الكثير من سكان العالم هذه الأيام، وخاصة لدى الشعب الأمريكي وهذا بناء على النتائج التي توصل لها الدكتور (David Kessler) المفوض السابق لإدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية ومؤلف كتاب (The End of Overeating).

لاحظ اعتماد 20% من أصحاب الوزن الصحي و50% من أصحاب الوزن الزائد على السلوكيات بدرجة كبيرة مثل فقدان السيطرة على تناول الطعام، وعدم الشعور بالرضا خلال تناولهم له والانشغال الدائم به.

السر في هذه العادة: ترجع نسبة كبيرة من هذه العادة السلوكية التي نطلق عليها (الإفراط المشروط في تناول الطعام) إلى مسارات المخ التي تأسست من قبل وعززت الاستهلاك المنتظم والانجذاب التام للحصول على نسبة عالية من الأطعمة عالية الدهون، السكريات والأملاح.

ولأن هذا التفسير قد يبدو غير مناسب لحالتك لأنك تأكل بشكل صحي تماما، فربما تعود عادة الإفراط في الطعام لديك إلى مثيرات ترجع لأشياء أخرى مثل بيئة الطعام، الانفعالات مثل التوتر والمناسبات الاجتماعية.

حتى لو كنت تتخير طعاماً صحياً، فإنك تستهلك كمية كبيرة منه، وهذا أيضا يؤدي إلى زيادة الوزن، ومفتاح اللغز هو تحديد المثيرات الخاصة بك والتي تؤدي إلى ذلك وتبذل الجهد لتجنبها أو السيطرة عليها بطريقة جيدة.

على سبيل المثال، إذا تناولت الطعام وأنت في حالة توتر أو ضغط نفسي، حاول اختيار أطعمة تقلل بها السعرات الحرارية مثل الفشار، الخضروات والحمص للحفاظ على السعرات الحرارية تحت السيطرة.

وإذا حدث وتناولت المزيد منها مع أصدقائك تأكد من احتواء الوجبة على نسبة عالية من الألياف أو البروتينات قبل الخروج من البيت حتى لا تشعر بالجوع في المناسبات الاجتماعية.

ربما أنت تتعامل مع نوع من متلازمات اضطرابات الطعام، حيث يعتقد معظم الناس أن اضطرابات تناول الطعام نوع من فقدان الشهية أو الشره المرضي، لكن يوجد متلازمة عيادية أقل إدراكا، فلا يتم تحديد اضطرابات تناول الطعام بطريقة أخرى .

وبناء على تصريح (كارولين كوكر روس) أخصائية في الطب التكاملي لاضطرابات الأكل، الإدمان والبدانة والاضطرابات المزاجية ومؤلفة كتاب (The Binge Eating and Compulsive Overeating Workbook) أن هناك بعض الناس الذين يتملكهم هاجس الغذاء يعانون فعلا من اضطرابات تناول الطعام.

إذا وجدت نفسك تفكر في الطعام بشكل مستمر سواء كان وزنك زائداً أو لا ويؤثر كل من وزنك وهوسك بالطعام بشكل كبير على حياتك لدرجة تمنعك بها من فعل أشياء تمتعك، عليك رؤية الطبيب المعالج أو أخصائي اضطرابات الأكل لتقييم حالتك.

من الأفضل علاج هذه المشكلة في مرحلة مبكرة منها حتى تشعر بتحسن على المدى الطويل.

وأخيرا، إذا لم تمد جسمك بالتغذية الصحيحة كأن تزيد من تجنب السعرات الحرارية بشكل مبالغ فيه أو عدم تناول الكربوهيدرات تماما محاولا التحكم في وزنك، قد تكون النتيجة زيادة التفكير في الطعام أكثر من الضروري، وهذا يسبب الشعور بالجوع أو انخفاض مستويات سكر الدم مما يحفز جسمك على السعي وراء السعرات الحرارية.

احتفظ دائما بجريدة متخصصة فى الطعام ولاحظ لو كان بإمكانك تحديد المكان الذي تذهب إليه هذه السعرات الزائدة أو التي لا يتم حرقها، وتحد نفسك حتى تتخلص منها.

نقطة أخيرة، بينما لا يعتبر مؤشر كتلة الجسم مقياسا دقيقا للغاية لتحديد دهون الجسم فإنه مؤشر لوجود حالة من الوزن أو الدهون الزائدة.

توصي الطبيبة بعمل اختبار الدهون بالجسم إذا كان في الإمكان لتقييم وزن الجسم المثالي والمساعدة على تحديد الوزن المناسب كهدف أساسي لذلك.